هكذا صلّى الامام - وجیز فی الفقه الاسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجیز فی الفقه الاسلامی - نسخه متنی

سید محمد تقی مدرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وعقبى كل ذلك نار لظى حيث يعترفون - بحسرة - بأنهم تركوا الصلاة، فتركوا كل احسان ومعروف، وكان مصيرهم الى النار. حيث يقول ربنا سبحانه :« كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إلآَّ أَصْحَابَ الْيَـمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ الْمُـجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَآئِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ» (المدثر/38-46)


هكذا صلّى الامام


روى حماد بن عيسى، قال لي أبو عبد الله (الامام الصادق) عليه السلام يوماً : تحُسن ان تصلي يا حمّاد؟ فقلت: يا سيدي! انا احفظ كتاب حريز في الصلاة. فقال: لا عليك، قم صلِّ.


فقمتُ بين يديه متوجهاً الى القبلة، فاستفتحت الصلاة وركعت وسجدت.


فقال: يا حمّاد لا تحسن ان تصلي، ما أقبح بالرجل ان يأتي عليه ستون سنة او سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة.


يقول حمّاد؛ فأصابني في نفسي الذل، فقلت: جُعِلت فداك فعلّمني الصلاة.


فقام أبو عبد الله عليه السلام، مستقبل القبلة منتصباً، فأرسل يديه جميعاً على فخذيه قد ضم أصابعه، وقرّب بين قدميه حتى كان بينهما قد ثلاثة أصابع مفرّجات، واستقبل باصابع رجليه جميعاً لم يحرفهما عن القبلة بخشوع واستكانة، وقال: "الله اكبر" ثم قرء الحمد بترتيل، وقل هو الله احد، ثم صبر هنيئة بقدر ما يتنفس وهو قائم، ثم قال: "الله اكبر" وهو قائم.


ثم ركع وملأ كفّيه من ركبتيه منفرجات، وردّ ركبتيه الى خلف حتى استوى ظهره؛ حتى لو صُبَّ عليه قطرة من ماء او دهن لم تزل، لاستواء ظهره، ومدّ عنقه وغمَّض عينيه، ثم سبّح ثلاثاً بترتيل فقال: "سبحان ربي العظيم وبحمده."


ثم استوى قائماً، فلما استمكن من القيام، قال: "سمع الله لمن حمده" ثم كبَّر وهو قائم، ورفع يديه حيال وجهه.


ثم سجد، ووضع كفيه مضمومة الاصابع بين ركبتيه حيال وجهه، فقال: "سبحان ربي الأعلى وبحمده" ثلاث مرات، ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء، وسجد على ثمانية أعظم: الجبهة والكفين وعيني الركبتين وأنامل إبهامي الرجلين، فهذه السبعة فرض، ووضع الأنف على الأرض سُنّة وهو الإرغام.


ثم رفع رأسه من السجود، فلما استوى جالساً، قال: "الله اكبر" ثم قعد على جانبه الأيسر، قد وضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى، وقال: "استغفر الله وأتوب اليه" ثم كبر وهو جالس، وسجد السجدة الثانية وقال كما قال في الأولى، ولم يستعن بشيء من جسده على شيء في ركوع ولا سجود، كان مجنّحاً ولم يضع ذراعيه على الأرض.


فصلى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الاصابع وهو جالس في التشهد، فلما فرغ من التشهد سلّم. فقال: يا حمّاد! هكذا صلِّ ولا تلتفت ولا تعبث بيديك وأصابعك، ولا تبزق عن يمينك ولا عن يسارك ولا بين يديك. ([18])


الفرائض والنوافل


السنة الشريفة:


1 - قال الامام الرضا عليه السلام حول علّة الصلاة: " إنها إقرار بالربوبية لله عز وجل، وخلع الانداد، وقيام بين يدي الجبار جل جلاله بالذل والمسكنة والخضوع والاعتراف، والطلب للاقالة من سالف الذنوب، ووضع الوجه على الارض كل يوم اعظاماً لله عز وجل، وان يكون ذاكراً غير ناسٍ ولا بطرٍ، ويكون خاشعاً متذللاً راغباً طالباً للزيادة في الدين والدنيا. مع ما فيه من الايجاب والمداومة على ذكر الله عز وجل بالليل والنهار، لئلا ينسى العبد سيّده ومدبره وخالقه فيبطر ويطغى ويكون في ذكره لربه، وقيامه بين يديه زجراً له عن المعاصي، ومانعاً له من انواع الفساد. ([19])


