دوافع الرحلات
تعدّ كتب الرحلات من مصادر التاريخ والآثار والمجتمع التي تضيف الكثير من المعلومات والأحداث ، وتقدم وصفاً للأماكن والشخصيّات ، وهي انطباعات شخصيّة وواقعيّة عن الجوانب الاجتماعيّة والحضاريّة للمناطق التي تشملها.
ثمة دوافع متعّددة للرحلات أو كتابة أدبها ، منها ما هو بدافع السفر وأهمّيته ، أو بدافع التجارة ، ومنها ما هو لطلب العلم واللقاء بالمشايخ ، كما أنّ من الرحالة من اتّخذ أدب الرحلة لكتابة سيرة حياته وحياة مشايخه وعصره ، أو بدوافع تجاريّة . أمّا الدافع الديني فكان من الدوافع الهامّة أيضاً التي دفعت الكثير من المسلمين لتسجيل رحلاتهم إلى الأمكان المقدّسة وعلى رأسها (مكّة المكرّمة) ، فقد كان الحجّ إلى مكّة عاملا مساعداً لكثير من هؤلاء الحجاج المسلمين ـ ومنهم من بلاد فارس ـ ليقوموا بوصف طريقهم إلى الأماكن المقدسّة وكلّ ما شاهدوه .
وكان الحجّ من أعظم بواعث الرحلات ، نظراً إلى أن الآلاف من المسلمين يتجهون كلّ عام صوب الحجاز والحرمين الشريفين ، لتأدية فريضة الحجّ وزيارة
قبر النبي
(صلى الله عليه وآله)
وكان بعض الحجّاج يكتبون عن الطرق التي سلكوها والمدن والمنازل التي نزلوا فيها ، أو الأحداث التي شاهدوها لكي ينتفع بها الآخرون ويهتدوا .