الدرس الثاني والخمسون
في قسوة القلب
القسوة: غلظ القلب، وصلابته وعدم تأثّرهبالمواعظ والعبر، في مقابل رقة القلب،ورحمته وتأثره بالعظات واتعاظه بالعبر،وهي من حالات القلب وصفاته المذمومةالسيئة، وهي قد تكون ذاتيّةً مودعةً فيالقلب بالفطرة، وقد تكون كسبيّةً حاصلة منالممارسة على المعاصي والمآثم. وعلىالتقديرين: فهي قابلة للزوال بالكلية، أوللتخفيف والتضعيف، ويمكن أيضاً المراقبةالشديدة على النفس حتى لا يظهر لها أثر سوءعلى الجوارح والأركان.وقد ورد فيها آيات ونصوص ناظرة إلى ذمهاولزوم إزالتها، أو المواظبة عليها لئلاتظهر آثارها في الأقوال والأفعال.قال تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلامفهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم منذكر الله) (1). (فذكر الله قسوة القلب هنا فيمقابل انشراح الصدر(1) الزمر: 22.