النفس سلطان الجوارح،وتسلطها عليها من أنفذ السلطات،فبإرادتها تتحرك الأعظاء وتسكن. ولا تخلفلإرادتها عن وقوع المراد، وهذا من أحسنأمثلة تسلط الرب تعالى على خلقه ونفوذمشيئته فيما شاء وأراد، وإن كان بينهمافرق واضح فإن النفس فضلاً عن تسلطها،حادثة. ووجودها مفاض من إرادة الرب، وأنهقد يحدث للأعضاء خلل ونقص لا يؤثر فيهاإرادة النفس، ولا يكون ذلك في إرادة الله،وبهذه الملاحظة أطلق على النفس والقلب:إمام الأعضاء ومرجعها وهاديها ورئيسهاالمتولي لأمرها.ففي مباحثة هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيدالتي نقلها للصادق عليه السلام فأمضاهاوأقسم بالله تعالى على كونها مكتوبة فيصحف إبراهيم وموسى: (قال: قلت له: ألك قلب؟قال: نعم، قلت: وما تصنع به؟ قال: أميز كل ماورد على هذه الجوارح. قلت: أفليس في هذهالجوارح