آیات الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیات الغدیر - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يصوروا للمسلمين ان قريشا المشركة منجم الفراعنة واتباعهم , قد تحولت بين .

عشية وضحاها , الى قبيلة مسلمة مؤمنة تقية , تقود الناس بالاسلام والهدى

معنى التبليغ في القرآن ظ


مـفهوم التبليغ في القرآن مفهوم بسيط , فتبليغ الرسل يعني بيانهم الرسالة الالهية للناس ثم الناس بعد ذلك مختارون في ان يقبلوا , او يتولوا , وحسابهم على اللّه تعالى , وليس على انبيائه ومن هذا الاساس العميق تتفرع عدة مبادئ :.

اولا : ان النبي يحتاج الى ضمان حرية التعبير عن الراي , لكي يتمكن من ايصال رسالة ربه الى العباد وابلاغهم اياها وقد كان ذلك مطلب الانبيا (ع ) الاول من اممهم .

ثـانـيـا : مهمة الانبيا (ع ) هي التبليغ فقط ( الابلاغ ) حتى ان الجهاد لم يكن مفروضا على احد من الانبيا قبل ابراهيم (ع ) وقد فرضه اللّه تعالى عليه وعلى الانبيا من ذريته ( وكل الانبيا والاوصيا بعده من ذريته ) من اجل ازاحة العقبات المانعة من التبليغ , او رد اعتداات الكفار على الذين اختاروا الدين الالهي واقامة حياتهم على اساسه .

ثـالـثا : لا اكراه في الدين , فمن شا فليؤمن ومن شا فليكفر فينبغي ان يبقى قانون الهداية والاضلال فعالا , والقدرة على عمل الخير والشر متوفرة .

رابـعـا : الـهدف من الابلاغ هو اقامة الحجة للّه على عباده , واضحة كاملة تامة حتى لا يقولوا يوم القيامة : لم يقل النبي لنا , لم يبلغنا ذلك , لم نعرف ذلك , وكناعنه .

غـافـلـيـن فاقامة الحجة في الدين الالهي محور اصلي دائم في عمل الانبيا (ع ) سواعلى مستوى الكافرين , او على مستوى اممهم المؤمنين بهم .

فـالـمهم عند النبي (ع ) ان يوصل العقيدة والاحكام الى الناس ان يقول لهم ,ويبين لهم , ويوضح لهم ويفهمهم وبذلك يقيم الحجة لربه عز وجل وبذلك يؤدي ما عليه , ويسقط المسؤولية عن عاتقه .

امـا اسـتجابتهم او تكذيبهم واما عملهم وسلوكهم , فهو شانهم وليس النبي مسؤولا عنه , بل هو من اختصاص اللّه تعالى .

قال اللّه تعالى : قل فلله الحجة البالغة فلو شا لهداكم اجمعين الانعام ـ 149.

وادلـة هـذه الحقائق التي ذكرناها كثيرة , من آيات القرآن واحاديث السنة , نشيرمنها الى ماذكره اللّه تعالى من قول نوح (ع ) : ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم ,واعلم من اللّه ما لا تعلمون الاعراف ـ 62.

وقول شعيب (ع ) : فتولى عنهم وقال يا قوم لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين الاعراف ـ 93.

وقول هود (ع ) : فان تولوا فقد ابلغتكم ما ارسلت به اليكم ويستخلف ربي قوماغيركم ولا تضرونه شيئا ان ربي على كل شي حفيظ هود ـ 57.

وقوله تعالى عن مهمة جميع الرسل الذين بعثهم (ع ):.

فهل على الرسل الا البلاغ المبين النحل ـ 35.

قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الا البلاغ المبين يس 16 ـ17.

ولايـتسع المجال لاستعراض مفاهيم التبليغ واحكامه في القرآن والحديث , فهي اجزا مشرقة من ( نـظـريـة مـتـكاملة ) نشير منها الى انه تعالى وصف دينه وقرآنه بانه بلاغ فقال : هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد وليذكر اولوالالباب ابراهيم ـ 52.

وقال انه بلاغ يشمل الاجيال الاتية التي يبلغها الاسلام :.

قـل اي شي اكبر شهادة ؟ قل اللّه شهيد بيني وبينكم , واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ الانعام ـ 19.