2 - قال الامام الباقر عليه السلام: " فرض الله الصلاة، وسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عشرة اوجه: صلاة السفر والحضر، وصلاة الخوف على ثلاثة اوجه، وصلاة كسوف الشمس والقمر، وصلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء، والصلاة على الميت. ([20])


3 - وقال الامام الصادق عليه السلام: الفريضة والنافلة احدى وخمسون ركعة، منها ركعتان بعد العتمة جالساً تعدان بركعة وهو قائم، الفريضة منها سبع عشرة، والنافلة اربع وثلاثون ركعة. ([21])


4 - وقال عليه السلام في حديث شرائع الدين: " ... وصلاة الفريضة: الظهر اربع ركعات، والعصر اربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الآخرة اربع ركعات، والفجر ركعتان، مجملة الصلاة المفروضة سبع عشرة ركعة، والسنّة اربع وثلاثون ركعة، منها: اربع ركعات بعد المغرب لا تقصير فيها في السفر والحضر، وركعتان من جلوس بعد العشاء الآخرة تعدّان بركعة، وثمان ركعات في السحر وهي صلاة الليل، والشفع ركعتان، والوتر ركعة، وركعتا الفجر بعد الوتــر، وثمان ركعات قبل الظهـر، وثمان ركعات بعد الظهر قبل العصر، والصلاة تستحب في اول الاوقات. ([22])


5 - وروى زرارة انه سأل الامام الباقر عليه السلام عما فرض الله عز وجل من الصلاة ، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فسأله زرارة: هل سمّاهن الله وبيَّنهن في كتابه؟ قال الامام:


" نعم، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: « أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ» ودلوكها زوالها، وفيما بين دلوك الشمس الى غسق الليل اربع صلوات، سمّاهن الله وبيَّنهن ووقَّتهن، وغسق الليل هو انتصافه، ثم قال تبارك وتعالى : «وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً» فهذه الخامسة، وقال تبارك وتعالى في ذلك: « وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ» وطرفاه : المغرب والغداة « وَزُلَفاً مِنَ الَّيْلِ» وهي صلاة العشاء الآخرة ، وقال تعالى « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى» وهي صلاة الظهر، وهي اول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو وسط النهار ووسط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة، وصلاة العصر.. ([23])


6 - وروي عن الامام الرضا عليه السلام انه قال: " الصلاة قربان كل تقي ". ([24])


7 - قال معاوية بن وهب: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن افضل ما يتقرب به العباد الى ربهم واحب ذلك الى الله عز وجل ما هو؟ فقال: ما اعلم شيئاً بعد المعرفة افضل من هذه الصلاة، الا ترى ان العبد الصالح عيسى ابن مريم عليه السلام قال: « وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً» ([25])


تفصيل القول:


1 - فرض الله على الانسان خمس صلوات هي:


أ - الصلوات اليومية.


ب - صلاة الآيات. ([26])


ج - صلاة الطواف الواجب .


د - صلاة الميت.


هـ - قضاء الصلوات الفائتة من الوالدين على الولد الاكبر.


وقد تجب الصلاة على الانسان بالالتزام الذاتي وذلك بواسطة النذر او العهد او اليمين او الاجارة.


2 - والصلوات اليومية هي خمس فرائض:


أ - صلاة الظهر وهي اربع ركعات، وتسمى الصلاة الوسطى.


ب - صلاة العصر؛ أربع ركعات.


ج - صلاة المغرب؛ ثلاث ركعات.


د - صلاة العشاء؛ أربع ركعات.


هـ - صلاة الصبح ركعتان.


3 - يجب في السفر - حسب الشروط الآتية في محلها- قصر الصلوات الرباعية ، أي الآتيان بها ركعتين.


4 - وفي يوم الجمعة تؤدى صلاة الجمعة ركعتين وبخطبتين بدلاً عن الظهر، حسب تفاصيل وشروط يأتي ذكرها.


