حلة الخراسانیة تکسی الکعبة الشریفة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حلة الخراسانیة تکسی الکعبة الشریفة - نسخه متنی

آصف فکرت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





غضب وتهديد



كان لرفض
حاكم مصر اقتراح شاهرخ وقعه الشديد على هذا الأخير، وأثار غضبه وسخطه، فقام بإرسال مبعوث آخر يُدعى هاشم شريف الى القاهرة
حَمّله رسالة تهديدية لملك مصر. فوصل هاشم شريف القاهرة يوم الرابع والعشرين
من شهر رمضان المبارك من تلك السنة. وخَلَتْ رسالة شاهرخ من البسملة والختم
المعهود، والتي دَلَّت على مدى غضب ملك الشرق (سلطان خراسان) واستيائه.
وابتدأت الرسالة بالآيات الشريفة من سورة الفيل: {ألم تر كيف فعل
ربّك بأصحاب الفيل...} ولم يذكر شاهرخ أيّ لقب رسميّ أو غير رسميّ، وكانت الرّسالة على
العموم تنمُّ عن تهديد ووعيد لملك مصر. وعلى قول المقريزي كانت الرسالة
مدوّية كالرّعد وقوية كالصاعقة. وكان شاهرخ، مع كلّ ذلك، قد أرسل بهدية الى
حاكم مصر ذكرها صاحب «بدائع الزهور» باسم «الهدية
الغشروية».


إلاّ أنّ
الملك الأشرف لم يخضع لرسالة شاهرخ ولا تهديدها، بل بعث جواباً عليها لا تقلّ
شدة في اللّهجة عن تلك التي أرسلها شاهرخ، وعلى رأي ابن أياس «من دقَّ الباب
سمع الجواب». هذا وتكررت رسائل العتاب والمعاتبة، التي بعث بها شاهرخ إلاّ
أنّه لم يَلْق النتيجة المرجوّة. وكتب ابن تغري بردي ـ الذي تنمّ كتاباته عن
آثار ومواطن كثيرة ترمز الى العنصرية واللّون ـ فيما يتعلّق بمسألة العِناد،
الذي أبداه الملك الأشرف ورفضه مقترح شاهرخ: لقد كان صمود وثبات الملك الأشرف
إزاء مرامات شاهرخ ومطالِبهِ ـ وذلك بعد فتح قبرص ـ أهم ما قامَ به الملك
الأشرف طول سنيّ حكمه.


وكتب
أيضاً: إنَّ الملك الأشرف باحتكاره مسألة إكساء الكعبة بحلّتها قد حفظ لمصر
هيبتها وحرمتها، ولحكام مصر شأنهم ومنزلتهم الى يوم القيامة. ولا جرم أنَّ ما
دُوِّنَ من قِبَلِ مؤرخين مصريين في هذا الشأن يدلُّ بوضوح على أنّ ابن تغري
بردي كان يُبالغ في كتاباته ويشطط فيها، وأنّه كان من المتملقين لحكام مصر،
ويبدو من فحوى الرسالة التي بعث بها شاهرخ الى الملك الأشرف فيما بعد أنَّ
شاهرخ يقوم بطمأنة الملك الأشرف على وصول هداياه.


مبعوث آخر
:


كان تاج
الدين علي بن عبد الله الشريف مبعوثاً آخر من قِبَلِ شاهرخ، حمل معه هدايا
ورسالة تتضمّن إثارةً للمقترح السابق، وكان تاج الدين صهر السيّد الشريف
الجرجاني، كما روى ابن حجر الذي كان قد رآه بنفسه: وصل المبعوث المذكور في 27
محرم 838هـ . قام شاهرخ بذكر نذره السابق في الرسالة حول إرسالة حُلّة
للكعبة الشريفة لتعليقها داخل الكعبة، وطلب من الملك الأشرف إرسال مبعوث من
قبله الى هرات ليستلم الحلّة المذكورة.


فدعا الملك
الأشرف قضاةً من المذاهب الأربعة، وأقام لهم مجلساً، وقرأ عليهم اقتراح
شاهرخ، وطلب منهم إبداء رأيهم، وإصدار فتوى بهذا الشأن. فأجاب قاضي القضاة
بدر الدين الحنفي: أنَّ مثل هذا النذر لا أساس له.


هذا وقد
انتقد ابن حجر قضاة المذاهب الأربعة أشدّ انتقاد، وذكر بعض أجوبتهم، التي لا
تنسجم ومنطق العقل. وذكر ما قوله: «لقد قام بعض القضاة بكتابة الأسئلة
والأجوبة المتعلّقة بهذا الموضوع دون أن يُطْلَبَ منهم ذلك. وكتب البعض الآخر
قائلين: إن من شأن هذا النذر أن يعطّل الوقف وهو ممّا لا يجوز». وكتب أحدهم
يقول: «إنّه لما كان هذا العمل من شأنه أن يتحكّم بسلطان مصر فهو غير جائز».
وأمّا السلطان فقد كان رأيه غَلْق هذا الباب تماماً; لئلا يتيح لسلاطين آخرين
فرصة إكساء الكعبة. ويذكر ابن حجر أن رأيه كان كما قال السلطان; لأنّ من شأن
هذا العمل أن يفتح المجال للآخرين للدخول الى هذا الملعب.


ورافق
الشريف تاج الدين، أثناء عودته الى خراسان، اُقطوة موساوي مؤيّدي المضيّف
حاملا رسالة جوابية من السلطان في مصر الى شاهرخ.


أمر الكعبة مناطٌ بملوك مصر
:


وكتب
الأشرف في رسالته الى شاهرخ: أنَّ مسألة إكساء الكعبة الشريفة أمرٌ مناطٌ
بملوك مصر ومتعلّق بهم دائماً وهم، أي ملوك مصر، يقومون بتهيئة الأموال
اللازمة لعمل ذلك من دار
الأوقاف المخصّص لهذا الغرض. وكان السلطان الأشرف قد اقترح على شاهرخ أن يبيع
الحلّة، التي صنعها للكعبة ويتصدّق بمالها على فقراء مكّة إن هو أراد أن
يَفيَ بنذره مِمّا سيضاعف له الثواب، ويستفيد أكبر عدد ممكن من الناس من ذلك
المال.


وفي 4 شوال
وصلت رسالة من شاهرخ الى القاهرة تتضمن تهديداً وانتقاداً لما يُؤخذ من
التجار من أموال باسم (حَقّ النزول الى الميناء)، وتلمّح الرسالة ضمناً أنَّ
شاهرخ يعتزم التحرّك باتجاه القدس الشريف.


وأمّا
اقطوة ـ مبعوث سلطان مصر ـ فقد رجع الى القاهرة في 28 جمادى الآخر عام
839هـ . ثم وصل على إثره في صباح اليوم التالي الشيخ صفا مبعوث شاهرخ
الى القاهرة حاملا رسالة اُخرى من ملك الشرق.


/ 6