بیشترلیست موضوعات الجهاد الأكبر أو جهاد النفس تاليف مقدمة الحوزات العلمية نصيحة إلى طلبة العلوم الدينية أهمية تهذيب النفس وتزكيتها تحذير الحوزات العناية الإلهية لمحات عن المناجاة الشعبانية حجب النور والظلام مرحلة العلم والإيمان الخطوة الأولى في التهذيب تحذير آخر أقوال مختارة توضیحاتافزودن یادداشت جدید في منطق الإمام الخميني، لا يعد النضال وممارسة السياسة وتسلم مقاليد الحكم هدفاً بحد ذاته، بل أن تخرج من ساحة الصراع منتصراً، وقد قال عز من قائل: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها}. فالهدف تربية الإنسان وهدايته في مسيرته من عالم التراب إلى عالم الملكوت الأعلى.. الهدف يتمثل في تشكيل المجتمع وإعداد بيئة لا يعبد فيها غير الله تعالى، فتزيل أنوار العبودية والإخلاص والإيمان بالغيب، ظلمة الأهواء النفسانية والشهوات الدنيوية، وتضيء أنظار البشرية بنور جمال الحق في عالم الوجود، وتعيد حاكمية التوحيد وأبعاده المتعالية في مختلف العلاقات والنشاطات الإنسانية. ومثل هذا لا يتيسر إلا بتزكية النفس، الشيء الذي يجهله حكام الشرق والغرب، ويتعطش إليه عالم اليوم المنهك. إن عظمة إنجاز الإمام الخميني وسر سحر تأثير كلامه وأفكاره في نفوس أتباعه، يكمنان في هذه الحقيقة. إنه لمن العبث أن يحاول البعض من خلال تحليلاتهم المادية البحث عن العوامل الاقتصادية والسياسية، للتعرف على السر الكامن وراء شعار "انتصار الدم على السيف"، ونجاح أنصار الإمام في إلحاق الهزيمة بأيدٍ عزلاء بواحد من أكثر الأنظمة العميلة لأميركا تسلحاً وتكديساً للسلاح. كذلك يعجز عن إدراك ماهية الثورة الإسلامية أولئك الذين لم يطلعوا ولم يتعرفوا على نجاحات الإمام في تجربة أساليب الجهاد مع النفس ومضمار "الجهاد الأكبر" الشاق والمضني. "الجهاد الأكبر أو الجهاد النفس" عنوان هذا الأثر القيم لعارف أمضى عمراً في السير والسلوك والعبادة وخوض غمار هذا المسير المحفوف بالمخاطر. فالإمام الخميني الراحل، ومن قبل أن يرفع لواء النضال السياسي علناً، وكذلك خلال مراحل نضاله وفي ذروة جهاده، كان يوجه أنظار أتباعه ـ من خلال أمثال هذه الأبحاث ـ إلى أن نهجه ودربه يختلف عما اعتادت عليه الحركات السياسية والساسة المحترفون؛ وأن النضال السياسي والاقتصادي والعسكري لم يكلل بالنصر الحقيقي بمعزل عن الجهاد الأكبر أو جهاد النفس. وموضوعات الكتاب هي في الحقيقة تقريرات(1) لدروس ألقاها سماحة الإمام الخميني في مدينة النجف الأشرف بالعراق، على طلبة العلوم الدينية، قام محبو الإمام بتدوينها وطبعها ونشرها مراراً قبل انتصار الثورة الإسلامية داخل إيران وخارجها. إن التحذيرات الواعية والإرشادات الأخلاقية القيمة التي كانت تصدر عن سماحة الإمام الخميني في تلك الأيام العصيبة، كانت تؤجج جذوة الإيمان والدوافع الربانية في نفوس طلبة العلوم الدينية والجامعيين والمتدينين، وتعمل على بلورة معالم النهضة وافتراقها عن مسيرة أولئك الذين لم يكونوا يدركون معنى تزكية النفس؛ ومن ثم بث بذور الإيمان والصدق والإخلاص في قلوب الباحثين عن الحقيقة، وقد أثمرت في النهاية بفضل العناية الإلهية، وشاهد العالم بأسره صوراً من بطولاتها وملاحمها عام 1978، وخلال الحرب العراقية التي فرضت على الجمهورية الإسلامية وكيف كانت حشود الشباب المؤمن تتدفق على جبهات القتال دفاعاً عن الإسلام والثورة وأملاً بالفوز بالشهادة. وفي هذا المجال حفلت جبهات القتال بمواقف وصور خالدة لا يذكر التاريخ نظيراً لها.