بیشترلیست موضوعات الجهاد الأكبر أو جهاد النفس تاليف مقدمة الحوزات العلمية نصيحة إلى طلبة العلوم الدينية أهمية تهذيب النفس وتزكيتها تحذير الحوزات العناية الإلهية لمحات عن المناجاة الشعبانية حجب النور والظلام مرحلة العلم والإيمان الخطوة الأولى في التهذيب تحذير آخر أقوال مختارة توضیحاتافزودن یادداشت جدید بناء على ذلك، فما هو فرقكم عن سائر المسلمين وبماذا تمتازون عنهم؟ إن أولئك الذين يؤججون النيران في أنحاء من العالم، ويمهدون الطريق لارتكاب المجازر، إنما يتسابقون للسيطرة على الشعوب ونهب ثرواتها ومصادرة خيراتها وإبقاء الدول الضعيفة والمتخلفة تحت أسرها وسلطتها؛ ولذلك يفجرون كل يوم باسم الحرية والبناء والإعمار والدفاع عن استقلال البلدان وأراضيها، وبذرائع خادعة أخرى، حرباً في كل منطقة من العالم، ويلقون ملايين الأطنان من القنابل الحارقة على رؤوس أبناء الشعوب المستضعفة. إن مثل هذه الصراعات والنزاعات تبدو مبررة طبقاً لمنطق أهل الدنيا مع تلك العقول الملوثة. أما نزاعاتكم فإنها تفتقد للتبريز حتى بمنطق هؤلاء. فإذا سئلوا لماذا تتنازعون، سيقولون إننا نسعى للاستيلاء على البلد الفلاني، ولابد من فرض سيطرتنا على ثروات وموارد البلد العلاني. ولكن إذا سئل منكم: لم تتنازعون، ومن أجل أي شيء، ماذا ستجيبون؟ فما الذي تملكون من الدنيا ويستحق التنازع من أجله؟ إن مرتب أحدكم الشهري الذي يأخذه من المراجع، أقل مما ينفقه الآخرون على سجائرهم في الشهر الواحد. لقد قرأت في إحدى الصحف عن الميزانية التي يدفعها "الفاتيكان" لقسيس في واشنطن، فعندما حسبت ذلك وجدت أنه أكثر من جميع الأموال التي تمتلكها الحوزات العلمية لدى الشيعة! فهل من المعقول مع هذه الحال التي عليه حياتكم من بساطة وزهد، أن تختلفوا فيما بينكم وتتكالبوا على الدنيا ويعادي أحدكم الآخر؟. إن جذور كل الاختلافات التي تفتقد إلى الهدف المحدد والمقدس، تعود على حب الدنيا. وإذا ما وجدت الاختلافات في أوساطكم فهو لأنكم لم تخرجوا حب الدنيا من قلوبكم. ونظراً لأن المنافع الدنيوية محدودة، فإن كل واحد يتنافس مع الآخر للاستحواذ عليها. أنت تريد المقام الفلاني وغيرك أيضاً يكافح من أجله، فمن الطبيعي أن يقود ذلك إلى التحاسد والاختلاف. بيد أن رجال الله الذين أخرجوا حب الدنيا من قلوبهم، وليس لهم هدف غير رضا الله تعالى، لن يبتلوا بأمثال هذه المفاسد والمصائب. فلو اجتمع اليوم أنبياء الله في مدينة واحدة، لما وقع بينهم أي اختلاف مطلقاً، لأن هدف الجميع واحد، والقلوب جميعها متوجهة نحو الله تعالى، وخالية من حب الدنيا. فإذا بقيت أعمالكم وأفعالكم وأوضاع معيشتكم وسلوككم بالصورة التي هي عليها الآن، فاحذروا أن تغادروا هذه الدنيا وأنتم لستم من شيعة علي أبي طالب (ع).. احذروا أن لا توفّقوا للتوبة النصوح، وأن تحرموا من شفاعته (ع).. فكروا قبل فوات الأوان بطريقة تنجيكم.. كفوا عن هذه الاختلافات المبتذلة والمفضوحة.. اقلعوا عن هذه التحزبات والمحوريات الخاطئة.. هل أنتم أهل ملّتين؟ هل في ملتكم ومذهبكم شعب وطرق متعددة؟ لماذا لا تفيقون؟ لماذا لا يوجد بينكم صفاء وأخوة ومحبة؟.. لماذا؟