بیشترلیست موضوعات الجهاد الأكبر أو جهاد النفس تاليف مقدمة الحوزات العلمية نصيحة إلى طلبة العلوم الدينية أهمية تهذيب النفس وتزكيتها تحذير الحوزات العناية الإلهية لمحات عن المناجاة الشعبانية حجب النور والظلام مرحلة العلم والإيمان الخطوة الأولى في التهذيب تحذير آخر أقوال مختارة توضیحاتافزودن یادداشت جدید فالمعصومون (ع) وبعد أن خلقوا من طينة طاهرة ونتيجة للرياضات واكتساب الملكات الخلقية الفاضلة، أصبحوا يرون أنفسهم دائماً في محضر الله سبحانه الذي يعلم ويحيط بكل شيء، ويؤمنون بمعنى "لا إله إلا الله"، وعلى يقين من أن كل شيء زائل إلا الله وليس بمقدور أحد التأثير على مصائرهم: {كل شيء هالك إلا وجهه}(47). فإذا ما تيقن الإنسان وآمن بأن كل العوالم الظاهرة والباطنة هي في محضر الله تعالى، وأنه سبحانه حاضر وناظر في كل مكان، يستحيل أن يصدر منه ذنب أو معصية. إن الإنسان ليمتنع عن ارتكاب ذنب على مرأى من طفل مميز. إنه يمتنع عن كشف عورته أمامه، فكيف ياترى يكشف عوراته بحضور الله تعالى دوى أي حياء أو خجل؟ والسبب في ذلك هو إيمانه بوجود الطفل. ولكن رغم علمه بحضور الله تعالى إلا أنه لا يؤمن به. بل إن قلبه أصبح مظلماً نتيجة لكثرة المعاصي ولذا لا يستطيع أن يقبل هذا النوع من الحقائق أصلاً. بل ربما لا يحتمل حتى صحة وحقيقة وجودها أيضاً. إن الإنسان لو كان يحتمل ـ ولا أقول يتيقن ـ صحة هذه الإخبارات التي وردت في القرآن الكريم، وصحة هذا الوعد والوعيد، لأعاد النظر في سلوكه وأفعاله ولم يترك العنان لنفسه يفعل ما يشاء دونما حياء أو خجل. إنكم إذا احتملتم ـ مجرد احتمال ـ أن في الطريق الذي ستقطعونه حيواناً مفترساً من الممكن أن يلحق بكم أذى، أو قاطع طريق يمكن أن يتعرض لكم؛ فإنكم لا شك سوف تتوقفون عن المسير وتتدارسون الموقف وتتأكدون من مدى صحة ذلك.. فهل من الممكن أن يحتمل الإنسان وجود جهنم والخلود في النار، ومع ذلك يقدم على ارتكاب المعاصي؟ هل يمكن القول أن شخصاً يعتبر الله سبحانه حاضراً وناظراً ويرى نفسه في محضر الربوبية، ويحتمل أن ثمة جزاء لأفعاله وأقواله، وأن كل كلمة ينطق بها في هذه الدنيا وكل خطوة يخطوها وكل عمل يرتكبه، تكتب وتحفظ، ذلك أن ملائكة الله "رقيب" و"عتيد"، حيث يقول عز من قائل: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}(48)، يراقبونه ويكتبون كل أعماله وأقواله.. فهل من الممكن أن يعتقد إنسان بكل هذا أو يحتمله، ولا يتورع عن معصية الله تبارك وتعالى؟ إن الطامة الكبرى هي أنهم لا يحتملون حتى وقوع هذه الحقائق. إذ إن ما يستفاد من سلوك بعض الناس وطريقتهم في الحياة، أنهم حتى لا يحتملون وجود عالم ما وراء الطبيعة؛ لأن مجرد احتمال ذلك كاف في ردع الإنسان عن ارتكاب كثير من الأمور الشائنة.