جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


لا شك أنكم سمعتم حكاية ذلك "الحجر" الذي ألقي في جهنم وسمع صداه بعد سبعين سنة. وقد نقل عن رسول الله (ص) قوله: إنه رجل هرم كان في السبعين من عمره، وخلال هذه السبعين عاماً كان يسير نحو جهنم(16). فحاذروا أن تكون عاقبة أحدكم أن يقضي خمسين عاماً ـ أو أكثر أو أقل ـ في الحوزات العلمية مع كد اليمين وعرق الجبين ولا يجني غير جهنم.. يجب أن تتعظوا. عليكم أن تضعوا برنامجاً لتهذيب نفوسكم وإصلاح الفاسد من أخلاقكم. وليتخذ كل واحد منكم مدرساً للأخلاق، وشكلوا مجالس الوعظ والنصح والإرشاد. فالإنسان وحده يعجز عن تهذيب نفسه. فإذا ما بقيت الحوزات العلمية هكذا خالية من مدرسي الأخلاق ومجالس الوعظ والإرشاد فستكون محكومة بالفناء.

فكما يحتاج علم الفقه والأصول إلى أستاذ ودرس وبحث، وكل علم وصناعة في الدنيا لابد لها من أستاذ ومدرس. والشخص المغرور والعنيد الذي لا يتخذ لنفسه مرشداً وموجهاً لا يصبح فقيهاًُ وعالماً؛ فكذلك العلوم المعنوية والأخلاقية التي هي هدف بعثة الأنبياء ومن ألطف العلوم وأدقها، بحاجة إلى تعليم وتعلم. إن بناء الإنسان لا يتحقق بدون معلم. لقد سمعت مراراً أن الشيخ الأنصاري(17) (رحمه الله)، وهو أستاذ الفقه والأصول، كان يحضر درس الأخلاق والمعنويات لدى سيد جليل(18). لقد بعث أنبياء الله لبناء الإنسان وتربيته، وإبعاده عن القبائح والخبائث والنقائص والرذائل، وترغيبه بالفضائل والآداب الحسنة: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"(19).

إن علماً اهتم به الله تعالى كل هذا الاهتمام وبعث من أجله الأنبياء، أصبح الآن مهملاً في حوزاتنا ولا نجد أحداً يهتم به الاهتمام الذي يستحقه. وقد وصل الأمر بسبب ضعف العلوم المعنوية والمعارف في الحوزات، إلى أن تنفذ الأمور المادية والدنيوية إلى أوساط علماء الدين وأبعدت الكثيرين عن الأجواء المعنوية والروحية بدرجة باتوا يجهلون ماذا يعني عالم الدين أصلاً؟ وما هو واجبه؟ وما هي المهام التي ينبغي له الاضطلاع بها؟.

فبعض ليس لهم غير تعلم بضع كلمات ثم الرجوع إلى مناطقهم أو أي مكان آخر للحصول على الجاه والمنصب والمقام والتملق للآخرين؛ مثلما كان أحدهم يقول: دعني أدرس "اللمعة" وحينها سوف أفهم كيف أتصرف مع مختار القرية.

يجب أن لا يكون الأمر بنحو تتلخص نظرتكم وغايتكم من الدراسة منذ البداية في الحصول على المنصب الفلاني وكسب المقام الكذائي، أو أن تصبحوا رؤساء المدينة الفلانية أو شيوخ القرية الفلانية.. فمن الممكن أن تحققوا هذه الأهواء النفسية والأماني الشيطانية، ولكن لن تكسبوا لأنفسكم ولأمتكم ولمجتمعكم الإسلامي غير التعاسة والشقاء. فمعاوية ترأس وتأمّر لفترة طويلة إلا أنه ما جنى لنفسه سوى اللعن والذم وعذاب الآخرة.

/ 49