ومن قبلهم أبو لبابة الأنصاري نزّلها منزلة النبي بأمر من النبي... قال الحافظ السهيلي: «إن أبا لبابة رفاعة بن المنذر ربط نفسه في توبة، وإن فاطمة أرادت حله حين نزلت توبته، فقال: قد أقسمت الآ يحلّني إلاّ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم. فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: إن فاطمة بضعة مني. فصلى الله عليه وعلى فاطمة. فهذا حديث يدلّ على أن من سبها فقد كفر، ومن صلى عليها فقد صلى على أبيها».
ليس المقصود ذلك.
بل المقصود هو أن هذا الحديث جاء في الصحيحين وغيرهما عن «المسور بن مخرمة» ـ في باب فضائل فاطمة ـ مجرداً عن قصّة خطبة عليّ ابنة أبي جهل، قال ابن حجر: «وفي الصحيحين عن المسوربن مخرمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلّم على المنبر يقول: فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابها»(3)روياه عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة.
بل لم نجده عند البيهقي والخطيب التبريزي إلا مجرداً كذلك (4)، وكذا في الجامع الصغير، حيث لا تعرض للقصّة لا في المتن ولا في الشرح (5).
والملاحظ أنه لا يوجد في هذا السند المجرد واحد من ابني الزبير والزهري والشعبي والليث... وأمثالهم...