جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أما إذا أراد الإنسان أن يكون صيامه حبس الفم عن الطعام وإطلاقه في اغتياب الناس وفي قضاء ليالي شهر رمضان المبارك حيث تكون المجالس الليلية عامرة وتوافر فرصة أكبر لتمضية الوقت إلى الأسحار في اغتياب المسلمين وتوجيه التهم والإهانة لهم، فإنه لن يجني من صومه شيئاً؛ بل يكون بهذا الصوم قد أساء آداب الضيافة وأضاع حق ولي نعمته الذي خلق له كل وسائل الحياة والراحة، ووفّر له أسباب التكامل، حيث أرسل الأنبياء لهدايته وأنزل الكتب السماوية ومنح الإنسان القدرة للوصول إلى معدن العظمة والنور الأبهج، وأعطاه العقل والإدراك وكرّمه بأنواع الكرامات.

وها هو قد عاد إلى ضيافته، والجلوس إلى مائدة نعمته، وحمده وثنائه بكل ما تقدر على أدائه الأيدي والألسن. فهل يصح أن يتمرد العباد الذين نهلوا من نعمته واستفادوا من وسائل وأسباب الراحة التي وضعها تحت تصرفهم، يتمردوا على مولاهم ومضيفهم وينهضوا لمعارضته ويطغوا؟. لقد هيّأ لهم الله تبارك وتعالى كل الأسباب، فهل يصح أن يسخروها لمعصيته وخلافاً لمرضاته؟

أليس هذا كفراناً للنعمة؛ بأن يجلس الإنسان إلى مائدة مولاه ثم يتجرأ عليه بأفعاله القبيحة وتصرفاته المشينة ويسيء أدبه مع مضيفه وولي نعمته، ويرتكب أعمالاً قبيحة لدى مضيفه؟

ينبغي ـ على الأقل ـ للضيف أن يكون عارفاً بالمضيف مدركاً لمقامه؛ ومن خلال اطلاعه على عادات وتقاليد المجلس يحرص أن لا يصدر عنه ما ينافي الأخلاق ويسيء إليه.. فلابد لضيف الله سبحانه أن يكون عارفاً بمقامه العظيم ذي العزة والجلال.. المقام الذي كان الأنبياء العظام والأئمة الكرام يسعون دوماً للاستزادة من معرفته والإحاطة به إحاطة كاملة، وكانوا يتمنون أن يصلوا إلى معدن العظمة هذا: "وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة"، وإن ضيافة الله هي "معدن العظمة" هذا. وقد دعا الله سبحانه عباده واستضافهم ليمكنهم من بلوغ معدن النور والعظمة. ولكن إذا لم يكن العبد لائقاً، فلن يتمكن من بلوغ مثل هذا المقام السامي والعظيم.

لقد دعا الله تبارك وتعالى العباد لكل الخيرات والمبرات والكثير من اللذائذ الروحية والمعنوية. ولكن إذا لم يكن العباد أهلاً للحضور في مثل هذه المقامات السامية، فلن يتمكنوا من بلوغ ذلك؛ فكيف يمكن الحضور في حضرة الحق تعالى والدخول في ضيافة رب الأرباب الذي هو "معدن العظمة"، مع كل هذه التلوثات الروحية والرذائل الأخلاقية والمعاصي القلبية والظاهرية؟.

إن الأمر بحاجة إلى لياقة واستحقاق، ولا يمكن إدراك هذه المعاني بوجوه مسودة وقلوب ملوثة بالمعاصي وملطخة بالآثام. فلابد من تمزيق هذه الحجب وإزالة هذه الغشاوة المظلمة والمضيئة التي كست القلوب ومنعتها من الوصول إلى الله، حتى يمكن الدخول في المجلس الإلهي النوراني ذي العظمة.

/ 49