وكذبوا واتبعوا أهوآءهم وكل أمر مستقر - تفسير الرازي (جزء 29) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير الرازي (جزء 29) - نسخه متنی

محمد بن عمر فخر رازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المسألة الخامسة

ما المستمر؟ نقول: فيه وجوه أحدها: دائم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يأتي كل زمان بمعجزة قولية أو فعلية أرضية أو سماوية، فقالوا: هذا سحر مستمر دائم لا يختلف بالنسبة إلى النبي عليه السلام بخلاف سحر السحرة، فإن بعضهم يقدر على أمر وأمرين
وثلاثة ويعجز عن غيرها وهو قادر على الكل وثانيها: مستمر أي قوى من حبل مرير الفتل من المرة وهي الشدة وثالثها: من المرارة أي سحر مر مستبشع ورابعها: مستمر أي مار ذاهب، فإن السحر لا بقاء له.

وكذبوا واتبعوا أهوآءهم وكل أمر مستقر

ثم قال تعالى: (وكذبوا واتبعوا أهواءهم) وهو يحتمل أمرين أحدهما: وكذبوا محمدا المخبر عن اقتراب الساعة وثانيهما: كذبوا بالآية وهي انشقاق القمر، فإن قلنا: كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقوله: (واتبعوا أهواءهم) أي تركوا الحجة وأولوا الآيات وقالوا: هو مجنون تعينه الجن وكاهن يقول: عن النجوم ويختار الأوقات للأفعال وساحر، فهذه أهواءهم، وإن قلنا: كذبوا بانشقاق القمر، فقوله: (واتبعوا أهواءهم) في أنه سحر القمر، وأنه خسوف والقمر لم يصبه شيء فهذه أهواءهم، وكذلك قولهم في كل آية.

وقوله تعالى: (وكل أمر مستقر) فيه وجوه أحدها: كل أمر مستقر على سنن الحق يثبت والباطل يزهق، وحينئذ يكون تهديدا لهم، وتسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو كقوله تعالى: (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم) (الزمر: 7) أي بأنها حق ثانيها: وكل أمر مستقر في علم الله تعالى: لا يخفى عليه شيء فهم كذبوا واتبعوا أهواءهم، والأنبياء صدقوا وبلغوا ما جاءهم، كقوله تعالى: (لا يخفى على الله منهم شيء) (غافر: 16)، وكما قال تعالى في هذه السورة: (وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر) (القمر: 52، 53)، ثالثها: هو جواب قولهم: (سحر مستمر) أي ليس أمره بذاهب بل كل أمر من أموره مستقر.

ثم قال تعالى: (ولقد جآءهم من الانبآء ما فيه مزدجر).

إشارة إلى أن كل ما هو لطف بالعباد قد وجد، فأخبرهم الرسول باقتراب الساعة، وأقام الدليل على صدقه، وإمكان قيام الساعة عقيب دعواه بانشقاق القمر الذي هو آية لأن من يكذب بها لا يصدق بشيء من الآيات فكذبوا بها واتبعوا الأباطيل الذاهبة، وذكروا الأقاويل الكاذبة فذكر لهم أنباء المهلكين بالآيتين تخويفا لهم، وهذا هو الترتيب الحكمي، ولهذا قال بعد الآيات: (حكمة بالغة) (القمر: 5) أي هذه حكمة بالغة، والأنباء هي الأخبار العظام، ويدلك على صدقه أن في القرآن لم يرد النبأ والأنباء إلا لما له وقع قال: (وجئتك من سبأ بنبأ يقين) (النمل: 22) لأنه كان خبرا عظيما وقال: (إن جاءكم فاسق بنبأ) (الحجرات: 6) أي محاربة أو مسالمة وما يشبهه من الأمور العرفية، وإنما يجب التثبت فيما يتعلق به حكم ويترتب عليه أمر ذو بال، وكذلك قال تعالى: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) (آل عمران: 44) فكذلك الأنباء ههنا، وقال تعالى عن موسى: (لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة) (القصص: 29)

/ 319