جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إن إنساناً من هذا النوع قد لا يمر عليه يوم أو ليلة دون أن يعصي الله تعالى، وحينها يكون من الصعب أن يرجع قلبه في سن الشيخوخة إلى حالته الأولى. فإذا لم تصلحوا أنفسكم ـ لا سمح الله ـ وخرجتم من الدنيا بقلوب سوداء وعيون وآذان وألسنة ملوثة بالذنوب، فكيف ستقابلون الله تعالى؟ كيف ستؤدون هذه الأمانات الإلهية التي استودعكم الله إياها بمنتهى الطهارة والبراءة، مدنسة بالقذارة والرذالة؟

هذه العين وهذه الأذن اللتان هما تحت تصرفكم، وهذه اليد وهذا اللسان اللذان تحت سلطتكم، وهذه الأعضاء والجوارح التي تعيشون معها، كلها أمانات الله سبحانه وتعالى، وقد منحكم إياها في غاية السلامة والطهارة، فإذا ابتليت بالمعاصي فسوف تتلوث، وإذا تلوثت ـ لا سمح الله ـ بالمحرمات فسوف تجد طريقها إلى الرذالة، وآنذاك عندما تريدون إعادة هذه الأمانة فقد تسألون: أهكذا تحفظ الأمانة؟ هكذا كان القلب عندما أعطي لكم؟ العين التي استودعناكم إياها، هكذا كانت؟ وسائر الأعضاء والجوارح التي جعلناها تحت تصرفكم، هل كانت هكذا ملوثة وقذرة؟

بماذا ستجيبون عن هذه الأسئلة؟ وكيف ستواجهون الله الذي خنتم أماناته إلى هذا الحد من الخيانة؟ إنكم الآن شباب، وقد قررتم أن تفنوا شبابكم في هذا الطريق الذي لن ينفعكم دنيوياً بما يستحق الذكر. فإذا أمضيتم أوقاتكم الثمينة هذه وقضيتم ربيع شبابكم في طريق الله ومن أجل هدف مقدس، فإنكم ليس فقط لم تخسروا شيئاً بل تربحون الدنيا والآخرة.

ولكن إذا ما استمرت أوضاعكم على هذا المنوال الذي عليه الآن، فإنكم تتلفون شبابكم وتهدرون خيرة سنوات عمركم، وستكونون مسؤولين أعظم مسؤولية عند الله تعالى في العالم الآخر. علماً أن جزاء أعمالكم الفاسدة والمفسدة هذه لا ينحصر بالعالم الآخر، بل إنكم سترون أنفسكم في هذه الدنيا وقد أحاط بكم البلاء من كل جانب، وسدت عليكم الآفاق وضيق الخناق.

/ 49