واثـنى تعالى على امانة انبيائه وشجاعتهم في تبليغ رسالاته , رغم مقاومة الناس واستهزائهم , فقال عز وجل : الذين يبلغون رسالات اللّه ويخشونه ولا يخشون احدا.

الا اللّه وكفى باللّه حسيبا الاحزاب ـ 39.

كـمـا وصـف سـبحانه عملية تلقي الوحي وتبليغه بانه من الاعمال الدقيقة الخطيرة التي تحتاج الى شخصيات من نوع خاص , وحراسة ربانية خاصة لهم ايضا ,فقال :.

عـالـم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا , الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا , ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شي عددا الجن 26 ـ 28.

مهمة نبينا (ص ) في التبليغ


والـذي يـتصل بموضوعنا مباشرة هو تبليغ نبينا محمد (ص ) فقد قال تعالى عن مهمته ومسؤوليته : واطـيـعـوا اللّه واطـيعوا الرسول واحذروا , فان توليتم فاعلموا انماعلى رسولنا البلاغ المبين المائدة ـ 92.

قل اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين النور ـ 54.

فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ واللّه بصير بالعباد آل عمران ـ 20.

فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفيظا ان عليك الا البلاغ الشورى ـ 48.

فقد ارسل اللّه نبينا (ص ) على اساس نظام الرسالة والتبليغ الالهي , الذي ارسل به .

جـميع الانبيا (ع ) وهو قاعدة : اقامة الحجة واتمامها على الناس , وعدم اجبارهم على العمل وهذا هو معنى ( فانما عليك البلاغ ) فقط , وفقط وهـذا هـو معنى قوله (ص ) : امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا اللّه , فاذاقالوها عصموا مني دماهم واموالهم .

فـالاجـبـار الـذي جا به النبي (ص ) هو اجبار اهل الكتاب على التعايش مع المسلمين , وليس على الـدخـول في الاسلام , واجبار المشركين الوثنيين على الدخول في الاطار العام للاسلام وما عداه متروك للامة , داخل هذا الاطار , يطيع منها من يطيع , ويعصي من يعصي , ويهتدي منها من يهتدي , ويضل من يضل والمحاسب هو اللّه تعالى .

ومـن الطبيعي اذن , ان تحتاج مهمة التبليغ الى حماية للنبي (ص ) حتى يؤديهاوالا فان قبائل قريش الذين يدركون خطر دعوته على نفوذهم وآلهتهم , سرعان ما.

يدبرون قتله , او تشويه سمعته وعزله , وحجب الناس عن سماع صوته .

ورغم ان الالطاف الالهية على انبيائه (ع ) كثيرة ومتنوعة , وما خفي عنامنها.

اعظم مما عرفناه , او ما يمكن ان يبلغه فهمنا لكن سنته سبحانه في الرسل ان يترك .

حمايتهم للاسباب (الطبيعية ) مضافا الى تلك الالطاف .

ولا يوجد دليل واحد على ماذكروه من ضمان اللّه تعالى عصمة نبيه (ص )من .

الجرح والقتل , وانواع الاذى التي قد يتعرض لها وقد تقدمت النصوص الدالة على .

استمرار حراسته (ص ) الى آخر حياته , ونضيف هنا ما رواه الجميع من انه (ص )كان .

يطلب من قبائل العرب تامين هذه الحماية حتى يبلغ رسالة ربه .

ـ ففي سيرة ابن هشام : 2 / 23 عن ربيعة بن عباد , قال :.

انـي لـغـلام شـاب مع ابي بمنى ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقف على منازل القبائل من العرب فـيقول : يا بني فلان اني رسول اللّه اليكم يامركم ان تعبدوا اللّه ولاتشركوا به شيئا , وان تخلعوا مـا تـعـبدون من دونه من هذه الانداد , وان تؤمنوا بي وتصدقوا بي وتمنعوني حتى ابين عن اللّه ما بعثني به انتهى ورواه الطبري في تاريخه :2 / 83 , وابن كثير في سيرته : 2 / 155.

ـ وقال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 35:.

