مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (5) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (5) - نسخه متنی

حسن السعید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



القاهرة. نهاية المطاف


كانت ينبع آخر محطة له في
الحجاز ، حيث واجهه مرض الطاعون فغادرها بسرعة . وفي الرابع
والعشرين من حزيران ( يونيو ) 1815 عاد إلى القاهرة ، بعد غياب دام
سنتين ونصف السنة;

كانت صحته عليلة ، إلاّ أنه لم
يفقد الأمل في الذهاب إلى تمبكتو14، وقد قضى سنواته الأخيرة في أعمال تعتبر لهواً
وتسلية . فقد كانت لا تزال أمامه تلك الرحلة عبر الصحراء الكبرى إلى
ضفاف نهر النيجر . وفي الوقت نفسه كان أعضاء الجمعية الأفريقية ينتظرون
عودته إلى لندن15 . ولمّا سأل
عن القافلة جاء الجواب مخيّباً لآماله مرّة اُخرى : مجيء القافلة لم يكن
متوقعاً في المستقبل القريب! عندها استقرّ ودوّن رحلاته ، وأمضى شهرين
في صحراء سيناء يستكشف مناطق جديدة16، وذلك في ربيع عام 1817 . وفي حزيران عاد
إلى القاهرة ، واستعدّ للمسيرة إلى الجنوب
الغربي .

بعد رجوعه إلى القاهرة بأيّام ،
تغلّب عليه المرض فتوفي في 15 تشرين الأوّل (اكتوبر) 1817 ، ودفن في
العاصمة المصرية . . بعد شهرين فقط انطلقت أوّل قافلة إلى تمبكتو
منذ أربع سنوات17 .

قبيل وفاته ، أوصى بيركهارت
بوقف مجموعة مخطوطاته على مكتبة جامعة كمبردج ، وكتاباته كلّها تدور حول
رحلاته ، كرحلة للشام والأراضي المقدسة18 .

وهي حسب تأريخ صدورها : الرحلة
إلى بلاد الشام (لندن 1814ـ1822) ، ورحلة إلى الجزيرة العربية (لندن
1829) ، وسجلات أسفار في الشرق الأدنى والاتصال بالبدو والوهابيين (لندن
1831 ، باريس 1835) ، ومجموعة من الأمثال العربية ، متناً
وترجمة انجليزية وشرحاً (لندن 1830) وقد ترجمت من الإنجليزية إلى لغات اُخرى
اوروپية ، منها الألمانية ، بقلم هـ . ج كرمز (1834) ،
وكتاب الرحلات النوبية . وهو من أوائل الكتاب الاوروپيين ، الذين
كتبوا عن العرب القاطنين في شمالي السودان وفي مملكة سنار .

وقد تولّت الجمعية الأفريقية في
انجلترا نشر جميع مصنفاته ، ومازال بعض مخطوطاته في مكتبة ابن أخيه
جاكوب بيركهارت ، وكان رئيساً لقسم العلاقات الدولية في وزارة الخارجية
السويسرية19 .

وعندما نُشر كتاباه عن رحلته إلى
بلاد العرب ، ومشاهداته عن البدو والوهابيين . . أدرك علماء
اوروپا مدى خسارتهم بفقد بيركهارت ، خاصة وأنهما أصبحا مرجعاً يعتمد
عليه ، ويتجلّى ذلك من رجوع المستشرقين ، في مواطن كثيرة ،
إلى بيركهارت ، في موسوعتهم الموسومة بـ «دائرة المعارف
الإسلامية» . أمّا على صعيد الرحالة فقد بزّ سابقيه وأعجز
اللاحقين . وهذا الرحالة الشهير ريتشارد برتون الذي زار الحجاز
والشام ، ورغم ملاحظاته وهوامشه التفصيلية الكثيرة أقرّ أنه لا يستطيع
أن يضيف لما كتبه بيركهارت عن البدو إلاّ قليلا20. مؤكداً أنه قد وصف مارآه قدر الإستطاعة ،
ولكنه اعترف أنه لا يستطيع أن يصل إلى دقة بيركهارت ، الذي يعترف برتون
أنه مدين له ليس بالشكر والامتنان فحسب ، بل بالاقتباس عنه بصورة جلّية
واسعة واضحة21 .

يقول الباحث البريطاني «بيتر
برينث» : من المضحك المبكي أن نسمع أنه عندما طُرحت فكرة إنشاء نصب
تذكاري لبيركهارت يُنصب فوق قبره في القاهرة ، تحمّس العلماء
والامپرياليون والمستكشفون الجالسون على كراسيهم في الغرب ، وجمعوا
بعضهم مع بعض مبلغ عشرين جنيهاً استرلينياً فقط22!

لم يوضّح «برينث» سبب هذه
المفارقة ، ولعلّ ذلك يعود إلى أنّ بيركهارت ليس انكليزياً قحّاً ،
فهو سويسري مأجور للدوائر البريطانية ، ولا ننسى أنّ الامبراطورية
البريطانية كانت تتوثّب إلى دخول الحقبة الفيكتورية ، بكلّ غرورها
وغطرستها وتعاليها على الآخرين ، بمن فيهم الغربيون غير
الإنكليز!!

/ 11