القول في سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيمقال محمود رحمه الله (الأصل في الحمد النصب الخ) قال أحمد رحمه الله: ولأن الرفع أثبت اختارسيبويه في قول القائل: رأيت زيدا فإذا له علم علم الفقهاء الرفع، وفى مثل: رأيت زيدا فإذا له صوت
صوت حمار النصب. والسر في الفرق بين الرفع والنصب أن في النصب إشعارا بالفعل، وفى صيغة الفعل
إشعار بالتجدد والطرو ولا كذلك الرفع فإنه إنما يستدعى اسما ذلك الاسم صفة ثابتة، ألا ترى أن المقدر مع
النصب نحمد الله الحمد، ومع الرفع الحمد ثابت لله أو مستقر.قال محمود رحمه الله (وتعريف الحمد هو نحو التعريف في أرسلها العراك وهو تعرف الجنس ومعناه الخ) قال
أحمد رحمه الله: تعريف التكرار باللام إما عهدي وإما جنسي. والعهدي إما أن ينصرف العهد فيه إلى فرد معين من
أفراد الجنس باعتبار يميزه عن غيره من الأفراد كالتعريف في نحو - فعصى فرعون الرسول - وإما أن ينصرف العهد
فيه إلى الماهية باعتبار يميزها عن غيرها من الماهيات كالتعريف في نحو: أكلت الخبز وشربت الماء، والجنسي
هو الذي ينضم إليه شمول الآحاد نحو: الرجل أفضل من المرأة، وكلا نوعي العهد لا يوجب استغراقها، وإنما
يوجبه الجنسي خاصة، فالزمخشري جعل تعريف الحمد من النوع الثاني من نوع العهد وإن كان قد عبر عنه
بتعريف الجنس لعدم اعتنائه باصطلاح أصول الفقه، وغير الزمخشري جعله للجنس، فتقتضي بإفادته لاستغراق
جميع أنواع الحمد وليس ببعيد.