وكان رسول اللّه يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم , ويكلم شريف كل قوم , لايسالهم الا ان يؤووه ويمنعوه , ويقول : لا اكره احدا منكم , انما اريد ان تمنعوني مما يراد بي من القتل , حتى ابلغ رسالات ربي , فلم يقبله احد , وكانوايقولون : قوم الرجل اعلم به كـذلـك نـصت المصادر على انه (ص ) طلب البيعة من الانصار , على حمايته وحماية اهل بيته مما يحمون انفسهم واهليهم ففي سيرة ابن هشام : 2 / 38:.

فتكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فتلا القرآن , ودعا الى اللّه , ورغب في الاسلام .

ثـم قال : ابايعكم على ان تمنعوني مما تمنعون منه نساكم وابناكم قال فاخذ البرابن معرور بيده , ثم قـال : نعم والذي بعثك بالحق نبيا لنمعنك مما نمنع منه ازرنا ,فبايعنا يا رسول اللّه , فنحن واللّه ابنا الحروب , واهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر.

ـ ورواه في تاريخ الطبري : 2 / 92 , واسد الغابة : 1 / 174 , وعيون الاثر : 1 / 217 ,وسيرة ابـن كـثـيـر : 2 / 198 , ورواه احـمـد : 3 / 461 , وقـال عنه في مجمع الزوائد : 6 / 44 : رواه احـمـد والـطبراني بنحوه , ورجال احمد رجال الصحيح غير ابن اسحق وقد صرح بالسماع ورواه في كنز العمال : 1 / 328 , و 8 / 29.

الـى هنا يتسق الموضوع فقد طلب النبي (ص ) الحماية لتبليغ رسالة ربه على سنة اللّه تعالى في من مـضـى مـن الانـبيا (ع ) وحصل عليها من الانصار , ونصره اللّه تعالى وهزم اعداه من المشركين والـيـهـود , وشـملت دولته شبه الجزيرة العربية واليمن والبحرين وساحل الخليج , وامتدت الى اطراف الشام , وصار جيش الاسلام يهدد.

الروم في الشام وفلسطين وها هو (ص ) في السنة العاشرة يودع المسلمين في حجة .

الوداع , ويتلقى سورة المائدة ويتلقى فيها آية تامره بالتبليغ وتطمئنه بالعصمة من الناس فما عدا مما بدا , حتى نزل الامر بالتبليغ في آخر التبليغ , وصار النبي (ص ) الان وهو قائد الدولة القوية , بحاجة الى حماية وعصمة من الناس ان الباحث ملزم هنا ان يستبعد حاجة النبي (ص ) الى الحماية المادية , لان اللّه تعالى اراد ان تجري بـالاسـباب الطبيعية , ووفرها على احسن وجه فلا بد ان تكون العصمة في الاية من نوع الحماية المعنوية .

والـبـاحث ملزم ثانيا , ان يفسر الامر بالتبليغ في الاية بانه تبليغ موضوع ثقيل على الناس وان يفسر الناس الذين يثقل عليهم ذلك بالمنافقين من المسلمين , لانه لم يبق امر ثقيل على الكفار الا وبلغه لهم , كما انه لم يبلغهم امرا بارزا بعد نزول الاية .

وبهذا لا يبقى معنى للعصمة النازلة من عند اللّه تعالى , الا العصمة من الطعن في نبوته , اذا بلغهم ان الحكم من بعده في اهل بيته (ص ).

فبذلك فقط يتسق معنى الاية ويكون معناها:.

يـايـها الرسول : انما انت رسول مبلغ , ولست مسؤولا عن النتيجة وما يحدث , بل هو من اختصاص ربك تعالى .

بـلـغ مـا انزل اليك من ربك : وامرك به جبرئيل في علي , وحاولت تبليغه مرات في حجة الوداع , فشوش المنافقون عليك .

وان لم تفعل فما بلغت رسالته : ولم تكمل اقامة الحجة لربك , لان ولاية عترتك ليست امرا شخصيا يـخصك , وان ظنه المنافقون كذلك , بل هي جز لا يتجزا من هذه الرسالة الخاتمة الموحدة , واذا انتفى الجز انتفى الكل .

