43 سورة الزخرف - 46 - 56 - تفسیر المیزان جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر المیزان - جلد 18

سیدمحمد حسین طباطبائی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




43 سورة الزخرف - 46 - 56

وَ لَقَدْ أَرْسلْنَا مُوسى بِئَايَتِنَا إِلى فِرْعَوْنَ وَ مَلايهِ فَقَالَ إِنى رَسولُ رَب الْعَلَمِينَ (46) فَلَمّا جَاءَهُم بِئَايَتِنَا إِذَا هُم مِّنهَا يَضحَكُونَ (47) وَ مَا نُرِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ إِلا هِىَ أَكبرُ مِنْ أُخْتِهَا وَ أَخَذْنَهُم بِالْعَذَابِ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَ قَالُوا يَأَيّهَ الساحِرُ ادْعُ لَنَا رَبّك بِمَا عَهِدَ عِندَك إِنّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمّا كَشفْنَا عَنهُمُ الْعَذَاب إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (50) وَ نَادَى فِرْعَوْنُ فى قَوْمِهِ قَالَ يَقَوْمِ أَ لَيْس لى مُلْك مِصرَ وَ هَذِهِ الأَنْهَرُ تجْرِى مِن تحْتى أَ فَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيرٌ مِّنْ هَذَا الّذِى هُوَ مَهِينٌ وَ لا يَكادُ يُبِينُ (52) فَلَوْ لا أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَئكةُ مُقْترِنِينَ (53) فَاستَخَف قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنّهُمْ كانُوا قَوْماً فَسِقِينَ (54) فَلَمّا ءَاسفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَهُمْ سلَفاً وَ مَثَلاً لِّلاَخِرِينَ (56)

بيان

لما ذكر طغيانهم بعد تمتيعهم بنعمه و رميهم الحق الذي جاءهم به رسول مبين بأنه سحر و أنهم قالوا: "لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" فرجحوا الرجل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكثرة ماله مثل لهم بقصة موسى (عليه السلام) و فرعون و قومه حيث أرسله الله إليهم بآياته الباهرة فضحكوا منها و استهزءوا بها، و احتج فرعون فيما خاطب به قومه على أنه خير من موسى بملك مصر و أنهار تجري من تحته فاستخفهم فأطاعوه فآل أمر استكبارهم أن انتقم الله منهم فأغرقهم.


قوله تعالى: "و لقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون و ملئه فقال إني رسول رب العالمين" اللام في "لقد" للقسم، و الباء في قوله: "بآياتنا" للمصاحبة، و الباقي ظاهر.


قوله تعالى: "فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون" المراد بمجيئهم بالآيات إظهار المعجزات للدلالة على الرسالة، و المراد بالضحك ضحك الاستهزاء استخفافا بالآيات.


قوله تعالى: "و ما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها" إلخ، الأخت المثل، و قوله: "هي أكبر من أختها" كناية عن كون كل واحدة منها بالغة في الدلالة على حقية الرسالة، و جملة "و ما نريهم من آية" إلخ، حال من ضمير "منها"، و المعنى: فلما أتاهم بالمعجزات إذا هم منها يضحكون و الحال أن كلا منها تامة كاملة في إعجازها و دلالتها من غير نقص و لا قصور.


و قوله: "و أخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون" أي رجاء أن يرجعوا عن استكبارهم إلى قبول رسالته، و المراد بالعذاب الذي أخذوا به آيات الرجز التي نزلت عليهم من السنين و نقص من الثمرات و الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم آيات مفصلات كما في سورة الأعراف.


قوله تعالى: "و قالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون" ما في "بما عهد عندك" مصدرية أي بعهده عندك و المراد به عهده أن يكشف عنهم العذاب لو آمنوا كما قيل أو أن يستجيب دعاءه إذا دعا كما احتمله بعضهم.


و قولهم: يا أيها الساحر خطاب استهزاء استكبارا منهم كما قالوا: ادع ربك و لم يقولوا: ادع ربنا أو ادع الله استكبارا، و المراد أنهم طلبوا منه الدعاء لكشف العذاب عنهم و وعدوه الاهتداء.


و قيل: معنى الساحر في عرفهم العالم و كان الساحر عندهم عظيما يعظمونه و لم يكن صفة ذم.


و ليس بذاك بل كانوا ساخرين على استكبارهم كما يشهد به قولهم: ادع لنا ربك.


قوله تعالى: "فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون" النكث نقض العهد و خلف الوعد، و وعدهم هو قولهم: "إننا لمهتدون".


قوله تعالى: "و نادى فرعون في قومه قال يا قوم أ ليس لي ملك مصر و هذه الأنهار تجري من تحتي أ فلا تبصرون" أي ناداهم و هو بينهم، و فصل "قال" لكونه في موضع جواب السؤال كأنه قيل: فما ذا قال؟ فقيل: قال كذا.


و قوله: "و هذه الأنهار تجري من تحتي" أي من تحت قصري أو من بستاني الذي فيه قصري المرتفع العالي البناء، و الجملة أعني قوله: "و هذه الأنهار" إلخ، حالية أو "و هذه الأنهار" معطوف على "ملك مصر"، و قوله: "تجري من تحتي" حال من الأنهار، و الأنهار أنهار النيل.


و قوله: "أ فلا تبصرون" في معنى تكرير الاستفهام السابق في قوله: "أ ليس لي ملك مصر" إلخ.


قوله تعالى: "أم أنا خير من هذا الذي هو مهين و لا يكاد يبين" المهين الحقير الضعيف من المهانة بمعنى الحقارة، و يريد بالمهين موسى (عليه السلام) لما به من الفقر و رثاثة الحال.


و قوله: "و لا يكاد يبين" أي يفصح عن مراده و لعله كان يصف موسى (عليه السلام) به باعتبار ما كان عليه قبل الرسالة لكن الله رفع عنه ذلك لقوله: "قال قد أوتيت سؤلك يا موسى": طه: 36 بعد قوله (عليه السلام): "و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي": طه: 28.


و قوله في صدر الآية: "أم أنا خير" إلخ، أم فيه إما منقطعة لتقرير كلامه السابق و المعنى: بل أنا خير من موسى لأنه كذا و كذا، و إما متصلة، و أحد طرفي الترديد محذوف مع همزة الاستفهام، و التقدير: أ هذا خير أم أنا خير إلخ، و في المجمع، قال سيبويه و الخليل: عطف أنا بأم على "أ فلا تبصرون" لأن معنى "أنا خير" معنى أم تبصرون فكأنه قال: أ فلا تبصرون أم تبصرون لأنهم إذا قالوا له: أنت خير منه فقد صاروا بصراء عنده انتهى.


أي إن وضع "أم أنا خير" موضع أم تبصرون من وضع المسبب موضع السبب أو بالعكس.


و كيف كان فالإشارة إلى موسى بهذا من دون أن يذكر باسمه للتحقير و توصيفه بقوله: "الذي هو مهين و لا يكاد يبين" للتحقير و للدلالة على عدم خيريته.


قوله تعالى: "فلو لا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين" الأسورة جمع سوار بالكسر، و قال الراغب: هو معرب دستواره قالوا: كان من دأبهم أنهم إذا سودوا رجلا سوروه بسوار من ذهب و طوقوه بطوق من ذهب فالمعنى لو كان رسولا و ساد الناس بذلك لألقي إليه أسورة من ذهب.


و قوله: "أو جاء معه الملائكة مقترنين" الظاهر أن الاقتران بمعنى التقارن كالاستباق و الاستواء بمعنى التسابق و التساوي، و المراد إتيان الملائكة معه متقارنين لتصديق رسالته، و هذه الكلمة مما تكررت على لسان مكذبي الرسل كقولهم: "لو لا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا": الفرقان: 7.


قوله تعالى: "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين" أي استخف عقول قومه و أحلامهم، و الباقي ظاهر.


قوله تعالى: "فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين" الإيساف الإغضاب أي فلما أغضبونا بفسوقهم انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين، و الغضب منه تعالى إرادة العقوبة.


قوله تعالى: "فجعلناهم سلفا و مثلا للآخرين" السلف المتقدم و الظاهر أن المراد بكونهم سلفا للآخرين تقدمهم عليهم في دخول النار، و المثل الكلام السائر الذي يتمثل به و يعتبر به، و الظاهر أن كونهم مثلا لهم كونهم مما يعتبر به الآخرون لو اعتبروا و اتعظوا.


بحث روائي

في تفسير القمي،: في قوله تعالى: "و لا يكاد يبين" قال: لم يبين الكلام.


و في التوحيد، بإسناده إلى أحمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عز و جل "فلما آسفونا انتقمنا منهم" قال: إن الله لا يأسف كأسفنا و لكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون و يرضون و هم مخلوقون مدبرون فجعل رضاهم لنفسه رضى و سخطهم لنفسه سخطا و ذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه و الأدلاء عليه فلذلك صاروا كذلك.


و ليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه و لكن هذا معنى ما قال من ذلك، و قد قال أيضا من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة و دعاني إليها، و قال أيضا: "من يطع الرسول فقد أطاع الله"، و قال أيضا: "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" و كل هذا و شبهه على ما ذكرت لك، و هكذا الرضا و الغضب و غيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك.


و لو كان يصل إلى المكون الأسف و الضجر و هو الذي أحدثهما و أنشأهما لجاز لقائل أن يقول: إن المكون يبيد يوما لأنه إذا دخله الضجر و الغضب دخله التغيير فإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة، و لو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون و إلا القادر من المقدور و لا الخالق من المخلوقين تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا.


هو الخالق للأشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة استحال الحد و الكيف فيه فافهم ذلك إن شاء الله:.


أقول: و روي مثله في الكافي، بإسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عنه (عليه السلام).


/ 41