آیات الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیات الغدیر - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عـن عبد اللّه بن الزبير قال : كان ربيعة بن امية بن خلف الجمحي وهو الذي كان يصرخ يوم عرفة تـحـت ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم , وقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : اصرخ ـ وكان صيتا ـ ايها الناس اتدرون اي شهر هذا ؟ فصرخ ,فقالوا: نعم الشهر الحرام , قال فان اللّه عز وجل قد حرم عليكم دماكم واموالكم الى ان تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا.

ثم قال : اصرخ : هل تدرون اي بلد هذا الخ .

وعـن ابـن عباس فلما وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعرفة امر ربيعة بن امية بن خلف فقام تحت ثدي ناقته , وكان رجلا صيتا فقال : اصرخ ايها الناس اتدرون اي شهر هذا الخ رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات انتهى .

والذي يزيد في الشك انهم رووا الحديث عن نفس هذا الراوي بعدة صيغ غيرمتشابهة , ولكن الكلمة المفقودة في الجميع تبقى نفسها لا تتغير.

بل رووا عنه انه صدر من النبي (ص ) في المدينة , وليس في حجة الوداع في عرفات ولكن الكلمة المفقودة تبقى نفسها , وهي هوية الائمة الاثني عشر ـ ففي مسند احمد : 5 / 97 و 107.

عن جابر بن سمرة قال : جئت انا وابي الى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو يقول :لا يزال هذا الامر صالحا حتى يكون اثنا عشر اميرا , ثم قال كلمة لم افهمها , فقلت لابي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش انتهى .

ثـم رووه عنه , والنبي (ص ) يخطب في المسجد النبوي في المدينة , وهو مسجدصغير محدود , ولكن الكلمة نفسها بقيت خفية على جابر بن سمرة حتى سال عنهاالخليفة القرشي عمر بن الخطاب فاخبره بها ـ فـفـي مـعجم الطبراني الكبير : 2 / 286 ح 2073 عن جابر بن سمرة ( قال سمعت رسول اللّه (ص ) وهـو يخطب على المنبر ويقول : اثنا عشر قيما من قريش , لايضرهم عداوة من عاداهم , قال فالتفت خلفي , فاذا انا بعمر بن الخطاب (رض )وابي , في ناس , فاثبتوا لي الحديث كما سمعت ) انتهى .

ـ وقـال عنه في مجمع الزوائد : 5 / 191 : رواه البزار عن جابر بن سمرة وحده , وزادفيه : ثم رجـع يـعني النبي صلى اللّه عليه وسلم الى بيته , فاتيته فقلت : ثم يكون ماذا ؟قال : ثم يكون الهرج ورجاله ثقات انتهى .

فصار الحديث : اثني عشر قيما والناس يعادونهم وصار الذي اثبت له هوية هؤلا القيمين على الامة جـمـاعـة فـيـهم عمر وابوه المفقودة , لكنها ما زالت نفسها مفقودة والاعـجب من الجميع انهم رووا الحديث عن راو آخر , هو ابو جحيفة , فخفيت عليه نفس الكلمة ايضا ـ ففي مستدرك الحاكم : 3 / 618.

عن عون بن ابي جحيفة عن ابيه قال : كنت مع عمي عند النبي (ص ) فقال : لايزال امر امتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة , ثم قال كلمة وخفض بها صوته ,فقلت لعمي وكان امامي : ماقال ياعم ؟ قـال قـال يابني : كلهم من قريش انتهى وقال عنه في مجمع الزوائد :5 / 190 : رواه الطبراني في الاوسط والكبير , والبزار , ورجال الطبراني رجال الصحيح انتهى .

نجد انفسنا هنا امام ظاهرة لا مثيل لها في كل احاديث النبي (ص ) مـما يدل على ان امر هذا الحديث مهم جدا , وان نصه وظروفه ليست طبيعية وان في الامر سرا , يكمن في كلمة قريش ويـرى الـبـاحـث من حقه ان يحتمل ان الراوي الاصلي للحديث هو عمر , وهوالذي صححه لهذا الصبي جابر بن سمرة واثبته له , وامره ان يرويه هكذا فـقـد روى هذا الحديث الخزاز القمي الرازي في كتابه كفاية الاثر / 90 , عن عمروحده , بدون ابن سمرة وابيه , وبدون ابي جحيفة وعمه , قال :.

