تفسير الرازي (جزء 29) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير الرازي (جزء 29) - نسخه متنی

محمد بن عمر فخر رازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومن دونهما جنتان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان
...

ثم قال تعالى:
(ومن دونهما جنتان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * مدهآمتان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * فيهما عينان نضاختان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان).

لما ذكر الجزاء ذكر بعده مثله وهو جنتان أخريان، وهذا كقوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) (يونس: 26) وفي قوله تعالى: (دونهما) وجهان أحدهما: دونهما في الشرف، وهو ما اختاره صاحب الكشاف وقال قوله: (مدهامتان) مع قوله في الأوليين: (ذواتا أفنان) (الرحمن: 48) وقوله في هذه: (عينان نضاختان) مع قوله في الأوليين: (عينان تجريان) (الرحمن: 50) لأن النضخ دون الجري، وقوله في الأولين: (من كل فاكهة زوجان) (الرحمن: 52) مع قوله في هاتين: (فاكهة ونخل ورمان) (الرحمن: 68) وقوله في الأوليين: (فرش بطائنها من استبرق) حيث ترك ذكر الظهائر لعلوها ورفعتها وعدم إدراك العقول إياها مع قوله في هاتين: (رفرف خضر) (الرحمن: 76) دليل عليه، ولقائل أن يقول: هذا ضعيف لأن عطايا الله في الآخرة متتابعة لا يعطي شيئا بعد شيء إلا ويظن الظان أنه ذلك أو خير منه.

ويمكن أن يجاب عنه تقريرا لما اختاره الزمخشري أن الجنتين اللتين دون الأولين لذريتهم اللذين ألحقهم الله بهم ولأتباعهم، ولكنه إنما جعلهما لهم إنعاما عليهم، أي هاتان الأخريان لكم أسكنوا فيهما من تريدون الثاني: أن المراد دونهما في المكان كأنهم في جنتين ويطلعوا من فوق على جنتين أخريين دونهما، ويدل عليه قوله تعالى (لهم غرف من فوقها غرف) (الزمر: 20) الآية. والغرف العالية عندها أفنان، والغرف التي دونها أرضها مخضرة، وعلى هذا ففي الآيات لطائف:

الأولى: قال في الأوليين: (ذواتا أفنان) وقال في هاتين: (مدهامتان) أي مخضرتان في غاية الخضرة، وإدهام الشيء أي اسواد لكن لا يستعمل في بعض الأشياء والأرض إذا اخضرت غاية الخضرة تضرب إلى أسود، ويحتمل أن يقال: الأرض الخالية عن الزرع يقال لها: بياض أرض وإذا كانت معمورة يقال لها: سواد أرض كما يقال: سواد البلد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالسواد الأعظم ومن كثر سواد قوم فهو منهم " والتحقيق فيه أن ابتداء الألوان هو البياض

/ 319