جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إن المستثنى في هذه السورة هم "المؤمنون" الذين عملوا الصالحات فحسب. و"العمل الصالح" هو الذي ينسجم مع الروح. ولكن كثيراً من أعمال الإنسان ـ كما ترون ـ تنسجم مع الجسم دون أن يوجد من التواصي المذكور في السورة المباركة عين أو أثر.

فإذا كان الأساس أن يسيطر عليكم حب الدنيا وحب النفس ويحول دون درككم للحقائق والواقعيات، ودون أن يكون عملكم خالصاً لوجه الله تعالى، ويمنعكم عن التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وسد طريق الهداية أمامكم؛ فإذا كان هذا الأساس فستبوؤون بالخسران المبين وتكونون ممن خسر الدنيا والآخرة، لأنكم قد أضعتم شبابكم وحُرمتم من نعم الجنة ونعيم الآخرة، أضعتم دنياكم وآخرتكم. فالآخرون إذا ما أغلقت طريق الجنة أمامهم، وسدت في وجوههم أبواب رحمة الله، واستحقوا الخلود في النار، فإنهم قد حظوا ـ على الأقل ـ بالدنيا وتمتعوا بلذائذها. أما أنتم..

احذروا أن يستفحل ـ لا سمح الله ـ حب الدنيا وحب النفس شيئاً فشيئاً في نفوسكم، ويصل بكم الأمر إلى أن يتمكن الشيطان من سلب إيمانكم؛ إذ يقال أن كل جهود الشيطان تتكرس لسرقة الإيمان وسلبه(52)..

إن كل جهود إبليس ومساعيه مكرسة لاختطاف إيمان الإنسان. فلم يقدم لكم أحد تعهداً أو مستنداً ببقاء إيمانكم. فما أدراكم لعله إيمان مستودع53 يتمكن الشيطان في النهاية من سلبه منكم، فتخرجون من الدنيا بعداوة الله وأوليائه.. عمر قضيتموه تتنعمون بالنعم الإلهية وتجلسون على مائدة الإمام صاحب الزمان (عج)، وفي النهاية تفارقون الحياة عديمي الإيمان والعياذ بالله، وتعادون ولي نعمتكم.

وعليه، فإذا كانت لديكم علاقة بالدنيا ومحبة لها، فحاولوا بكل جهدكم أن تقطعوا هذه العلائق. إن هذه الدنيا مع كل زخارفها وبهارجها، أحقر من أن تستحق المحبة، فكيف إذا ما كان الإنسان محروماً حتى من هذه المظاهر. فماذا تملكون أنتم من الدنيا حتى تنشد قلوبكم إليها؟ فهل لديكم غير المسجد والمحراب والمدرسة؟ فهل من الصحيح أن تتنافسوا على المسجد والمحراب وتثيروا النزاعات وتفسدوا المجتمع؟ وإذا افترضنا أن لكم من الدنيا ما للمرفهين والمترفين، فإنكم ستقضون ـ لا سمح الله ـ عمركم باللذائذ ثم ترون عند انتهاء العمر أن كل ذلك ليس أكثر من حلم جميل سرعان ما انقضى، بيد أن تبعاته ومسؤولياته سوف تبقى تلاحقكم وتأخذ بخناقكم دوماً. فما قيمة هذه الحياة السريعة الفناء الحلوة الظاهر ـ هذا إذا انقضت دونما غصص ـ في مقابل العذاب الدائم؟.

/ 49