واللّه يـعـصـمك من الناس : من طعن قريش بنبوتك بسبب هذا التبليغ , وان كان ثقيلا عليها فسوف يـمـنعها اللّه ان ترفض نبوتك بسببه وسوف تمر المسالة بسلام ولا يكون تشويش عليك في التبليغ ولا ردة وبذلك تكون بلغت عن ربك ,واتممت له الحجة على امتك ولكن عليا سوف يحتاج الى قتالها على تاويل القرآن كما قاتلتها انت على تنزيله ان اللّه لا يـهـدي القوم الكافرين : الذين يظلمون عترتك من بعدك , ويظلمون الامة بذلك , ويبدلون نعمة اللّه كفرا , ويحلون الامة دار البوار

البحث الخامس قريش هي السبب في حاجة نبينا (ص ) الى عصمة اضافية


تدل الاية الكريمة والنصوص العديدة على ان تبليغ النبي (ص ) لرسالة ربه في .

عترته (ع ) كان من شانه ان يحدث زلزلة في الامة وتهديدا لنبوته (ص ) فما هو السبب , وما هي الظروف التي كانت قائمة ؟ ان مـصدر الخطر على ترتيب النبي (ص ) لامر الخلافة من بعده , كان محصورافي قريش وحدها فـلا قـبـائل العرب غير قريش , ولا اليهود , ولا النصارى يستطيعون التدخل في هذا الموضوع الداخلي واعطا الراي فيه , فضلا عن عرقلة تبليغه اوتنفيذه والـظـاهـر ان النبي (ص ) كان آيسا من امكانية تنفيذ هذا الموضوع , بدليل انه كان يخشى ظهور الردة من مجرد تبليغه بشكل صريح ورسمي والسبب في ذلك طبيعة قريش وتركيبتها القبلية

قريش منجم الفراعنة


زعما قريش الذين واجهوا النبي (ص ) ـ اذا صحت انسابهم الى اسماعيل (ع ).

فـانهم يكونون ذرية اسماعيل الفاسدة , وقد جمعوا بين صفات اليهود المعقدة من ابنا عمهم اسحاق , وبين غطرسة رؤسا القبائل الصحراوية الخشنة وقـريـش , باستثنا بني هاشم والقليل القليل من غيرهم , منجما للتكبر زعمائها بانهم فراعنة تماما , بالجمع لا بالمفرد , فقال تعالى :.

انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا المزمل ـ 15 ـ 16.

وقال رسول اللّه (ص ) عن عدد منهم لما وقف على قتلى بدر:.

جزاكم اللّه من عصابة شرا ثـم الـتـفـت الـى ابي جهل بن هشام , فقال : ان هذا اعتى على اللّه من فرعون بالهلاك وحد اللّه , وهذا لما ايقن بالهلاك دعا باللات والعزى ( حلية الابرار : 1 / 127 , امالي الطوسي : 1 / 316 , وعنه البحار : 19 / 272 ح 11 وكذافي مجمع الزوائد : 6 / 91).

ـ وروى ابن هشام في : 1 / 207 قول ابي جهل :.

تـنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف : اطعموا فاطعمنا , وحملوا فحلمنا , واعطوافاعطينا , حتى اذا تـحاذينا على الركب , وكنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي ياتيه الوحي من السما , فمتى ندرك مثل هذه سيرته : 1 / 506.

ـ وفي تفسير القمي : 1 / 276.

قال رسول اللّه (ص ) لقريش : ان اللّه بعثني ان اقتل جميع ملوك الدنيا واجرالملك اليكم , فاجيبوني الى ما ادعوكم اليه تملكوا بها العرب , وتدين لكم بها العجم , وتكونوا ملوكا في الجنة فقال ابو جهل : اللهم ان كان هذا الذي يقوله محمد هوالحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما او آتنا بعذاب اليم , حسدا لرسول اللّه (ص ) , ثم قال : كنا وبنو هاشم كفرسي رهان , نحمل اذا حملوا , ونطعن اذاطـعـنـوا , ونوقد اذا اوقدوا , فلما استوى بنا وبهم الركب , قال قائل منهم : منا نبي بذلك ان يكون في بني هاشم , ولا يكون في بني مخزوم ـ وقال الابشيهي في المستطرف : 1 / 58.

قال معاوية لرجل من اليمن : ما كان اجهل قومك حين ملكوا عليهم امراة الذين قالوا حين دعاهم رسول اللّه (ص ) : اللهم ان كان هذاالحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما , او ائتنا بعذاب اليم , ولم يقولوا :اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك , فاهدنا اليه .