حـدثـنـا ابـو الـمفضل محمد بن عبد اللّه قال : حدثنا الحسن بن علي زكريا العدوي ,عن شيث بن غـرقـده العدوي قال : حدثنا ابو بكر محمد بن العلا قال : حدثنااسماعيل بن صبيح اليشكري , عن شـريـك بن عبد اللّه , عن المفضل بن حصين , عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : الائمة بعدي اثنا عشر , ثم اخفى صوته فسمعته يقول : كلهم من قريش .

قـال ابـو الـمفضل : هذا غريب لا اعرفه الا عن الحسن بن علي بن زكريا البصري بهذا الاسناد , وكـتـبت عنه ببجارا يوم الاربعا , وكان يوم العاشور , وكان من اصحاب الحديث الا انه كان ثقة في الحديث انتهى .

الثانية : لا يصح الوعد الالهي بقيادة مجهولة

.


ان الوعد النبوي بالاثني عشر من بعده , وعد الهي من لدن حكيم خبير بائمة بعدرسوله (ص ) , كما هي سنته تعالى في الامم السابقة , ورحمة بهذه الامة لحل .

اصعب مشكلة تواجهها الامم بعد انبيائها على الاطلاق فهل تقبل عقولنا ان اللّه تعالى قد امر رسوله (ص ) بان يدل امته على قادة مجهولين ؟ نـحن نرى ان اللّه تعالى قد وعد الامم السابقة على لسان عيسى (ع ) برسول ياتي من بعده باكثر من خمس مئة سنة , ومع ذلك سماه باسمه فقال ( ياتي من بعدي اسمه احمد ) (ص ) , فكيف يعقل ان يعد خـاتـمة الامم على لسان نبيها بقادتهاالربانيين ( القيمين على الامة ) ثم لا يسمي اولهم على الاقل , ولا يـسـمـي اسرتهم ,بل يكتفي بالقول انهم من بضع وعشرين قبيلة متنازعة على الامور الصغيرة التي هي اقل من السلطة ورئاسة الدولة بلاف المرات ؟ ان الـتـصـديق بذلك يعني نسبة عدم الحكمة الى اللّه عز وجل , والى ساحة رسوله الحكيم المنزه (ص ) نعم قد يكون من المصلحة في بعض الاخبارات النبوية ان يبدا النبي (ص )بالقائها عامة تثير السؤال , حـتـى اذا ساله الناس عنها بينها لهم , ليكون بيانها بعدسؤالهم اوقع لها في نفوسهم ولكن اين اسئلة المسلمين عن هؤلا الائمة , واجوبة نبيهم (ص ) انك لا تجدها الا في مصادر احاديث الشيعة

الثالثة : من قريش , لكن من عترة النبي (ص )



لـو غـضينا النظر عن كل االاشكالات على الحديث , وقبلنا انه صدر عن النبي (ص ) بصيغته التي صـحـحـوهـا في مصادرهم فهو اذن يقول : ان قادة الامة الخاتمة اثنا عشر ربانيا قيما على الامة , وانهم من قريش .

وياتي هنا السؤال : من اي قريش اختارهم اللّه تعالى ؟.

ان بـطون قريش او قبائلها اكثر من عشرين قبيلة وقد ثبت في صحاحهم ان اللّه تعالى اختار قريشا مـن الـعرب , واختار هاشما من قريش فهل يعقل بعد ان اختار اللّه تعالى معدن هاشم على غيره , ان يـختار الائمة الاثني عشر الوارثين لنبيه (ص )القيمين على امته , من معدن اقل فضلا ودرجة من بني هاشم ؟ ـ ففي صحيح مسلم : 7 / 58.

عـن واثلة بن الاسقع : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : ان اللّه اصطفى كنانة من ولد اسـمـاعـيل , واصطفى قريشا من كنانة , واصطفى من قريش بني هاشم , واصطفاني من بني هاشم انتهى .

ورواه الـتـرمـذي : 5 / 245 ( هـذا حـديـث حـسن صحيح غريب ) وقال عنه في ص 243 ( هذاحديث حسن صحيح ) ثم روى عدة احاديث بمضمونه , منها:.

عـن الـعـبـاس بن عبد المطلب قال : قلت يارسول اللّه ان قريشا جلسوا فتذاكروااحسابهم بينهم , فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الارض ( والكبوة المزبلة فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ان اللّه خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ,وخير.

الفريقين , ثم خير القبائل فجعلني من خير القبيلة , ثم خير البيوت فجعلني من خير.

بيوتهم , فانا خيرهم نفسا , وخيرهم بيتا هذا حديث حسن وروى بعده نحوه بسند.

آخر , وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب انتهى .

