جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إن مرض الغرور والأنانية، من الأمراض التي لا تظهر آلامها.. المعاصي الأخرى تفسد القلب والروح دونما ألم. إن هذه الأمراض ليست فقط غير مصحوبة بالألم، بل تتسم بظاهر يبعث على التلذذ. إذ إن مجالس الغيبة والنميمة قد تكون محببة!. فالإنسان يشعر مع حب النفس وحب الدنيا ـ اللذان هما مصدر جميع الذنوب(50) ـ بلذة ونشوة.

إن المبتلى بالاستسقاء يقضي عليه الماء، إلا أنه يتلذذ به إلى آخر نفس من أنفاسه. ولا شك في أن الإنسان إذا ما تلذذ بمرض لا يصاحبه ألم، لم يذهب لمعالجته ولا يعبأ بكل من يحذره من خطورة هذا المرض.

فإذا ما ابتلي الإنسان بحب الدنيا واتباع الهوى، واستحوذ حب الدنيا على قلبه، فإنه يتألم من كل شيء عدا الأمور الدنيوية، ويعادي ـ والعياذ بالله ـ الله وعباد الله والأنبياء والأولياء وملائكة الله، ويحس بالحقد والبغضاء. وحينما يأتي أجله وتأتي ملائكة الله لتتوفاه يشعر بالاستياء الشديد وينفر منهم، لأنهم يريدون أن يبعدوه عن محبوبته (الدنيا والأمور الدنيوية)، ولذلك يبغضهم وينفر منهم، وربما يخرج من هذه الدنيا وهو عدو لله تعالى.

حدث أحد الأكابر من أهالي قزوين ـ رحمة الله ـ فقال: إنه كان جالساً عند رأس شخص يحتضر فسمعه يقول: إن الظلم الذي ظلمني إياه الله تعالى لم يظلمني مثله أحد. لقد بذلت مهجتي في تربية أولادي، وهاهو يريد أن يبعدني عنهم! فهل هناك ظلم أشد من هذا وأعظم؟

فإذا لم يهذب الإنسان نفسه، ولم يعرض عن الدنيا ويخرج حبها من قلبه، فيخشى عليه أن يترك الدنيا وقلبه مملوء بالحقد على الله وأوليائه وأن يواجه مثل هذا المصير المشؤوم.

هل حقاً إن هذا الإنسان الصلف هو أشرف المخلوقات، أم هو في الحقيقة أشر المخلوقات؟: { والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}(51).

/ 49