5 - ولأن الصلاة قربان كل تقي، وهي افضل القربات الى الله تعالى ، فانها تستحب ابتداءً ؛ بأن يتقرب العبد كلما شاء الى الله بأداء ركعات من الصلاة ، تبعث في قلبه الطمأنينة ، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر، وتقرّبه الى الله زلفى.


6 - وقد ورد في السنة الشريفة الحث على نوافل معينة ترتبط بالمناسبات الزمانية والمكانية. كصلوات ليالي شهر رمضان المبارك، والصلاة عند زيارة قبور النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين، وكذلك صلاة وتحية المسجد وغير ذلك. ([27])


7 - وافضل النوافل، الرواتب اليومية وهي اربع وثلاثون ركعة يومياً في غير يوم الجمعة، مُقسَّمة كالتالي:


أ - ثمان ركعات قبل فريضة الظهر.


ب - ثمان ركعات قبل العصر.


ج - اربع ركعات بعد المغرب.


د - ركعتا الوتيرة بعد العشاء، وتصليان من جلوس وتُعدان ركعة واحـدة.


هـ - ركعتان قبل صلاة الصبح.


و - احد عشر ركعة نافلة الليل بالترتيب التالي: صلاة الليل؛ ثمان ركعات. وصلاة الشفع؛ ركعتان، وصلاة الوتر؛ ركعة واحدة.


امـا يوم الجمعة فتضاف فيها اربع ركعات اخرى الى الستة عشـر ركعـة.


8 - ينبغي الاتيان بالصلوات المستحبة ركعتين ركعتين إلا صلاة الوتر فانها ركعة واحدة.


اوقات الصلوات اليومية


القرآن الكريم:


1ـ « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ» (البقرة/238)


تبصرنا الآية الكريمة بضرورة الالتزام بأوقات الصلاة. فان المحافظة عليها تعني الاهتمام بها وبحدودها واحكامها.ومن ابرز احكامها التقيد بوقتها، ومن هنا جاء في تفسير العياشي عن الامام الصادق عليه السلام في معنى الآية:اقبال الرجل على صلاته ومحافظته على وقتها حتى لا يلهيه عنها ولا يشغله شيء. ([28])


ويدلنا سياق الآية الكريمة على اهمية وقت الصلاة ايضاً، وذلك لان ربنا سبحانه قد فرض الصلاة في حالة القتال بالرغم من فقدان كثير من شرائط الصلاة عادة في تلك الحالة، مثل الاستقرار والاستقبال والركوع والسجود. فان لم يكن الوقت ذات اهمية كبرى اذا لتأخرت الصلاة الى حين توفر سائر شروطها .


وقد استنبط الفقهاء من جملة نصوص تؤكد على الوقت، ان الصلاة لا تترك بحال، وان الوقت اهم من سائر الشروط .


2ـ « فإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَاَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً» (النساء/103)


تبصرنا الآية ان للصلاة اهمية بالغة، ولذلك فانها لا تترك في حالة الحرب (وهي من اشد حالات الفزع والجزع عند البشر)، ومن هنا كان لابد من رعاية وقتها كما سائر حدودها. وقد فسرت كلمة الموقوت في الاحاديث بالثابت وفي بعض التفاسير بما له وقت خاص. والآية تحتمل التفسيرين معاً.


وهكذا كانت الآية ذات دلالة واضحة على اهمية مواقيت الصلاة. واولويتها على جل الشروط المفروضة فيها، فكان جوهر الصلاة وروحها ذكر الله سبحانه، والدعاء اليه وخشية مقامه، والحدود المفروضة فيها هي بمثابة الجسد لتلك الروح.


3ـ « أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودا»ً (الاسراء/78)


تبين الآية الشريفة مواقيت الصلاة، ابتداءً من الظهيرة حيث أمرنا بالمحافظة عليها في آية اخرى. وانتهاءً بصلاة الفجر ، والوقت الرئيسي للصلوات يمتد من دلوك الشمس الى منتصف الليل، ففيه اربع فرائض الظهر والعصر نهاراً،


والمغرب والعشاء ليلاً. بينما فرضت صلاة واحدة مع طلوع الشمس.