ـ وقال البياضي في الصراط المستقيم : 3 / 49.

قـال معاوية : فضل اللّه قريشا بثلاث : وانذر عشيرتك الاقربين , ونحن الاقربون وانه لذكر لك ولقومك , ونحن قومه لايلاف قريش , ونحن قريش .

فقال رجل انصاري : على رسلك يامعاوية , قال اللّه : وكذب به قومك , وانت من قومه اذا قومك عنه يصدون , وانت من قومه ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا,.

وانت من قومه وفـرعـون وقومه عندما اخذهم اللّه بالسنين , طلبوا من موسى (ع ) ان يدعو لهم ربه ولكن رسول اللّه (ص ) دعـا ربه على قريش فاخذهم اللّه بالسنين , واصيبوابالفقر والقحط , حتى اكلوا العلهز وما استكانوا لربهم وما يتضرعون ـ قال الحاكم في المستدرك : 2 / 394.

عن ابن عباس قال : جا ابو سفيان الى رسول اللّه (ص ) فقال : يا محمد انشدك اللّه والرحم , قد اكلنا الـعـلـهز يتضرعون هذا حديث صحيح الاسناد , ولم يخرجاه انتهى .

ولكن اتباع الخلافة الاموية لا يعجبهم هذا الحديث , ولا يفسرون به الاية ,.

ويـقولون ان القرشيين خضعوا لربهم وتضرعوا , ودعا لهم الرسول (ص ) كثير في البداية والنهاية : 6 / 101.

لما دعا على قريش حين استعصت ان يسلط اللّه عليها سبعا كسبع يوسف ,فاصابتهم سنة حصدت كل شـي , حتى اكلوا العظام والكلاب والعلهز ثم اتى ابوسفيان يشفع عنده في ان يدعو اللّه لهم , فدعا لهم فرفع ذلك عنهم ومشكلة ابن كثير انه يحب رائحة ابي سفيان , والا فهو مؤلف في السيرة , يعرف ان مجئ ابي سفيان كـان بـعـد ان اشفق النبي (ص ) على حالة قريش , وارسل اليهم باحمال من المواد الغذائية وبعض الامـوال , لـعـلـهم يستكينوا للّه تعالى ويؤمنوا به وبرسوله , فاغتنموا لفتة القلب النبوي الرحيم , وبعثوا ابا سفيان بمشروع ( صلح )مع النبي (ص ) من نوع مشاريع السلام الاسرائيلية في عصرنا , فـرفضه النبي (ص )وذهب ابو سفيان الى علي وفاطمة (ع ) يرجوهما التوسط الى النبي (ص ) فلم يقبلا, وعرض عليهم ان يكون هذا (الصلح ) باسم الحسن والحسين (ع ) حتى يكون فخرا لهما في العرب , فقالا : انا لا نجير احدا على رسول اللّه (ص ) ـ قال في معجم البلدان : 3 / 458.

والـعلهز : دم القراد والوبر , يلبك ويشوى ويؤكل في الجدب مع اوبارالابل في المجاعات وانشد بعضهم :.




  • وان قرى قحطان قرف وعلهز
    فاقبح بهذا ويح نفسك من فعل



  • فاقبح بهذا ويح نفسك من فعل
    فاقبح بهذا ويح نفسك من فعل



قبائل قريش


وكانت قريش اكثر من عشرين قبيلة منها:.

بنو هاشم بن عبد مناف .

بنو امية بن عبد شمس .

بنو عبد الدار بن قصي .

بنو مخزوم بن يقظة بن مرة .

بنو زهرة بن كلاب .

بنو اسد بن عبد العزى .

بنو الحارث بن فهر بن مالك .

بنو عامر بن لؤى .

بنو سهم بن عمرو.

بنو جمح بن عمرو.

بنو انمار بن بغيض .

بنو تيم بن مرة بن كعب .

بنو عدي بن كعب الخ .

ولكن الفعل والتاثير كان للقبائل المهمة , والزعما المهمين , وهم بضع قبائل ,.

والـباقون تبع لهم الى حد كبير فقد وصف ابن هشام اجتماع دار الندوة الذي بحث فيه قادة القبائل ( مـشـكـلـة نبوة محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم ) فقال في 2/ 331 : وقد اجتمع فيها اشراف قريش :.

