4 لو بقي الشك في أمرهم قائما، فما هومقتضى القاعدة في ذلك؟ و هل هناك أصل لفظيأو عملي يعمل بمقتضاه؟ و المحور الثانييتضمن عدة نقاط صغروية تلقي الضوء علىجوانب من الموضوع، و هي: 1 هل هناك ما يمكنالاستدلال به على أن الصابئة أهل كتاب؟ 2هل يعدون من شعب الأديان الثلاثة (اليهود والنصارى و المجوس)؟ 3 هل العقائد المنسوبةإليهم تمنع من انعقاد الظن بكونها إلهية؟ 4هل يشتمل اسمهم على شيء ينافي كونهم ذويدين سماوي؟ فنقول
[المحور الأول]
أماالأمر الأول
من المحور الأول): فقد اشتهر أن عنوان«الكتاب» في الآيات القرآنية المبينةلحكم أهل الكتاب و منها آية الجزية «13»،يراد به التوراة و الإنجيل، قال فيالجواهر: «إن المنساق من الكتاب في القرآنالعظيم هو التوراة و الإنجيل»، و نقل عنمنتهى العلامة دعوى الإجماع على أن اللامفي الكتاب في آية الجزية للعهد إليهما«14»، إلا أننا أثبتنا خلاف ذلك تفصيلا فيما سبق و قلنا ما حاصله إن عنوان «أهلالكتاب» في القرآن الكريم و إن كان لا يبعدأن يراد به اليهود و النصارى على ما ربمايشهد به التتبع و التأمل إلا أن عنوان«الكتاب» في الآيات الشريفة القرآنية إذااستعمل مجردا عن ذاك التعبير التركيبي(أهل الكتاب) خاليا عن قرينة معينة، لايراد به التوراة و الإنجيل أو كتاب خاص آخرمن كتب الأنبياء السالفة، بل يراد به مطلقما نزل من السماء وحيا على نبي من أنبياءالله (عليهم السلام)، من غير اختصاص أوإشارة إلى كتاب خاص، و هذا أيضا مما يشهدبه التتبع و التأمل في تفاصيل الآيات بناءعليه فالكتاب في آية الجزية هو الأعم منالتوراة و الإنجيل، و لا شاهد على تقييدهبهما، بل يشهد(13) و هي قوله تعالى: «من الذين أوتواالكتاب حتى يعطوا الجزية.» التوبة: 29.
(14) الجواهر 21: 232.