والدلوك هو الزوال، بينما الغسق شدة الظلام في منتصف الليل، اما قرآن الفجر تشهده ملائكة الليل والنهار معاً. ولعله السبب في عدم زيادتها على ركعتين، لأنها تسجل مع كتبة الليل وكتبة النهار معاً.


وقد جاء في تفسير هذه الآية على لسان الامام الباقر عليه السلام ما يلي: دلوكها زوالها، غسق الليل الى نصف الليل: ذلك اربع صلوات وضعهن رسول الله ووقّتهن للناس وقرآن الفجر صلاة الغداة. ([29])


4ـ « وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ» (هود/114)


نستوحي من الآية المباركة مواقيت الصلوات الخمس وهي: الطرف الاول من النهار (صلاة الفجر) والطرف الثاني منه (صلاة الظهيرة والعصر) وزلفاً من الليل (المغرب والعشاء).


ونستفيد من الآية ان حكمة توزيع أوقات الصلاة على ساعات الليل والنهار تتمثل:


اولاً: في ان الحسنات يذهبن السيئات، فاذا اقترف المرء ذنباً أذهبه بالصلاة.


ثانياً: بان يتذكر الانسان ربه، وكلما ابعدته الشهوات والاهواء عن ربه قربته صلواته، وقد جاء في حديث مأثور عن الامام الباقر عليه السلام تفسير


هذه الآية بالصلوات الخمس. ([30])


السنة الشريفة:


1 - دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد وفيه ناس من اصحابه، فقال: تدرون ما قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله اعلم.


قال: ان ربكم يقول: ان هذه الصلوات الخمس المفروضات من صلاّهن لوقتهن وحافظ عليهن لقيني يوم القيامة وله عندي عهد ادخله به الجنة، ومن لم يصلّهن لوقتهن ولم يحافظ عليهن فذاك إليَّ ان شئت عذبته، وان شئت غفرت له.. ([31])


2 - وقال الامام الباقر عليه السلام : ايما مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلاّها لوقتها فليس هذا من الغافلين .. ([32])


3 - وجاء في كتاب (عقاب الاعمال) عن الامام الصادق عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من صلى الصلاة لغير وقتها رُفعت له سوداء مظلمة تقول: ضيَّعتني، ضيَّعك الله كما ضيَّعتني . واول ما يسئل العبد اذا وقف بين يدي الله تعالى عن الصلاة، فان زكت صلاته زكا سائر عمله، وان لم تزك صلاته لم يزك عمله. ([33])


4 - وروى الامـام الرضا عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله


انه قال: (لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ على مواقيت الصلوات الخمس، فاذا ضَيَّعهن إجترأ عليه فادخله في العظائم). ([34])


5 - وقال الامام ابو عبد الله الصادق عليه السلام: (امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها). ([35])


6 - قال ابن مسعود: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وآله: أي الاعمال احبُّ الى الله؟ قال رسول الله: الصلاة لوقتها. قلت: ثم أي شيء؟ قال: بــرّ الوالدين. قلت: ثم أي شيء؟ قال: الجهاد في سبيــل الله). ([36])


7 - وروي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: (ان العبد اذا صلى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ارتفعت بيضاء نقية، تقول حفظتني حفظك الله، واذا لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها رجعت سوداء مظلمة تقول ضيَّعَتني ضيَّعك الله). ([37])


8 - وجاء في (فقه الرضا عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: « وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ» (المؤمِنون/9) انه قال: يحافظون على المواقيت. ([38])


9 - وقــال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تنال شفاعتي غداً من أخر


الصلاة المفروضة بعد وقتها. ([39])


10 - روى زرارة انه سأل الامام ابا جعفر الباقر عليه السلام: اصلحك الله، وقت كل صلاة اول الوقت افضل او وسطه أو آخره؟ قال: اوّله ، ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ان الله عز وجل يحب من الخير ما يعجّل). ([40])


11 - وروي عن الامام الصادق عليه السلام في قوله تعالى : «الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ» (الماعون/5) قال: تأخير الصلاة عن اول وقتها لغير عذر). ([41])


تفصيل القول :


اذا كانت الصلاة عمود الدين، فان أهم ما تؤكد عليه عشرات الروايات هو الالتزام بمواقيت الصلوات والمحافظة عليها . فمن صلى اليومية لوقتهن وحافظ عليهن، لقي الله وله عنده عهد ان يدخله الجنة، ومن ادى الصلوات في اوقاتها فهو ليس من الغافلين .


