مناكير .قلت : ابن اسحاق هذا ذكره الذهبي في الميزان ( 3 475 - 476 ) وقال : وكان احد الحفاط الا ان صالح
جزرة قال : كذاب وقال الخطيب : لم يكن يوثق به ، وقال احمد بن سيار المروزي : كان آية من الآيات في
الحفظ ، وكان لا يكلمه احد الا علاه في كل فن ، وقال ابن عدي : لا ارى حديثه يشبه حديث اهل الصدق اه .وقال ابراهيم الحربي : رحم الله بن ابي الدنيا ، كنا نمضي الى عفان نسمع منه ، فنرى ابن ابي الدنيا
جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني ، يكتب عنه ويدع عفان .وقال اسماعيل بن اسحاق القاضي : رحم الله
ابا بكر مات معه علم كثير .
( انظر التهذيب 6 13 ) .وذكره ابن ابي يعلي في ( طبقات الحنابلة ) ( 1 192 - 195 )
فقال : .صاحب الكتب المصنفة ، ذكره أبو محمد الخلال فيمن روي عن امامنا احمد اه .وذكر له سؤالين
سالهما ابن ابي الدنيا الامام احمد .وقال الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) ( 2 677 ) : المحدث العالم الصدوق .
صاحب التصانيف .وقال الحافظ ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ( 11 71 ) : الحافظ المصنف في كل فن المشهور
بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها ، وهي تزيد على مائة مصنف ، وقيل انها
نحو الثلاث مئة ، وقيل اكثر وقيل اقل .وقال الحافظ في ( التقريب ) صدوق حافظ ، صاحب تصانيف .
* سعة علمه ، وعمله*
نقل الذهبي في السير ان ابن ابي الدنيا كان إذا جالس احدا ان شاء اضحكه ، وان شاء ابكاه في آن واحد ،لتوسعه في العلم والاخبار .وقال الزركلي في الاعلام ( 4 118 ) : وكان من الوعاظ العارفين باساليب الكلام
وما يلائم طبائع الناس ، ان شاء اضحك جليسه ، وان شاء ابكاه اه .وهذا يدل عى تبحر في الاخبار والمواعظ والنوادر ويدلك على ذلك ايضا كثرة تصانيفه ، كما سيأتي .اما
عن عمله ، فقال قال الخطيب : كا يؤدب غير واحد من اولاد الخلفاء .وقال احمد بن كامل : كان ابن ابي
الدنيا مؤدب المعتضد .وقال الخطيب اخبرني عبد الله بن ابي بكر بن شاذان اخبرنا ابي حدثنا أبو ذر
القاسم بن داود بن سليمان قال حدثني ابن ابي الدنيا قال : دخل المكتفي ( 1 ) علىالموفق ولوحه بيده ،
فقال مالك لوحك بيدك ؟ قال : مات غلامي واستراح من الكتاب ، قال : ليس هذا من كلامك ، هذا كان الرشيد
امر ان يعرض عليه الواح اولاده في كل يوم اثنين وخميس فعرضت عليه ، فقال لابنه : ما لغلامك ليس لوحك
معه ؟ قال : مات واستراح من الكتاب قال : وكان الموت اسهل عليك من الكتاب قال : نعم قال فدع الكتاب ،
قال ثم جئته فقال لي : كيف محبتك لمؤدبك ؟ قال : كيف لا احبه وهو اول من فتق لساني بذكر الله وهو من ذاك
ان شئت اضحكك ، وإذا شئت ابكاك ، قال : يا راشد احضرني هذا ، قال ( اي ابن ابي الدنيا ) فاحضرت فقربت
قريبا من سريره وابتدات في اخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا .قال فجاءني راغب أو يانس فقال
لي : كم تبكي الامير ؟ فقال قطع الله يدك مالك وله يا راشد تنح عنه ، قال وابتدات فقرات عليه نوادر
الاعراب ، قال فضحك ضحكا كثيرا ، ثم قال : شهرتني شهرتني ، وذكر الخبر بطوله .قال أبو ذر فقال لاحمد
بن محمد بن الفرات : اجر له خمسة عشر دينارا كل شهر ، قال أبو ذر : فكنت اقبضها لابن ابي الدنيا الى ان
مات .اشتهر ابن ابي الدنيا بكثرة تصانيفه فقد ذكر الذهبي له في السيد ( 163 ) مصنفا ، في شتى الفنون
خصوصا المواعظ والسير والاخبار ، وقد اعتمد على كتبه كثير من المؤرخين كالخطيب البغدادي وغيره ،
والمفقود من مؤلفاته اكثر من الموجود .فمن مؤلفاته المطبوعة :1 - الحلم .