ـ وفي صحيح البخاري : 4 / 138.

بـاب قول اللّه تعالى : واذ كر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا واذقالت الملائكة يا مريم ان اللّه يبشرك بكلمة ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين , الى قـولـه يـرزق مـن يـشا بغير حساب قال ابن عباس :وآل عمران : المؤمنون من آل ابراهيم , وآل عمران , وآل ياسين , وآل محمد , صلى اللّه عليه وسلم .

ـ وفـي نـهـج البلاغة : 1 / 82 : واللّه ما تنقم منا قريش الا ان اللّه اختارنا عليهم , فادخلناهم في حيزنا , فكانوا كما قال الاول :.




  • ادمت لعمري شربك المحض صابحا
    ونحن وهبناك العلا ولم تكن
    عليا , وحطنا حولك الجرد والسمرا.



  • واكلك بالزبد المقشرة البجرا.
    عليا , وحطنا حولك الجرد والسمرا.
    عليا , وحطنا حولك الجرد والسمرا.



ـ وفي صحيح البخاري : 5 / 6.

عـن قـيـس بـن عـبـادة عن علي بن ابي طالب (رض ) انه قال : انا اول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ويـطـول لـكلام لو اردنا ان نستعرض ما ورد من القرآن والسنة في اختيار اللّه تعالى لبني هاشم , واصـطـفـائهـم , وتفضيلهم , وحقهم على الامة وكل ذلك بسبب ان عترة النبي (ص ) منهم , لانهم جوهرة معدن هاشم , بل جدهم وهم جوهرة كل بني آدم .

الرابعة : احاديث النبي (ص ) تفسر حديث الاثني عشر


من المتفق عليه بين المسلمين ان كلامه (ص ) بمنزلة القرآن يفسر بعضه بعضا.

بـل ذلـك اصـل عـقـلائي عند كل الامم في تفسير نصوص انبيائها , فان اي امة تجدنصا عن نبيها بـالـبشارة باثني عشر اماما من بعده , ولا تعرفهم من هم , تنظر في نصوصه واقواله وافعاله , لكي تعرف بواسطتها هؤلا القادة المبشر بهم على لسانه واذا نـظـرنـا الـى ما صدر عن نبينا الذي لا ينطق عن الهوى (ص ) في حق عترته :علي وفاطمة والـحـسن والحسين وذريتهم (ع ) , مما اتفق عليه المسلمون , وحكموابصحته لا يبقى عندنا شك في انه يقصد هؤلا الذين مدحهم هو (ص ) في مناسبات عديدة , وبين للامة ان اللّه تعالى مدحهم في آيـاتـه , وطهرهم من الرجس تطهيرا , واوجب على المسلمين مودتهم , وان يصلوا عليهم معه في صـلواتهم ,وحرم عليهم الصدقة , وجعل لهم الخمس في ميزانية الدولة , وجعلهم وصيته في امته , وسماهم مع كتاب اللّه الثقلين .

ولا يتسع المقام لبسط الكلام فيه , بل تكفي الاشارة الى ما هو.

ان المتفق عليه بين المسلمين مما صدر في حقهم من النبي (ص ) من المديح والتعظيم , والتحذيرهم مـن مخالفتهم وظلمهم فيه عبرة لمن كان له قلب , وكفاية لمن القى السمع , وشهادة لمن اراد الحجة من اللّه تعالى , والشهادة من رسوله (ص ).

الخامسة : اثناعشر اماما واثناعشر شهرا



ذكرت روايات الخطب الشريفة في حجة الوداع , ان النبي (ص ) ذكر الائمة الاثني عشر , وذكر استدارة الزمن كاول ما خلق اللّه الارض , وقرا آية : ان عدة الشهورعند اللّه اثنا عشر شهرا ففي صحيح البخاري : 5 / 126:.

عـن ابي بكرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السموات والارض السنة اثنا عشر شهرا , منها اربعة حرم , ثلاثة متواليات ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجـب انتهى ورواه ايضا في : 5 / 204 , و: 6 / 235 ,وكذا ابو داود في : 1 / 435 , واحمد في : 5 / 37.

ـ ورواه في مجمع الزوائد : 3 / 265 , بصيغة اقرب الى اسلوب النبي (ص ) من رواية البخاري , جـا فيها ( الا وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والارض , ثم قرا : ان عدة الشهور عـنـد اللّه اثـنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم , ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم ) الا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) انتهى .

