مواطن الدلالة في الكتاب لسيبويه - دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولهذا فإن البوادر الأولى لعلم الدلالة في هذه الفترة المبكرة من الزمن، دعت إليها الحاجة الاجتماعية الدينية المتمثلة في فهم القرآن ووعي تعاليمه، وذلك يحتاج لا محالة إلى معرفة معاني الألفاظ الغريبة فيه، لأن الإنسان العربي يعرف أشياء ويجهل أشياء أخرى، "ومن أجل ذلك نجم بين المسلمين من يلتمسون غرائب القرآن في الشعر، وكان أشهر هؤلاء عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس، وعروة بن الزبير."

مواطن الدلالة في الكتاب لسيبويه

إن الكتاب هو أول مؤلف دوَّن وجوده التاريخ وكل ما ألف قبله ضاع ولم يصلنا منه إلا العناوين؛ ومنها مثلاً أن عبد الله ابن أبي إسحاق الخضرمي قد كتب كتاباً في الهمز.

إن المتصفح لكتاب سيبويه يجده يحوي بين طياته دلالات عديدة لمستويات لغوية مختلفة منها الفونولوجي والمورفولوجي والتركيبي والسياقي.

1-الفونولوجي: لقد وظف سيبويه الصوائت مثلاً توظيفاً هاماً وبنى عليه كثيراً من الآراء إن لم تكن نظريات، ومن أقواله فيها: "وإنما كان الرفع في هذا الوجه لأن هذه خصال" هذا في ضم عين الصيغة الحديثة. وقال أيضاً: "فإن رفعت فالذي في نفسك ما أظهرت."

يستشف من فحوى هذين النصين اهتمام سيبويه بتحديد الدلالة الظاهرية والباطنية للناطق من استعمال الصوائت. كما أن الدلالة في الصوائت هي التي تظهر من خلال توظيف العلامة الإعرابية في المبنى الإفرادي أو التركيبي كالحركة في عين الفعل التي نفرق بها، بين المعاني الثابتة في صيغة فعُل والمتغيرة في فعِل.

هذا بالنسبة للصوائت وأما الصوامت فهي الأخرى لها دلالة كامنة فيها تظهر إما من خلال ذواتها أو رتبها في المباني. وقد أقر الدارسون العرب من خلال رصد المباني أن الباء المتبوعة بالنون تدل على مطلق الظهور مثل نبت، نبس، نبش، نبع، نبغ.

ومن خلال ملاحظة المباني وموقعيات صوائتها يمكننا أن نحدد الدلالة وأصول المباني أيضاً حيث نجد للعلامة الإعرابية في آخر المباني التركيبية وظيفة أساسية فيها تفرق بين المثنى والجمع السالم في مثل المعلمَينِ والمعلمِينَ مثلاً.

2-المورفولوجي: ومن الدلالة ما تعلق ببنية الكلمة من ذلك قول سيبويه وهو يتحدث عن المصادر، "ومن المصادر التي جاءت على مثال واحد حين تقاربت المعاني قولك: النَّزَوان، والنَّقَّزان، وإنما هذه الأشياء في زعزعة البدن واهتزازه في ارتفاع." وكأن يقول في موضع آخر وهو يتحدث عن المعنى نفسه "ومثل هذا الغليان، لأنه زعزعة وتحرك، ومثله الغثيان لأنه تَجَيُشُ نَفْسِه وتَثَوُّرٌ، ومثله الخطران واللمعان لأن هذا اضطراب وتحرك." ومنه أيضاً قوله: وهو يتحدث عن العلل مثلاً "هذا باب ما جاء من الأدواء على مثال وَجعَ يَوْجَعُ وَجَعاً وهو وَجِعٌ، لتقارب المعاني.. وقد يجئ الاسم فعيلاً نحو مرِضَ يَمرَض مَرَضاً وهو مَريض.. وقالوا حَزِن حَزَناً وهو حزين، جعلوه بمنزلة المرض لأنه داء"

فسيبويه تناول الجوانب الدلالية للصيغة الإفرادية التي لا تتحدد دلالتها إلا بالنظر إلى بنيتها المورفولوجية وما تضمنه هذه البنية على هذه اللفظة من دلالات وبالتالي تصبح أمراً مكتسباً من الوزن ذاته. ومثله الأفعال التي تحدد بحسب أوزانها الحدث مقروناً بالدلالة الزمنية. ومثل هذا كثير في كتاب سيبويه حيث تناوله بالدقة والتفصيل وأبدع فيه.

3-التركيبي: وأما الدلالة التركيبية فكثيرة ومتنوعة وقد تناولها سيبويه في كتابه من ذلك وهو يتحدث عن المسند إذ لم يكن اسماً أو فعلاً "هذا باب ما يقع موقع الاسم المبتدأ ويسد مسده لأنه مستقر لما بعده وموضع، والذي عمل فيما بعده حتى رفعه هو الذي عمل فيه حين كان قبله؛.... وذلك قولك: فيها عبد الله ومثله: ثَمَّ زيدٌ..... وأين زيد، وكيف عبدُ الله.... فمعنى أين في أي مكان، وكيف: على أيّة حالة. وهذا لا يكون إلا مبدوءاً به قيل الاسم، لأنها من حروف الاستفهام" ومنه قوله كذلك "وسألته أي الخليل عن قوله، وهو الراعي:فأومأت إيمَاءً خَفيَّاً لحبتر

/ 142