ان تضييع الصلاة والتهاون بها - وهي اول ما يُسأل العبد عنه عند لقاء ربه - يعني ضياع حياة الانسان.. ذلك لأنه إذا زكت صلاة الانسان وقبلت، زكا سائر اعماله وقبلت ايضاً.


واذا كانت الروايات تؤكد على ان الشيطان لايزال ذعراً وخائفاً من المؤمن


ما حافظ على مواقيت الصلوات الخمس، فلماذا يضيّع الواحد منا صلواته؟ ولماذا لا يلتزم بمواقيت الصلوات ؟ ولماذا لا يسد الباب الذي يلجه الشيطان، فيدخل المتهاون بالصلاة عظائم الذنوب؟


واذا كان احب الاعمال الى الله اداء الصلاة لوقتها، وهو مقدم على برّ الوالدين والجهاد في سبيل الله، فلماذا لا نتحبب الى الله ونجنب انفسنا سخطه؟


وإذا كنا نتوق لشفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم الحساب، فليس امامنا الا المحافظة على الصلوات في مواقيتها.. لذلك:


1 - لا ينبغي للمؤمن ان يتهاون بالصلاة او ان يستخف بها، بل عليه ان يبادر الى الصلاة في اول اوقاتها ما امكن، ولا يقدم على الصلاة أي عمل غير ضروري .


2 - كما لا يجوز تأخير الصلوات عن اوقاتها المكتوبة، خاصة صلاة الصبح حيث ينبغي التوسل بأية وسيلة للاستيقاظ قبل طلوع الشمس واداء الصلاة.


3 - من كان يعلم ان السهر في الليل يؤدي الى عدم استيقاظه لصلاة الصبح، ينبغي ان ينام مبكراً بحيث يستيقظ للصلاة.


4 - من يعاني من نوم ثقيل بحيث لا يستيقظ تلقائياً للصلاة ينبغي ان يتخذ أي تدبير يؤدي الى ايقاظه كالطلب من شخص آخر لكي يوقظه، او توقيت ساعة منبهة، او ما شاكل ذلك.


أولاً: وقت الظهرين


السنة الشريفة :


1 - قال الامام الصادق عليه السلام: (اذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر حتى يمضي مقدار ما يصلي المصلّي اربع ركعات، فاذا مضى ذلك فقد دخل وقت الظهر والعصر حتى يبقى من الشمس مقدار ما يصلي المصلي اربع ركعات، فاذا بقي مقدار ذلك فقد خرج وقت الظهر وبقي وقت العصر حتى تغيب الشمس). ([42])


2 - وروى زرارة عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: (اذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين، الا ان هذه قبل هذه). ([43])


3 - روي عن الحلبي في حديث انه قال: سألته عن رجل نسي الاولى والعصر جميعاً، ثم ذكر ذلك عند غروب الشمس، فقال : ان كان في وقت لا يخاف فوت احداهما فليصل الظهر ثم يصلّ العصر، وان هو خاف ان تفوته فليبدء بالعصر ولا يؤخرها فتفوته فيكون قد فاتتاه جميعاً، ولكن يصلي العصر فيما قد بقي من وقتها، ثم ليصلي الاولى بعد ذلك على اثرهـا. ([44])


4 - وروي عـن الامـام ابي جعفر الباقر عليه السلام انه صلى رسول الله


صلى الله عليه وآله بالناس الظهر والعصر حين زالت الشمس في جماعة من غير علة. ([45])


5 - وقال الامام الصادق عليه السلام: اذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر الا ان بين يديها سبحة([46])وذلك اليك ان شئت طوّلت وان شئت قصّرت. ([47])


وجاء في رواية اخرى: اذا صلّيت الظهر فقد دخل وقت العصر، الا ان بين يديها سبحة وذلك اليك ان شئت طوّلت وان شئت قصًّرت. ([48])


تفصيل القول:


اوقات الصلوات اليومية:


لكل صلاة من الصلوات اليومية ثلاثة اوقات:


1 - وقت خاص ، وهو الوقت المختص بالصلاة المعينة ولا يجوز اتيان الصلاة الشريكة فيه (كالعصر في وقت الظهر) وان جاز اتيان صلوات اخرى مستحبة او واجبة فيه كالقضاء والنوافل.


