جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


إن واجبات علماء الدين جسيمة للغاية، وإن مسؤولياتهم أعظم من مسؤوليات سائر الناس, فإذا ما رجعنا إلى (أصول الكافي)(3) وكتاب (الوسائل)(4)، وتصفحنا الأبواب المتعلقة بواجبات علماء الدين فسوف نواجه بواجبات عظيمة ومسؤوليات خطيرة ذكرت لأهل العلم. ففي الحديث: "عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله الصادق يقول: إذا بلغت النفس ههنا (وأشار بيده إلى حلقه) لم يكن للعالم توبة. ثم قرأ: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة}(5). وجاء في حديث آخر: عن حفص بن قياس عن أبي عبد الله (ع)، قال: "يا حفص، يغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد."(6)، لأن معصية العالم تسيء كثيراً للإسلام والمجتمع الإسلامي. فإذا ارتكب العامي والجاهل معصية، فإنه يسيء إلى نفسه فحسب ويضرها. ولكن إذا ما انحرف العالم وارتكب عملاً قبيحاً فإنه سيحرف عالماً، وأسيء إلى الإسلام وعلماء الدين(7)، وأن ما ورد في الحديث من أن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه(8)، هو لأنه يوجد فرق كبير في الدنيا بين العالم والجاهل بالنسبة لنفعهم وضررهم للإسلام والمجتمع الإسلامي.

فإذا ما انحرف العالم فمن الممكن أن يضل أمة بأسرها ويجرها إلى الهاوية. وإذا كان مهذباً يراعي الأخلاق والآداب الإسلامية، فإنه يعمل على هداية المجتمع وتهذيبه.

فقد كنت أرى في بعض المدن التي كنت أذهب إليها في فصل الصيف، أهالي تلك المدن ملتزمين بآداب الشرع إلى حد كبير. والسبب في ذلك كما اتضح لي، هو أنه كان لديهم عالم صالح ومتق. فإذا كان العالم الورع والصالح يعيش في مجتمع أو مدينة أو إقليم ما، فإن وجوده يبعث على تهذيب أهالي تلك المدينة وهدايتهم، وإن لم يكن يمارس الوعظ والإرشاد لفظاً(9).

لقد رأينا أشخاصاً كان وجودهم يبعث على الموعظة والعبرة.. إن مجرد النظر إليهم كان يبعث على الاتعاظ والاعتبار. وأنا أعلم الآن إجمالاً أن مناطق طهران تختلف عن بعضها. فالمنطقة التي يقطنها عالم ورع ومتق، يكون أهاليها مؤمنين صالحين. وفي محلة أخرى حيث أصبح أحد المنحرفين الفاسدين معمماً وأصبح إماماً للجماعة وفتح دكاناً له، تراه يخدع الناس ويلوثهم ويحرفهم.

إن هذا التلوث هو الذي يتأذى من رائحة تعفنه أهل جهنم.. إن هذا التعفن والأعمال السيئة التي يجترحها عالم السوء والعالم غير العامل والعالم المنحرف في هذه الدنيا، هي التي تتحول إلى روائح كريهة تؤذي مشام أهل جهنم في الآخرة، دون أن يضاف لها شيء في تلك الدنيا. فالذي يحدث في عالم الآخرة الشيء ذاته الذي كان في هذه الدنيا؛ فلا يضاف شيء إلى أعمالنا وإنما تتحقق ذاتها.

فإذا ما اتصف العالم بالإفساد والخبث فإنه سيجر المجتمع إلى الانحطاط والتعفن؛ غاية الأمر أن حاسة الشم في هذه الدنيا لا تشم رائحة تعفنه، ولكن في الآخرة تشم. بيد أن الشخص العامي ليس باستطاعته أن يوجد مثل هذا الفساد والتلوث في المجتمع الإسلامي. الشخص العامي لم يسمح لنفسه أبداً أن يدعي الإمامة والمهدوية والنبوة والألوهية. العالم الفاسد هو الذي يجر العالم إلى الفساد: إذا فسد العالم فسد العالم(10).

/ 49