جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فأنتم عندما تنتسبون إلى الحوزات العلمية ينبغي لكم أن تفكروا بإصلاح أنفسكم قبل كل شيء. وما دمتم في الحوزة فيجب أن تكونوا بصدد تهذيب أنفسكم وإصلاحها، لكي يتسنى لكم إذا ما تركتم الحوزة وأخذتم على عاتقكم هداية أبناء مدينة أو محلة ما، يتسنى للناس أن يستفيدوا من الفضائل الأخلاقية التي تتحلون بها ويتعظوا ويصلحوا أنفسهم بالتأسي بها.

حاولوا أن تصلحوا أنفسكم وتهذبوها قبل النزول إلى المجتمع. فإذا لم تهتموا الآن ـ حيث تمتلكون متسعاً من الوقت والطاقة ـ بتهذيب أنفسكم، فسوف لا تقدرون على إصلاح أنفسكم عندما يلتف الناس حولكم وتصبح مسؤولياتكم جسيمة.

فثمة أشياء كثيرة يبتلى بها الإنسان وتحول دون التهذيب واكتساب العلم. وإن أحد هذه الموانع ـ لبعض الناس ـ هي هذه اللحية والعمامة! فإذا كبرت عمامة أحدكم وطالت لحيته، يصعب عليه ـ إذا لم يكن قد هذب نفسه ـ أن يواصل تحصيل العلوم الدينية ويكون مفيداً، ويكون من الصعب عليه كبح جماح النفس الأمارة، وحضور دروس أحد. فالشيخ الطوسي(13) (رحمه الله) كان يذهب إلى الدرس كتلميذ وهو في سن الثانية والخمسين، في حين كان قد صنف بعض مؤلفاته ما بين سن العشرين والثلاثين. ويبدو أنه صنف كتاب "التهذيب" في هذا السن(14). وفي سن الثانية والخمسين كان يحضر دروس السيد(15) المرتضى (رحمه الله) وهذا ما أهّله لأن يصل إلى ما وصل إليه.

فلا قدر الله أن تصبح لحية طالب العلوم الدينية بيضاء بعض الشيء وتكبر عمامته، قبل أن يتمكن من اكتساب الملكات الخلقية الفاضلة وتنمية قواه الروحية؛ لأنه والحال هذه سوف يبقى محروماً من الاستفادات العلمية والمعنوية وجميع البركات.

اغتنموا الفرصة وجدوا واجتهدوا قبل المشيب، فإذا لم تحظوا باهتمام الناس وتوجههم، فقد تتوافر لكم الفرصة لأن تفعلوا شيئاً لأنفسكم. فلا قدر الله تعالى أن يهتم المجتمع بشخص ما قبل أن يتمكن ذلك الشخص من تربية نفسه، ويصبح ذا نفوذ ومنزلة بين الناس؛ فعندها سوف يضيع نفسه ويخسرها. فابنوا أنفسكم وأصلحوها قبل أن يفلت الزمام من أيديكم. تحلوا بالأخلاق الفاضلة وتخلصوا من الأخلاق الذميمة. وليكن الإخلاص رائدكم في درسكم وبحثكم لكي يقربكم من الله تعالى. فإذا لم تتوافر النية الخالصة في الأعمال، فسوف يبتعد الإنسان عن عرش الربوبية.

حاذروا أن تكونوا بنحو إذا ما فتحت صحيفة أعمالكم بعد سبعين سنة من العمر، يرى فيها ـ والعياذ بالله ـ أنكم أضحيتم سبعين سنة بعيدين عن الله عز وجل.

/ 49