قد تعرض على المؤمن حالة رغبة واشتياقللعبادة فلا يقنع بالإتيان بالواجباتفقط، بل لا يقنع بالبعض اليسير منالمندوبات أيضاً، فيرغب إلى الازديادعنها كما وكيفاً، وتسمى هذه الحالة«شِرّة» في الشرع وهي قد تنتهي إلى ترك بعضالملاذ للاشتغال بالعبادة، بل إلى ترك بعضما يجب عقلاً وشرعاً من المطاعم والمشاربوالملابس والمناكح، وقد تعرض له حالة سأموكسل عن العبادة بحيث يصعب عليه الإتيانبالفرائض فضلاً عن السنن، فيقنع بالفرائضفي الكم وينقص عنها أيضاً في الكيف، وتسمىهذه «فتوراً»، بل قد تغلب على الإنسانحالة يترك أغلب ما كان عاملاً به أو جميعهحتى الفرائض ولو مع بقاء الإيمان فيالجملة ـ ونستعيذ بالله من الكسل والفشلوالغفلة والغرة ـ وحيث أن كلتا الحالتينلا تخلوا عن الخطر في الدين بالنسبةلأصوله وفروعه فقد ورد عن أهل بيت