2 - وقت مشترك، وهو الوقت الذي يجوز اتيان الصلاتين فيه كالظهـرين والعشاءيـن، مع وجوب تقديم الظهر على العصر، والمغــرب على العشـاء.


3 - وقت الفضيلة، وهو الوقت الذي يستحب اداء الصلاة فيه دون سائر اجزاء الوقت المتسع ، وبذلك يثاب المصلي ثواباً اضافياً.


أوقات الظهريـن:


1 - يبدء الوقت العام لصلاتي الظهر والعصر من زوال الشمس وينتهي بغروبها .


2 - والوقت الخاص بالظهر هو من اول الوقت بمقدار اداء صلاة الظهر، أي بمقدار اداء اربع ركعات ان كان المصلي حاضراً، وبمقدار ركعتين ان كان مسافراً، باعتبار ان ذلك من طبيعة الترتيب بينها وبين فريضة العصر.


3 - اما الوقت الخاص بالعصر فهو من آخر الوقت بمقدار اداء صلاة العصر، أي اربع ركعات للحاضر، وركعتين للمسافر.


4 - وما بين الوقتين الخاصين وقت مشترك لصلاتي الظهر والعصر، إلا ان الواجب تقديم صلاة الظهر على العصر.


5 - ووقت فضيلة الظهر: من الزوال الى ان يصبح الظل الحادث بعد الزوال قدمين ([49])حيث يعتبر ما قبله وقتاً للنوافل، فمن بادر بالنوافل صلى الظهر بعدها مباشرة، واذا بلغ الفيء قدمين بادر بفريضة الظهر دون نوافلها.


6 - واما وقت فضيلة العصر فهو بعد الزوال واداء نوافل الظهر وفريضتها حتى يصبح الظل الحادث اربعة اقدام، فاذا بلغ هذا الوقت ترك النوافل واشتغل بالفريضة.


7 - الظاهــر ان وقت اداء صلاة الجماعــة لفريضة الظهر عند تجدد الفيء بمقـدار قدمـين، ولفريضـة العصـر عند تجدد الفـيء بمقـدار اربعة اقدام حتـى يتوفر وقت كافٍ للجميع لاداء النـوافل ثم الاشتراك في صلاة الجماعـة.


8 - قال الفقهاء: وقت صلاة الجمعة هو من الزوال حتى يصير ظل الشاخص مثله، ولكن الاحوط المبادرة اليها بعد الزوال بما فيها خطبة الجمعة، والمبادرة هنا عرفية، فان اخّرها حتى يصير ظلّ الشاخص مثله مضى وقتها ووجب إقامة فريضة الظهر.


9 - لو صلى في الوقت المشترك صلاة العصر قبل صلاة الظهر سهواً ثم اكتشف خطـــأه ، صحت صلاته واحتسبت ظهراً وعليه ان يصلي العصر والأحوط ان يصلي اربع ركعات بنية مافي الذمة. ولو صلى الظهر - في هذه الحالة- في الوقت المختص بالعصر من آخر الوقت صحت صلاته ايضاً. ثم يقضي العصر والأحوط ان يقضيهما معاً. الا ان الاحوط عدم التعرض للاداء او القضـاء في النية، بل عدم نية كون ما يصليه ظهراً وعصراً، انما يصلي بنية (ما في الذمة).


10/ لو صلى العصر ظانـاً انه قد ادى صلاة الظهر وتوجه قبل الفراغ انه


لم يصلها فعليه ان ينويها ظهراً ويتمها ولا شيء عليه.


11/ ولو صلى العشاء ظاناً انه قد أدى المغرب فعلم في الاثناء انه لم يؤدها فعليه ان يعدل بنيته الى المغرب مادام لم يركع في الرابعة. وإذا كان قد ركع فالاحوط ان يتمها ثم يصليهما معاً.


