إن الاسم تكمن دلالته في مجالين غالباً: - دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إنسان، أنها جاءت بثلاثة معان هي:

1-أنها تدل على الظهور والإبصار.

2-أنها تدل على السماع.

1-أنها تدل على الأُنْس وعدم التوحش.

وهذه المعاني تناولها ابن الأنباري في قضية الخلاف بين البصريين والكوفيين في اشتقاق لفظ "إنسان". وهذه الدلالات هي متطابقة مع ما ذهب إليه البصريون الذين يرون أنه مشتق من الأُنْس بضم الهمزة وهو خلاف الوحشة. وهذا يرجع إلى سببين هما:

1-أن هناك تناسباً من جهة اللفظ بوجود حروف الأنس فيه، ومن جهة المعنى لاستئناس "النوع الإنساني بعضه ببعض لأنه مدني بالطبع لا قوام له إلا بأنسه مع أبناء جنسه، والجنس إلى الجنس -كما قيل- يميل" ومنه قول الشاعر:




  • وما سُمِّيَ الإنسانُ إِلاَّ لأُنْسِهِ
    ولا القلْبُ إلاَّ أنَّهُ يَتَقَلَّبُ



  • ولا القلْبُ إلاَّ أنَّهُ يَتَقَلَّبُ
    ولا القلْبُ إلاَّ أنَّهُ يَتَقَلَّبُ



2-أنه يجمع على إِنْس وأُنَاس وأَنَس، وهذا يدل على زيادة الألف والنون.

أما الكوفيون فيرون أنه مشتق من النسيان، وأصله أنسيان ثم حذفت منه الياء خلافاً للقياس فقيل إنسان على وزن إفعان وليس على وزن فعلان كما هو عند البصريين.

وقد رجح التادفي الرأي الأول حيث يقول: والمختار هو الرأي الأول لما فيه من المناسبة اللفظية والمعنوية، بخلاف الثاني حيث لا مناسبة فيه إلا من جهة المعنى، بواسطة ما يعتري هذا النوع الإنساني من النسيان"، كما أشار الرسول (ص) بقوله: "إنما أنا بشرٌ أَنْسَى كما تََنْسَوْنَ فإذا نَسِيتُ فَذَكِروني".

أما من الناحية اللفظية فلا مناسبة فيه لعدم وجود الياء في إنسان، وبهذا يكون الرأي المرجح هو رأي البصريين ولا يعول على رأي الكوفيين.

قلت إن ابن مالك قدم اسم الإنسان على ما سواه وجاء بالذكر والأنثى وقدم الذكر على الأنثى في قوله السابق جعفر وخرنق.

ولاختيار الأمثلة مقياس عند المؤلفين، وبخاصة إذا كان هدف التأليف تعليمياً، ففيه ينبغي مراعاة المثال في تركيبته النطقية وإيحاءاته الدلالية، ويعرف ذلك بالمقياس التربوي في زماننا. والأسماء هي منطوقات إفرادية تنتمي إلى صنف الصيغ الإفرادية. ولهذه الصيغة مواقع تكمن الدلالة فيها. فإن كانت الصيغة وصفية ارتكزت في بدايتها، وإن كانت حدثية حامت حول وسطها غالباً وتعرف هذه الموقعية بعين الكلمة، أما إن كانت الصيغة ذاتية كالذي عندنا، فإن مكامن الدلالة في الأسماء بصفة عامة تختلف عن غيرها من المباني الحدثية والوصفية.

إن الاسم تكمن دلالته في مجالين غالباً:

المجال الأول: وهو عرفي اجتماعي، ويتجه النظر فيه إلى تحقيق بُعْدٍ تذكري أو توقعي، أو هما معاً. واختيار الاسم للمسمى لا يحيد عن هذا البعد في الأعم.

فالذي يختار الاسم ليس هو صاحبه أبداً. وقد سبق لي إيضاح هذا من قبل. وفي اختيار الاسم حاجة في نفس المتخير، تكون إما لإحياء ذكرى إيجابية أو سلبية يريد أن لا ينساها، وهذا جانب تذكري، وقد ينبني الاختيار على أساس توقعي تفاؤلي، في تحقيق أمنية في الحياة.

ولتوضيح ذلك أقول، إن الذي يختار لولده اسم مختار مثلاً إذا ما قيل له لماذا اخترت هذا الاسم كان جوابه، أن هذا الاسم لفلان. وقد يكون صاحب هذا الاسم موجوداً أو منعدماً. لكن الذي اختار الاسم يريد إحضاره في ذهنه وذاكرته سواء أكان حياً أم ميتاً. ومن خلال الإحضار تبرز الصورة الخلفية الكامنة المخفية في ذهن الذي اختار الاسم، ويصبح هذا الاسم منبهاً أو موجهاً لخواطر ومشاعر وأحاسيس تكون لها أبعاد متفاوتة الأثر والتأثير على كل سامع.

وقد اختار صاحب النص السابق اسم جعفر وهذا الاسم يستمد دلالته من العرف والتواضع الاجتماعي. والوضع قسمان:

1-وضع أولي: وهو الذي لم يسبق بوضع آخر

/ 142