العناية الإلهية - جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إن كل أعمال الإنسان وأفعاله وأقواله تعرض عليه هناك وكأن حياتنا يتم تصويرها في فيلم سوف يعرض في العالم الآخر وليس بوسع أحد إنكاره. سوف تعرض علينا جميع أعمالنا وحركاتنا وسكناتنا، إضافة إلى شهادة الأعضاء والجوارح: {قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء}(28).

أمام الله تعالى حيث جعل كل شيء ناطقاً، لا يمكن التنصل عن أعمالنا القبيحة وإنكارها. فكروا قليلاً وكونوا بعيدي النظر. زنوا عواقب الأمور.. تذكروا العقبات الخطيرة التي ستواجهونها. تذكروا عذاب القبر وعالم البرزخ والشدائد والأهوال التي تعقبه، ولا تغفلوا عنها. آمنوا على الأقل بجهنم. فإذا آمن الإنسان حقاً بهذه العقبات الخطيرة، فسوف يتخلى عن سلوكه المشين. فلو كنتم تؤمنون بهذه الأمور ومتيقنين منها، لما تركتم حياتكم حرة طليقة تفعلون ما يحلو لكم؛ ولصنتم أقلامكم وألسنتكم وخطواتكم، ولسعيتم لإصلاح أنفسكم وتهذيبها.

العناية الإلهية

من عناية الله تعالى بعباده أن وهبهم العقل ومنحهم القدرة على تهذيب نفوسهم وتزكيتها، وبعث الأنبياء والأوصياء ليعملوا على هدايتهم وإصلاحهم لئلا يبتلوا بعذاب جهنم الأليم. وإن لم تكن هذه الوسائل نافعة في تنبيه الإنسان وتهذيبه، فالله عز وجل الرحمن ينبه بوسائل وطرق أخرى: عن طريق مختلف الابتلاءات والمصائب والفقر والمرض؛ كالطبيب الحاذق، كالممرض الماهر والرؤوف، الذي يحاول معالجة هذا الإنسان من الأمراض الروحية الخطرة.

إذا كان العبد محل عناية الله تعالى، فإنه يبتلى بصنوف الابتلاءات حتى يلتفت إلى خالقه تعالى ويهذب نفسه. هذا هو الطريق ولا يوجد طريق آخر. ولكن ينبغي للإنسان أن يطوي هذا الطريق بنفسه لكي يحصل على النتيجة. وإن لم يحصل على النتيجة المرجوة عن هذا الطريق أيضاً ولم يشف الإنسان المريض وكان مستحقاً لنعمة الجنة، فإن الله تعالى يشدد عليه في حال النزع لعله يتذكر ويتنبه. وإذا لم يؤثر فيه ذلك أيضاً، تأتي موقظات القبر وعالم البرزخ والعقبات التي تتبعه، لكي تطهره وتزكيه وتحول دون دخوله جهنم.

كل هذه المراحل الإيقاظية عنايات إلهية تستهدف إبعاد الإنسان عن جهنم وإنقاذه منها. فكيف بالإنسان إذا لم تنفع معه كل هذه الموقظات والمنبهات، وماذا ستكون عاقبته؟ فلا مفر من آخر الدواء وهو الكي. فكم من إنسان لم يهتد ولم ينصلح ولم تنفع معه هذه المعالجات، فلا توجد وسيلة أخرى غير النار لكي يصلح الله الكريم الرحيم عبده، كالذهب الذي يعرض للنار لتنقيته وتحويله إلى معدن خالص.

/ 49