من بني عبد شمس : عتبة بن ربيعة , وشيبة بن ربيعة , وابو سفيان بن حرب .

ومن بني نوفل بن عبد مناف : طعيمة بن عدي , وجبير بن مطعم , والحارث بن عامر بن نوفل .

ومن بني عبد الدار بن قصي : النضر بن الحارث بن كلدة .

ومـن بـنـي اسد بن عبد العزى : ابوالبختري بن هشام , وزمعة بن الاسود بن المطلب , وحكيم بن حزام .

ومن بني مخزوم : ابو جهل ابن هشام .

ومن بني سهم : نبيه ومنبه ابنا الحجاج .

ومن بني جمح : امية بن خلف .

ومن كان معهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش , فقال بعضهم لبعض :.

ان هذا الرجل قد كان من امره ما قد رايتم , فانا واللّه ما نامنه على الوثوب علينا.

فيمن قد اتبعه من غيرنا , فاجمعوا فيه رايا.

قال : فتشاوروا ثم قال قائل منهم : احبسوه في الحديد , واغلقوا عليه بابا , ثم تربصوا به الخ .

ـ وقال في : 2 / 488 مسميا المنفقين على جيش المشركين في بدر:.

وكان المطعمون من قريش ثم من بني هاشم بن عبد مناف : العباس بن عبدالمطلب بن هاشم .

ومن بني عبد شمس بن عبد مناف : عتبة بن ربيعة بن عبد شمس .

ومن بني نوفل بن عبد مناف : الحارث بن عامر بن نوفل , وطعيمة بن عدي بن .

نوفل , يعتقبان ذلك .

ومن بني اسد بن عبد العزى : ابا البختري بن هشام بن الحارث بن اسد , وحكيم .

بن حزام بن خويلد بن اسد , يعتقبان ذلك .

ومن بني عبد الدار بن قصي : النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبدمناف .

بن عبد الدار انتهى .

واليك هذا الترتيب الذي رتبه الخليفة عمر لقبائل قريش , في سجل الدولة .

لتوزيع العطاات , فانه يدل على تركيبة قبائلها , وتميز بني هاشم عليهم :.

- قال البيهقي في سننه : 6 / 364:.

عن الشافعي وغيره , ان عمر رضي اللّه عنه لما دون الدواوين قال :.

ابـدا بـبـني هاشم , ثم قال : حضرت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعطيهم وبني المطلب فوضع الديوان على ذلك , واعطاهم عطا القبيلة الواحدة .

ثم استوت له عبد شمس ونوفل في جذم النسب , فقال : عبد شمس اخوة النبي صلى اللّه عليه وسلم لابيه وامه دون نوفل , فقدمهم , ثم دعا بني نوفل يتلونهم .

ثـم استوت له عبد العزى وعبد الدار , فقال في بني اسد بن عبد العزى اصهارالنبي صلى اللّه عليه وسلم , وفيهم انهم من المطيبين فقدمهم على بني عبد الدار ,ثم دعا بني عبد الدار يتلونهم .

ثم انفردت له زهرة فدعاها تلو عبد الدار.

ثم استوت له تيم ومخزوم , فقال في بني تيم انهم من حلف الفضول والمطيبين وفيهما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم , وقيل ذكر سابقة , وقيل ذكر صهرافقدمهم على مخزوم .

ثم دعا مخزوم يتلونهم .

ثـم اسـتـوت له سهم وجمح وعدي بن كعب , فقيل له ابدا بعدي فقال بل اقرنفسي حيث كنت , فان الاسلام دخل وامرنا وامر بني سهم واحد , ولكن انظروا بني جمح وسهم , فقيل قدم بني جمح .

ثـم دعا بني سهم , وكان ديوان عدي وسهم مختلطا كالدعوة الواحدة , فلماخلصت اليه دعوته كبر تكبيرة عالية , ثم قال : الحمد للّه الذى اوصل الي حظي من رسوله .

ثم دعا بني عامر بن لؤي , قال الشافعي : فقال بعضهم ان ابا عبيدة بن عبد اللّه بن الجراح الفهري لما راى من تقدم عليه قال : اكل هؤلا تدعو امامي ؟ فقال : يا ابا عبيدة , اصبر كما صبرت او كلم قومك فمن قدمك منهم على نفسه لم امنعه , فاما انا وبنو عدي فنقدمك ان احببت على انفسنا.