كيف نعرف الزوال؟


السنة الشريفة:


1 - روى سماعة انه قال للامام ابي عبد الله الصادق عليه السلام: جعلت فداك، متى وقت الصلاة؟ فأقبل الامام يلتفت يميناً وشمالاً كأنه يطلب شيئاً. فلما رأيت ذلك تناولت عوداً، فقلت : هذا تطلب؟ قال: نعم، فأخذ (الامام) العود فنصبه بحيال الشمس ثم قال: ان الشمس اذا طلعت كان الفيء طويلاً، ثم لا يزال ينقص حتى تزول، فاذا زالت زاد ([50]) فإذا استبنت فيه الزيادة فصل الظهر، ثم تمهَّل قدر ذراع وصلّ العصر. ([51])


2 - وجاء في رواية اخرى عن الامام الصادق عليه السلام ايضاً انه قال عن كيفية معرفة الزوال: (اول وقت صلاة الظهر زوال الشمس، وعلامة زوالها ان ينصب شيئاً له فيء في موضع معتدل في اول النهار فيكون حينئذ ظله ممتداً الى جهة المغرب ويتعاهد، فلا يزال الظل يتقلص وينقص حتى يقف، وذلك حين تكون الشمس في وسط الفلك ما بين المشرق والمغرب، ثم تزول وتسير ما شاء الله والظل قائم لا يتبين حتى يتحرك الى الزيادة، فاذا تبيَّن حركته فذلك اول وقت الظهر. ([52])


3 - وقال الامام الصادق عليه السلام في رواية ثالثة: ( ... تأخذون عموداً


طوله ثلاثة اشبار، وان زاد فهو أبين، فيقام، فما دام ترى الظل ينقص فلم تزل ، فاذا زاد الظل بعد النقصان فقد زالت. ([53])


تفصيل القول:


الزوال يعني - اصطلاحاً - ميل الشمس عن وسط السماء باتجاه المغرب، ويُعرف ذلك بواسطة (المِزْولة) وهي الساعة الشمسية ([54]) التي يعين بها الظهر الحقيقي .


ويتم تمديد اوقات نوافل الظهرين واوقات فضيلتهما بقياس الظل الحادث بعد الـزوال، فاذا كان ظل الشاخص ([55]) عند الزوال ثلاثة اقدام مثلاً، فانه يبدء بالامتداد بعد الزوال مرة اخرى، فاذا بلغ مجموع طول الظـل خمســة اقدام (أي: ثلاثة اقدام الاصلية عند الزوال+ قدمان المتجددان بعد الزوال) يكون نهاية وقت فضيلة الظهر ونوافلها، واذا بلغ مجموع طول الظل سبعة اقدام (اي: ثلاثة اقدام الاصلية عند الزوال+ اربعة اقدام المتجددة بعد الزوال) تكون نهاية وقت فضيلة العصر ونافلتها .

ثانياً: وقت العشاءين


السنة الشريفة:


1 - روي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: "وقت المغرب اذا غربت الشمس فغاب قرصها". ([56])


2 - وجاء في رواية اخرى عن الامام الصادق عليه السلام : "اذا غابت الشمس فقد حلّ الافطار ووجبت الصلاة ، واذا صلّيت المغرب فقد دخل وقت العشاء الآخرة الى انتصاف الليل". ([57])


3 - وروى شهاب بن عبد ربه عن الامام ابي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال له: "يا شهاب اني اُحب اذا صليت المغرب ان ارى في السماء كوكباً". ([58])


4 - روى اسماعيل بن جابــر: سألت ابا عبد الله عليـه السـلام عن وقت


المغرب، فقال: "ما بين غروب الشمس الى سقوط الشفق". ([59])


5 - وقال الامام الصادق عليه السلام ايضاً: "اذا غابت الشمس فقد دخل وقت المغرب حتى يمضي مقدار ما يصلي المصلي ثلاث ركعات، فاذا مضى ذلك فقد دخل وقت المغرب والعشاء الآخرة حتى يبقى من انتصاف الليل مقدار ما يصلي المصلي اربع ركعات، واذا بقي مقدار ذلك فقد خرج وقت المغرب وبقي وقت العشاء الى انتصاف الليل". ([60])


6 - وقال الامام الصادق عليه السلام: "واول وقت العشاء ذهاب الحمرة، وآخر وقتها الى غسق الليل ، يعني نصف الليل". ([61])


تفصيل القول:


1 - وقت المغرب والعشاء (ويطلق عليهما: العشاءين) من سقوط قرص الشمس وغروبها الى منتصف الليل .


2 - والوقـت الخاص بالمغرب هو من اول الوقت الى ان يمضي من الزمان


بمقدار اداء صلاة المغرب، أي بمقدار اداء ثلاث ركعات في الحضر والسفر.


3 - واما الوقت الخاص بالعشاء فهو ما يبقى من آخر الوقت بمقدار أدائها، أي بمقدار اداء اربع ركعات للحاضر في بلده، وبمقدار اداء ركعتين للمسافر.


وما بين الوقتين الخاصين بالمغرب والعشاء. وقت مشترك بينهما، الا انه يجب تقديم المغرب على العشـاء، هذا هــو الوقت الاختيــاري أي فـي غير


حالات الضرورة.


4 - وللعشاءين وقت اضطراري يمتد الى طلوع الفجر.


والمضطر هو كمن غلب عليه النوم، او نسي اداء الصلاة حتى تجاوز الوقت منتصف الليل، او المرأة الحائض تطهر من الدم بعد منتصف الليل. والافضل ان لا ينوي المضطر الاداء ولا القضاء.


5 - من تعمد تأخير العشاءين او احدهما الى ما بعد منتصف الليل فالاقوى امتداد وقته الى الفجر ايضاً، مع عدم نية الاداء او القضاء ، وان كان آثماً بتعمّد التأخير.


6 - اما وقت فضيلة صلاة المغرب فهو من اول المغرب الى ذهاب الحمرة المغربية (الشفق).


7 - واما وقت فضيلة صلاة العشاء فهو من ذهاب الحمرة المغربية (الشفق) أي بعد وقت فضيلة المغرب الى ثلث الليل.


8 - لو صلى احد صلاة العشاء قبل المغرب -سهواً- في الوقت المشترك، ثم اكتشف خطأه، كانت صلاته صحيحة ووجب ان يصلي صلاة المغرب بعد ذلك.


كيف نعرف وقت العشاءين؟


السنة الشريفة:


1- قال الامام الرضا عليه السلام: "اول وقت المغرب سقوط القرص، وعلامة سقوطه ان يسودّ افق المشرق".


وقال في موضع آخر:


"وقت المغرب سقوط القرص الى مغيب الشفق ([62]) - الى ان قال-: والدليل على غروب الشمس ذهاب الحمرة من جانب المشرق...". ([63])


2 - وروي عن الامام الباقر عليه السلام انه قال:


" اذا غابت الحمرة من هذا الجانب ، يعني من المشرق، فقد غابت الشمس من شرق الارض وغربها". ([64])


3 - سأل عمر بن حنظلة الامام ابا عبد الله الصادق عليه السلام فقال له: زوال الشمس نعرفه بالنهار، فكيف لنا بالليل؟ فقال: "للّيل زوال كزوال الشمس، قال: فبأي شيء نعرفه؟ فقال الامام: بالنجوم اذا انحدرت". ([65])


تفصيل القول:


1 - يقول بعض الفقهاء، يتحقق المغــرب بذهاب الحمرة المشرقيـة (وهي


الحمرة التي تظهر في الجانب الشرقي من السماء عند غروب الشمس) وزوالها عن سمت الرأس باتجاه المغرب، والاقوى كفاية سقوط القرص (اي غياب قرص الشمس) وانما بذهاب الحمرة المشرقية وزوالها عن منتصف السماء نعرف تحقق ذلك يقينـاً. وان كان الاحوط الانتظار الى ان تذهب الحمرة.


2 - اما نصف الليل -الذي هو آخر وقت العشاء - فيعرف بالنجوم الطالعة اول الغروب اذا مالت عن دائرة نصف النهار ، وبتحديد اسهل وادق فان منتصف الليل هو نصف الوقت ما بين غروب الشمس وطلوعها في اليوم التالي ، وقيل ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر.


ثالثاً: وقت صلاة الصبح

/ 9