وقـد ذكـر الـمفسرون والشراح السنيون ان قصده (ص ) الغا النسي الذي ابتدعته العرب للاشهر الـحـرم , وان وضـع التوقيت والزمن قد رجع الى هيئته الاولى , فلا نسي بعد اليوم ولكنه تفسير غير مقنع , فان نسي العرب لم يكن مؤثرا في الزمن والفلك ,حتى يرجع الزمن الى حالته الاولى بالغا النسي كما اني لم اجد دليلا على ارتباط استدارة الزمان بالنسئ في كلامه (ص ).

ولا يبعد ان تكون استدارة الزمان موضوعا مستقلا عن النسي .

وبما ان النبي (ص ) في مقام توديع امته , وبيان مرحلة مابعده من الهدى والضلال , والعقائد والاحكام , وطريق الجنة والنار فقد يقصد باخباره باستدارة الزمن : ان مرحلة جديدة بدات من ذلك اليوم فما بـعده , من قوانين الهداية والاضلال الالهي , ومعالم ذلك هم الائمة الاثنا عشر (ع ) , الذين ينسجم وجودهم مع نظام الاثني عشر شهرا في تكوين السماوات والارض .

ويؤيد ذلك : قداسة عدد الاثني عشر في القرآن , وان النبي (ص ) طلب من الانصار في اول بيعتهم له ان يختاروا منهم اثني عشر نقيبا.

وانه بشر الامة بالائمة الاثني عشر من بعده .

ويـؤيـده : انه (ص ) اخبر الامة بوجود ائمة مضلين من بعده , وشدد على التحذيرمنهم , وبين ان اخطرهم الاثنا عشر منافقا من اصحابه فمقابل كل امام هدى امام ضلال , كما ان مقابل كل نبي عدو من المجرمين ,يعمل لاضلال الناس اللّه تعالى :.

ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.

يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا.

لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاني وكان الشيطان للانسان خذولا.

وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا الفرقان 27 ـ 31.

ـ وفي صحيح مسلم : 8 / 122 ـ 123:.

قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : في اصحابي اثنا عشر منافقا , فيهم ثمانية لايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط , ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ,واربعة لم احفظ ما قال شعبة فيهم ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : ان في امتي ـ قال شعبة : واحسبه قال حدثني حذيفة , وقال غندر : اراه قال في امتي ـ اثنا عشر منافقا , لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سـم الـخـيـاط , ثـمـانية منهم تكفيكهم الدبيلة ,سراج من النار يظهر في اكتافهم , حتى ينجم من صدورهم .

حـدثـنـا ابو الطفيل قال : كان بين رجل من اهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس , فقال : انشدك باللّه كم كان اصحاب العقبة ؟ قال فقال له القوم : اخبره اذ سالك .

قـال : كـنا نخبر انهم اربعة عشر , فان كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر ,واشهد باللّه ان اثني عـشـر مـنـهم حرب للّه ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد انتهى ورواه احمد في : 4 / 320 , وغيرها , ورواه كثيرون .

والـنـتـيـجـة : انـه لا يبعد ان يكون قصد النبي (ص ) ان يخبر المسلمين بان اللّه تعالى اقام الحياة الـبـشـرية من يوم خلق السماوات والارض , وخلق الجنس البشري , على قانون الهداية والضلال بـاتـمـام الـحـجـة , وامهال الناس ليعملوا بالهدى او بالضلال فكان لا بد من وجود عنصري الهدى وعـنـاصـر الـضـلال معا , كعنصري السلب والايجاب في الطاقة , فالهم النفس البشرية فجورها وتقواها , وانزل آدم الى الارض ومعه ابليس , وبعث الانبيا (ع ) ومع كل نبي عدو مضل او اكثر , وجـعـل بـعـدهـم ائمة ربانيين يهدون , وائمة ضلال منافقين يضلون وعدد كل منهم في هذه الامة اثـناعشر وانه قد بدات بهم دورة جديدة من الهدى والضلال , كما بدات بدم وابليس ولذلك استدار الزمن كهيئته في اوله بانتها الفترة , ووضوح الحجة .

ويـؤيـد ذلك ما ورد من طريق اهل البيت (ع ) في تفسير آية ( ان عدة الشهور عنداللّه اثنا عشر شهرا).

السادسة : راوي الحديث جابر السوائي


روت مـصـادر السنيين حديث الائمة الاثني عشر عن عدة رواة , وهم عبد اللّه بن مسعود , وابو جحيفة , وجابر بن سمرة السوائي , وهذا الاخير اهمهم , لان الصحاح اعتمدت روايته , كما تقدم .

