تفسير سورة الزمر
بسم الله الرحمن الرحيمتنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم (1) إنا أنزلنا إليك
...
(تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم (1) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين (2) ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما) ويقال: سورة الغرف، وهي مكية إلا قوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث)
وإلا قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)
وعن وهب بن منبه أنه قال: من أحب أن يعرف قضاء الله تعالى بين خلقه، فليقرأ سورة الغرف.قوله تعالى: (تنزيل الكتاب) الآية.
معناه: هذا تنزيل الكتاب، ويقال: تنزيل الكتاب، مبتدأ، وخبره '''' من الله ''''، وقوله: (العزيز الحكيم)
أي: العزيز في ملكه، الحكيم في أمره.قوله تعالى: (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق)
أي: بما حق إنزاله لما حكمت بذلك في كتب المتقدمين، ويقال: بالحق أي: بحقي عليك وعلى جميع خلقي.وقوله (فاعبد الله مخلصا له الدين) الإخلاص هو التوحيد، ويقال: الإخلاص هو تصفية النية في طاعة الله تعالى.وقوله: (ألا لله الدين الخالص) أي: الدين الذي ليس فيه شرك هو لله أي: واقع برضاه، وأما الدين الذي فيه شرك فليس لله، وإنما ذكر هذا؛ لأنه قد يوجد دين ولا توحيد ولا إخلاص منه، ويقال: (ألا لله الدين الخلاص) يعني: هو ينبغي أن يوحد، ولا يشرك به سواه، وهذا لا ينبغي لغيره، وعن قتادة قال: ألا لله الدين الخالص: هو قول القائل لا إله إلا الله.قوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء)