مع رجال الفکر فی القاهرة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مع رجال الفکر فی القاهرة - جلد 2

السید مرتضی الرضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






- 4 -



فإذا كنت أقدم هذا الكتاب للمسلمين في مذهب، وفي كل شعب، فإنما أقدمه
لهذه المزايا وأمثالها، وليعتبروا بخير ما فيه من العلم القوي والنهج السوي، والخلق
الرضي.



وقد يكون في كتاب بعد ما لا أوافق أنا عليه، أو ما لا يوافق عليه هؤلاء أو
أولئك من قارئيه أو دارسيه، ولكن هذا لا يغض من عظمة هذا البناء الشامخ الذي
بناه الطبرسي، فإن هذا شأن المسائل التي تقبل أن تختلف فيها وجهات النظر،
فليقرأ المسلمون بعضهم لبعض، وليقبل بعضهم على علم بعض، فإن العلم هنا
وهناك، والرأي مشترك، ولم يقصر الله مواهبه على فريق من الناس دون فريق،
ولا ينبغي أن نظل على ما أورثتنا إياه عوامل الطائفية، والعنصرية من تقاطع
وتدابر وسوء ظن، فإن هذه العوامل مزورة على المسلمين، مسخرة من أعدائهم
عن غرض مقصود لم يعد يخفى على أحد.



إن المسلمين ليسوا أرباب مختلفة، أديان مختلفة، ولا أناجيل مختلفة، وإنما هم
أرباب دين واحد، وكتاب واحد، وأصول واحدة، فإذا اختلفوا فإنما هو اختلاف
الرأي مع الرأي، والرواية مع الرواية، والمنهج مع المنهج، وكلهم طلاب الحقيقة
المستمدة من كتاب الله، وسنة رسول الله، والحكمة ضالتهم جميعا ينشدونها من أي
أفق.



فأول شئ على المسلمين وأوجبه على قادتهم وعلمائهم أن يتبادلوا الثقافة
والمعرفة، وأن يقلعوا عن سوء الظن وعن التنابز بالألقاب، والتهاجر بالطعن
والسباب، وأن يجعلوا الحق رائدهم، والإنصاف قائدهم، وأن يأخذوا من كل شئ
بأحسنه:



" فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله،
وأولئك هم أولو الألباب "



محمود شلتوت










/ 273