هذا، و تشهد أيضا لعموم معنى الكتاب فيباب الجزية رواية الواسطي عن بعض أصحابناقال سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن المجوسأ كان لهم نبي؟ فقال: نعم، أما بلغك كتابرسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى أهلمكة: أسلموا و إلا نابذتكم بحرب، فكتبواإلى النبي (صلّى الله عليه وآله): أن خذ مناالجزية و دعنا على عبادة الأوثان، فكتبإليهم النبي (صلّى الله عليه وآله): إني لستآخذ الجزية إلا من أهل الكتاب، فكتبواإليه يريدون بذلك تكذيبه: زعمت أنك لا تأخذالجزية إلا من أهل الكتاب ثم أخذت الجزيةمن مجوس هجر، فكتب إليهم رسول الله (صلّىالله عليه وآله): إن المجوس كان لهم نبيفقتلوه و كتاب أحرقوه أتاهم نبيهم بكتابهمفي اثني عشر ألف جلد ثور. «19». و إطلاق الكتاب فيها على كتاب المجوسبل إطلاق أهل الكتاب عليهم لا يدع المجاللاحتمال اختصاصهما بالتوراة و الإنجيل وأهلهما في مصطلح أهل الشرع. و قريب منها مرسلة الصدوق عن النبي (صلّىالله عليه وآله) و رواية الأصبغ بن نباتةعن أمير المؤمنين. «20» و ضعف أسناد هذهالروايات لا يضر، بعد ما هو المعلوم منتلقي الأصحاب لمضامينها بالقبول و العملبها في خصوص المجوس، مضافا إلى أن هناكروايات معتبرة وقع فيها التصريح بأنالمجوس أهل كتاب، منها معتبرة سماعة: عنأبي عبد الله (عليه السلام) قال بعث النبي (صلّى الله عليه وآله) خالد بنالوليد إلى البحرين (إلى أن قال:) فكتب إليهرسول الله (صلّى الله عليه وآله): إن ديتهممثل دية اليهود و النصارى، و قال: إنهم أهلالكتاب. «21» و منها موثقة زرارة سألته عن المجوس ما حدهم؟ فقال: هم من أهلالكتاب، و مجراهم مجرى اليهود و النصارىفي الحدود و الديات «22»، و إضمار الرواية غير مضر بعد كونالمضمر مثل زرارة. فبملاحظة هذه الروايات يظهر ضعف ما يتوهمو يدعى من أن إطلاق الكتاب بلا قرينة ينصرفإلى الكتابين, إذ مع التعبير عن المجوسبأهل الكتاب لا مجال لمثل هذه الدعوى. (19) الوسائل: ب 49 من جهاد العدو ح 1. (20) المصدر السابق: ح 5 و 7. (21) الوسائل: ب 13 من ديات النفس، ح 7. (22) المصدر السابق: ح 11.