تفسير سورة المزمل وهي مكية كلها
بسم الله الرحمن الرحيمتفسير سورة المزمل من آية (1 - 13)
قوله: * (يا أيها المزمل) * يعني: النبي صلى الله عليه وسلم والمزمل هو: المتزمل بثيابه.قال محمد: يقال: تزمل فلان إذا تلفف بثيابه وكل شيء لفف فقدزمل، وجاء عن ابن عباس أنه قال: يقول للنبي: يا أيها المزمل بثيابه
يعني: يلبسها للصلاة.* (قم الليل إلاقليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه) *.قال محمد: (نصفه)؛ أي: قم نصفه.* (ورتل القرآن ترتيلا) * أي: ترسل فيه ترسلا * (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) * تفسير قتادة: يعني: فرائضه وحدوده والعمل به * (إن ناشئة الليل) *
قيام الليل قال ابن عباس: وهي بلسان الحبش، فإذا قام الرجل قالوا: قد
نشأ فلان. قال قتادة: وما كان بعد العشاء فهو من ناشئة الليل * (هي
أشد وطئا) * وهي تقرأ (وطأ) مفتوحة الواو مقصورة، ووطاء مكسورة الواو
ممدودة، فمن قرأها * (وطئا) * بفتح الواو، فتفسيرها عند قتادة أثبت في
الخير، ومن قرأها بكسر الواو والمد فتفسيرها عند ابن عباس أشد مواطأة
للقلب لفراغه؛ لأن الأصوات تهدأ في الليل.قال محمد: وطاء مصدر واطأت، وأراد مواطأة القلب والسمع على الفهم
للقرآن والأحكام لتأويله. وإليه ذهب يحيى.وقوله: * (وأقوم قيلا) * أي أصدق في التلاوة وأجدر ألا يلبس عليك
الشيطان تلاوتك * (إن لك في النهار سبحا) * أي: فراغا * (طويلا) * لحوائجك
* (وتبتل إليه تبتيلا) * أخلص له إخلاصا. * (رب المشرق والمغرب) * مشرق
الشمس ومغربها * (فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون) * ما يقول لك
المشركون، وهي منسوخة نسختها القتال.* (وذرني والمكذبين أولي النعمة) * في الدنيا فسأعذبهم يوم القيامة، وهذا
وعيد؛ يقال: إنها نزلت في بني المغيرة، وكانوا ناعمين ذوي غنى.