وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة والله ما كذبت ولا كذبت ولو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها وإني أنشدكم الله ألا يكفنني رجل منكم أميراً أو عريفاً أو بريداً أو نقيباً وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد فارق بعض ما قال إلا فتى من الأنصار فقال أنا أكفنك يا عم في ردائي هذا وفي ثوبين في غيبتي من غول أمي قال أنت تكفنني يا بني. قال فكفنه الأنصاري وغسله في النفر الذين حضروه وقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان. وروى عنه جماعة من الصحابة وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول الحق سئل علي رضي الله عنه عن أبي ذر فقال ذلك رجل وعى علما عجز عنه الناس ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئاً منه. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده ". وبعضهم يرويه: " من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر ". ومن حديث ورقاء وغيره عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر ". وروى عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي الدرداء وغيره أنه قال: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ". وقد ذكرنا بإسناد حديث أبي الدرداء في باب اسمه من الكنى من كتابنا هذا إن شاء الله عز وجل. وروى إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كان قوتي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من التمر فلست بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى. وفي بابه في الكنى من خبره ما لم يذكر ها هنا. روى الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن ابن غنم قال كنت عند أبي الدرداء إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله فقال أين تركت أبا ذر قال بالربذة فقال أبو الدرداء إنه الله وإنا إليه راجعون لو أن أبا ذر قطع مني عضواً لما هجته لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه.