1- الدلالة على الطلب: يأتي استفعل للطلب وللسؤال غالباً والسؤال هو بمعنى الطلب لأن الألف والسين والتاء تدل في عمومها على الطلب ويكون هذا الأخير "بنسبة الفعل إلى الفاعل لإرادة تحصيل الفعل المشتق هو منه" وتحصيل الفعل نوعان "إما صريحاً نحو استكتبته" أي طلبت منه الكتابة، "أو تقديراً نحو استخرجته" فالطلب في هذا المثال ليس بصريح "بل المعنى لم أزل أتلطف وأتحيل حتى خرج فنزل ذلك منزلة الطلب" وهذا في الأشياء كاستخراج الوتد من الحائط، أما إذا قلنا استخرجت فلاناً فهذا طلب حقيقي، ويمكن تمثيل الطلب على ما يأتي:2- الدلالة على التحول: وقد تدل هذه الصيغة على التحوّل نحو استحجر الطين وكقول الشاعر: إن البغاث بأرضنا يَسْتَنْسِرُفالفاعل في مثل هذه الأبنية التركيبية قد تحول إلى أصل الفعل الذي هو الحجر والنسر، فالطين صار شبيهاً بالحجر في الصلابة، والبغاث الذي هو ضعاف الطير صار كالنسر في القوة. ومنه استنوق الجمل إذا تخلَّق بأخلاق الناقة، واستتيست الشاة إذا تشبهت بالتيس.3- وقد يأتي بمعنى بنائه الأساسي فَعَلَ نحو قرَّ واسْتَقَرَّ ومنه قوله تعالى: وإذا رأوا آيةً يَسْتَسْخِرُون أي يسخرون. ومنه يستهزئون أي يهزؤون.4- وقد يأتي للاتخاذ مثل استلأمَ الرجلُ أي لبس اللأمة وهي الدرع الذي يلبس في الحرب.5- وقد يدل على الاعتقاد في الشيء أنه على صفة أصله مثل استكرمته أي اعتقد فيه الكرم، واستسمنته أي اعتقدته ذا سِمَنٍ، واستعظمته أي عددته ذا عظمة.6- وقد يدخل استفعل على تفعَّل مثل: تعظم واستعظم وتكبَّرَ واستكبر.أما افعلَّ وافعالَّ فقد يأتيان للدلالة على لون أو عيب وذلك قصد المبالغة، مثل احمرَّ واحمارَّ واعورَّ واعوارَّ فهي من الأبنية الأساسية الآتية حَمِرَ وعَوِرَ إذ "ليس شيء يقال فيه افعالَّ إلا ويقال