قال فقدم معاوية بعد بني الحارث بن فهر , فصل بهم بين بني عبد مناف واسد بن عبد العزى .

وشـجـر بين بني سهم وعدي شئ في زمان المهدي فافترقوا , فامر المهدي ببني عدي فقدموا على سهم وجمح , للسابقة فيهم .

وقـد اعـتـرف الـجـميع بان فرع هاشم كانوا ممميزين على بقية الفروع في فكرهم وسلوكهم , مـتـفـوقين في فعاليتهم وقيمهم وان جمهور القبائل والملوك كانوايحترمونهم احتراما خاصا حتى حسدهم زعما قريش , وتحالفوا ضدهم من ايام هاشم وعبد المطلب .

فـقـد رتـب هـاشـم ( رحـلـة الصيف ) الى الشام وفلسطين ومصر لقبائل قريش كلها ,فسافر في الصحاري والدول , وفاوض رؤسا القبائل , والملوك , الذين تمر في مناطقهم قوافل قريش , وعقد معهم جميعا معاهدات بعدم الغارة على قواقل قريش وضمان سلامتها.

وقـد فرحت قبائل قريش بهذا الانجاز , وبادرت الى الاستفادة منه , ولكنهاحسدت هاشما , وتمنى زعماؤها لو ان ذلك تم على يدهم , وكان فخره لهم .

وقد توفي هاسم مبكرا في احدى سفراته في ارض غزة , في ظروف من حق الباحث ان يشك فيها ولـكن بيت هاشم لم ينطفئ بعده , فسرعان ماظهر ولده عبد المطلب , وساد في قومه , وواصل مثر ابـيـه , فرتب لقريش رحلة الشتا الى اليمن , وعقد معاهدات لحماية قوافلها مع كل القبائل التي تمر عليها ومع ملك اليمن , وفاز بفخرها كما فازابوه بفخر رحلة الصيف .

وعـلى الصعيد المعنوي , كانت قبائل قريش ترى ان بني هاشم وعبد المطلب يباهون دائما بانتمائهم الى اسماعيل , واتباعهم لملة ابراهيم , كانهم وحدهم ابنااسماعيل وابراهيم (ع ).

وتـفـاقم الامر عندما اخذ عبد المطلب يدعي الالهام عن طريق الرؤيا الصادقة ,واخبرهم بان اللّه تـعالى امره بحفر زمزم التي جفت وانقرضت من قديم , فحفرهاونبع ماؤها باذن اللّه تعالى , ووجد فيها غزالين من ذهب , فزين بذهبهما باب الكعبة ففاز بماثرة جديدة وصار ـ بسبب شحة الما في مكة ـ ساقي الحرم والحجيح ثم طمان الناس عند غزو الحبشة للكعبة , بان الجيش لن يصل اليها , وان اللّه تعالى سيتولى دفعهم , فصدقت نبؤته , وارسل اللّه عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل , فجعلهم كعصف ماكول .

ثم وضع عبد المطلب للناس مراسم وسننا , كانه نبي او ممهد لنبي , فجعل الطواف سبعا وكان بعض الـعـرب يـطـوفون بالبيت عريانين لان ثيابهم ليست حلالا ,فحرم عبد المطلب ذلك ونهى عن قتل الـمـوؤودة واوجـب الوفا بالنذر , وتعظيم الاشهر الحرم وحرم الخمر وحرم الزنا ووضع الحد عليه , ونفى البغايا ذوات الرايات الى خارج مكة وحرم نكاح المحارم واوجب قطع يد السارق وشدد على القتل , وجعل ديته مئة من الابل .

وقد عظمت مكانة عبد المطلب في قريش وفي قبائل العرب , وكان زعماقريش ياكلهم الحسد منه حـتى جروه مرتين الى المنافرة والاحتكام الى الكهان فنصره اللّه عليهم بكرامة جديدة , وتعاظمت مكانته اكثر ولـعـل اكثر ما اثار زعما قريش في آخر ايام عبد المطلب , انه ادعى انه مثل جده ابراهيم (ع ) , ونذر ان يذبح احد اولاده قربانا لرب الكعبة الخ .

/ 28