ثمّ التفت لي وقال: اعلم يا بني انّ كلمة الله لا ترجع إليه فارغة لأنّه ما سبق ووعد به عن لسان انبيائه لابدّ ان يتمّ بحروفه ثمّ قال: فهذا هو الوقت الذي تعين لإتمام المواعيد الإلهيّة، وهذا هو النبي الموعود بصدقها عليه، نعم هو بعينه الذي سبقت الأنبياء وبشرت به، وتنبّأت عنه به بقوّة الروح القدس، ورنم له المرنمون تسبيحاتهم ونظروا إلى مجيئه، وتحدّثوا بعظمته، فلم يستطع نبي منهم أن يلقي قلم الوحي من يده من دون ان يكتب عنه شيئاً، إمّا تصريحاً وإمّا تلميحاً، لأنّ الأدلّة على نبوّته عديدة وقويّة جدّاً في التوراة والإنجيل. ثمّ قرأ بسفر التثنية فصل 33 (جاء الرب من سيناء وأشرق من ساعير وتلألأ من جبل فاران)، ثم نقل عنه تفسيرها قال فقوله (جاء الرب من سيناء) أي أعطى الشريعة لموسى على جبل سيناء، (وأشرق الرب من ساعير عنى إعطاء الشريعة المسيح على جبل ساعير، (وتلألأ من جبل فاران) عنى عن إعطاء شريعة ثالثة لهذا النبي الإسماعيلي على جبل فاران، الواقع في بلاد العرب حيث سكن جده إسماعيل قبلا كما هو منصوص بسفر التكوين فصل 21. المعنى انّ النور الذي أشرق على سناء وساعير سيشرق أيضاً على فاران، ثم قرأ ما جاء في إنجيل يوحّنا إصحاح 14 آية 16 وهو قول المسيح لتلاميذه (إن كنتم تحبّوني فاحفظوا وصاياي، وانا أطلب من الأب