بیشترلیست موضوعات الجهاد الأكبر أو جهاد النفس تاليف مقدمة الحوزات العلمية نصيحة إلى طلبة العلوم الدينية أهمية تهذيب النفس وتزكيتها تحذير الحوزات العناية الإلهية لمحات عن المناجاة الشعبانية حجب النور والظلام مرحلة العلم والإيمان الخطوة الأولى في التهذيب تحذير آخر أقوال مختارة توضیحاتافزودن یادداشت جدید إذا كان تحصيلكم العلمي لغير الله والعياذ بالله، وبدافع الأهواء النفسية والاستحواذ على المراكز الاجتماعية والوجاهة الدنيوية، فإنكم لن تجنوا غير الوزر والويل والوبال.. إن هذه المصطلحات إن لم تكن لوجه الله تعالى، فستكون وزراً ووبالاً. إن هذه المصطلحات مهما كثرت وعظمت، إذا لم تكن مقرونة بالتهذيب والتقوى فإنها سوف تنتهي بضرر حياة المسلمين وآخرتهم.. إن مجرد تعلم هذه المصطلحات لا يجدي نفعاً. كما أن علم التوحيد إذا لم يقترن بصفاء النفس سيكون وبالاً. فما أكثر الأشخاص الذين كانوا علماء في علم التوحيد ولكنهم كانوا سبباً في انحراف جموع غفيرة من الناس.. فكم من الأشخاص كانوا يتقنون هذه الدروس التي تدرسونها بنحو أفضل منكم، ولكن نظراً لأنهم كانوا منحرفين ولم يصلحوا أنفسهم ويهذبوها، فإنهم عندما نزلوا إلى المجتمع أضلوا الناس وأفسدوا كثيرين. فإذا تجردت هذه المصطلحات الجافة من التقوى وتهذيب النفس، فإنها كلما تكدست في الذهن أكثر، تعاظم التكبر والغرور في دائرة النفس أكثر فأكثر. وإن عالم السوء الذي سيطر عليه الغرور والتكبر، لم يتمكن من إصلاح نفسه والمجتمع، ولم يجلب غير الضرر للإسلام والمسلمين. وسوف يصبح بعد سنين من طلب العلم وإنفاق الحقوق الشرعية والتمتع بالحقوق والمزايا الإسلامية، عقبة في طريق تقدم الإسلام والمسلمين، ووسيلة في تضليل الشعوب وانحرافها؛ وتصبح ثمرة كل هذه الدروس والبحوث والانشغال في الحوزات، أن يحول دون نشر الإسلام وإطلاع العالم على حقائق القرآن. بل قد يصبح وجوده حائلاً دون تعرف المجتمع على حقيقة الإسلام وواقع علماء الدين. أنا لا أقول: لا تدرسوا، لا تكسبوا العلم؛ بل ينبغي أن تلتفتوا إلى أنكم إذا أردتم أن تكونوا أبناء مفيدين وفاعلين للإسلام والمجتمع، وأن تتولوا قيادة الأمة وتوعيتها بالإسلام، وإذا أردتم أن تدافعوا عن حمى الإسلام وتذودوا عن حياضه؛ ينبغي لكم أن تعززوا قواعد الفقاهة وأن تصبحوا من أصحاب الرأي فيها. فإذا لم تدرسوا فإنه يحرم عليكم البقاء في المدرسة، ولا يمكنكم الاستفادة من الحقوق الشرعية المخصصة لدارسي العلوم الإسلامية. طبعاً إن كسب العلم واجب، ولكن مثلما تجدّون وتجتهدون في المسائل الفقهية والأصولية يجب أن تسعوا في طريق إصلاح أنفسكم أيضاً. فأي خطوة تخطونها على طريق كسب العلم، ينبغي أن تقابلها خطوة أخرى على طريق استئصال الأهواء النفسية الخبيثة القوى الروحية واكتساب مكارم الأخلاق وتحصيل التقوى. إن تحصيل هذه العلوم هو في الواقع مقدمة لتهذيب النفس واكتساب الفضائل والآداب والمعارف الإلهية. وحاذروا أن تبقوا إلى آخر العمر تراوحون في هذه المقدمة دون أن تحققوا النتيجة المرجوة. إنكم تبغون من وراء كسب هذه العلوم هدفاً سامياً ومقدساً يتمثل في معرفة الله تعالى وتهذيب النفس وتزكيتها. ولابد لكم من التفكير بثمرة عملكم ونتيجة جهدكم. وابذلوا كل ما بوسعكم لتحقيق هدفكم الأصلي والأساس.