الفصل الخامس
لم أجد في السؤال العاشر وهو قوله (هل اعترف أحد من اليهود بنبوّة عيسى عند ظهوره تابعين قول نبيّهم) مغزىً صالحاً ولا مقصداً حسنا، وكيف كان فإنّا نبيّن في الجواب ما فيه الفائدة إن شاء الله تعالى فاستمع.
يحدّثنا برنابا في إنجيله إنّ أوّل من آمن بعيسى أمّه، وذلك انّه قصّ علينا في الفصل العاشر منه ما ملخّصه: انّه لمّا بلغ عيسى ثلاثين سنة نزل عليه جبرئيل بالوحي، وهو على جبل الزيتون، كاشف مريم أمّه بكلّ ذلك، فلمّا سمعت مريم هذا أجابت: يا بني إنّي نبئت بكلّ ذلك قبل أن تولد).
وان لهذه الصديقة مثيلاً في الإسلام خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، يحدّثنا العلاّمة المجلسي(رحمه الله) في ص449 من المجلّد السادس من كتابه بحار الأنوار بما ملخّصه: إنّ جبرئيل لمّا نزل على محمّد(صلى الله عليه وآله)، وأعطاه ما أعطاه، توجّه إلى خديجة، فكان كلّ شيء يسجد له، ويقول بلسان فصيح: السلام عليك يا نبي الله، فلمّا دخل الدار صارت الدار منيرة، فقالت خديجة: وما هذا النور؟ قال: هذا نور النبوّة، قولي لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، فقالت خديجة: طالما عرفت ذلك.