الفصل الثالث في ذكر بعض ما يعارض الحديثالمسئول عنه في خصوص موضوعه، و يوجب بطلانتخصيصه لأحاديث الغناء
أقول: الحديث الذي أشرنا إلى أنّه يعارضالحديث المسئول عنه خصوصا هو ما رواهالكليني في هذا الباب قبل هذا الحديث عنعليّ بن محمّد، عن إبراهيم الأحمر، عن عبداللّه بن حمّاد عن عبد اللّه بن سنان عنأبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم:«اقرؤوا القرآن بألحان العرب و أصواتها، وإيّاكم و لحون أهل الفسق و أهل الكبائرفإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعونالقرآن ترجيع الغناء و النوح و الرهبانية،و لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة و قلوبمن يعجبه شأنهم». «1» و هذا الحديث الشريفموجود في عدّة مواضع معتمدة، مثل كتابمجمع البيان «2» و كتاب الكشكول «3» للشيخبهاء الدين و غيرهما «4»، و هو من جملةالقرائن على صحّته مضافا إلى ما مضى ويأتي. و مضمون هذه الرواية منقول أيضا منطريق العامّة، رووه عن حذيفة بن اليمانقال، قال رسول اللّه صلى الله عليه وآلهوسلم:
اقرؤوا القرآن بلحون العرب و أصواتها، وإيّاكم و لحون أهل الفسوق و أهل الكتابين،و سيجيء قوم من بعدي يرجّعون القرآنترجيع الغناء و النوح و الرهبانية، لايجاوز حناجرهم، مفتونة
(1) الكافي، ج 2، ص 614، باب ترتيل القرآنبالصوت الحسن، ح 3.
(2) مجمع البيان، ج 1، ص، الفنّ السابع منالمقدّمة، رواه عن طرق العامّة.
(3) الكشكول، ج 2، ص 5.
(4) جامع الأخبار، ج 57، الفصل 23 في القراءةبحار الأنوار، ج 92، ص 190.