[المدخل]
(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم) الحمد للّهالذي ألهم العقول براهين ربوبيّته، وكلّفها بتحصل تفصيل صفاته و معرفته، وأوجب على الجوارح القيام بوظائف عبادته، ولم يدع لأحد حجّة عليه بعد إظهار حجّته، وعرّض عباده لأشرف منازل التشريف، بأن شدّدعلى العقول و الجوارح التكليف امتحانالعباده بنصب الشبهات، و اختبارا لخلقهبإنزال المتشابهات ليرجعوا إلى أنبيائهفي تمييز الحقّ من الباطل، و يعوّلوا علىحججه في التفرقة بين الحالي و العاطل.و الصلاة و السلام على محمّد و آله، الذينكشفوا شبهات أهل الزيغ و البدع، و نهوا عناستعمال الرأي المخترع.
و بعد، فيقول الفقير إلى اللّه الغنيّمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (عاملهاللّه بلطفه الخفيّ): هذا جواب ما سأل عنهبعض الأصحاب من شبهة غلبت على بعض أهل هذاالزمان، حتّى بلغوا أقصى مآرب الشيطان،فعدل جماعة منهم عن طريق التقوى، و مالواإلى الجانب الأضعف و عدلوا عن الأقوى،حتّى انتهوا إلى ما لا نستحسن وصفه و ذكرهنسأل اللّه أن يكفي المؤمنين شرّه و ضرّه.
و تلك الشبهة هي ما رواه الكليني في آخر«باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن» عن عليّبن أبي حمزة عن أبي بصير، قال، قلت لأبيجعفر عليه السّلام:
إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءنيالشيطان فقال: إنّما