وهو جابر بن سمرة بن جنادة وقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب : 2 / 35.

( يـقـالين ) في نسبه , فقال ( يقال : ابن عمرو بن جندب بن حجير ابن رئاب بن حبيب بن سواة بن عامر بن صعصعة السوائي ويقال : من قبيلة عامر بن صعصعة ).

ويـؤيد هذا الشك ان الذهبي قال في ترجمته : 3 / 187 ( وهو وابوه من حلفا زهرة ) ولوكان من بني عامر بن صعصعة , لم يحتج ان يكون حليفا وسمرة هذا من الطلقا , فقد قال في تهذيب التهذيب : 4 / 206 ( وقرات : بخط الذهبي انما مات في ولاية عبد الملك ابنه جابر , واما سمرة فقديم وذكر ابن سعد انه اسلم عند الفتح , ولم اقف على من ارخ وفاته غير من تقدم ) انتهى .

لكن البخاري قال في التاريخ الكبير : 4 / 177 : ان لسمرة هذا صحبة انتهى .

اما جابر ابنه فهو فرخ طليق , فقد كان صغيرا عند فتح مكة , لانه توفي سنة 76 ,ولانه يروي ان النبي (ص ) مسح على خد الصبيان المصلين وكان منهم ( سير اعلام النبلا : 3 / 187).

ولـعـل ابـاه سمرة توفي في حياة النبي (ص ) او بعده بقليل , فعاش جابر في كنف خاله سعد بن ابي وقـاص فـي الـمـديـنة , وقد روي انه اشترك في فتح المدائن , ولعله كان شابا حينذاك , ثم سكن الكوفة وابتنى بها دارا ( اسد الغابة : 1 / 254).

وعـلـى هذا فيكون جابر في حجة الوداع صبيا صغيرا او مراهقا , ويكون الراوي الوحيد المعتمد في الصحاح لحديث ائمة هذه الامة بعد نبيها هذا الصبي الطليق من حلفا قريش فـاعـجـب لـشيوخ الامة , وكبار الصحابة , حيث لم يكن عندهم ذكا هذا الصبي الطليق , واهتمامه بمستقبل الامة , وائمتها الربانيين او فـاعـجـب للخلافة القرشية كيف سيطرت على مصادر الحديث النبوي عندالسنيين , فلم تسمح بتدوين حديث في الائمة الاثني عشر , الذين بشر بهم نبي الامة (ص ) الا حديث هذا الصبي

السابعة : درجات الصحة التي اعطوها للاحاديث الثلاثة


في مصاد السنيين ثلاث صيغ لحديث الائمة الاثني عشر , وثلاثة رواة :.

وقـد اتـفـقـوا عـلى تصحيح حديث جابر بن سمرة , وعلى تحسين حديث ابي جحيفة المشابه له , وبـعـضـهم صححه واختلفوا في تصحيح حديث ابن مسعودالذي يختلف عنهما , بحجة ان في سنده مجالد بن سعيد , الذي لم يوثقه الاالنسائي وبعض علما الجرح والتعديل , وضعفه آخرون .

ولا بـد ان نـضـيـف الـى رواة الحديث راويين آخرين هما : سمرة السوائي والد جابروعمر بن الـخـطـاب , لان الـروايـات تقول انه سالهما عن الكلمة الخفية فاخبراه بهابل لا بد ان نعد عمر بن الخطاب راويا مستقلا , كما تقدم في رواية كفاية الاثر.

واليك جانبا من كلماتهم في حديث ابن مسعود:.

ـ قـال فـي مجمع الزوائد : 5 / 190 : باب الخلفا الاثني عشر : عن مسروق قال : كناجلوسا عند عـبـداللّه وهو يقرئنا القرآن فقال رجل : يا ابا عبد الرحمن , هل سالتم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسـلم كم يملك هذه الامة من خليفة ؟ فقال عبد اللّه : ماسالني عنها احد مذ قدمت العراق قبلك , ثم قال : نعم , ولقد سالنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : اثنا عشر كعدة نقبا بني اسرائيل رواه احمد وابو يعلى والبزار ,وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه الجمهور , وبقية رجاله ثقات انتهى .

ـ وقـال الحاكم : 4 / 501 , بعد رواية هذا الحديث : لا يسعني التسامح في هذاالكتاب عن الرواية عن مجالد واقرانه , رحمهم اللّه انتهى .

ـ ولكن ابن حجر حسنه فقال في الصواعق المحرقة / 20 ح 3 فقال : وعن ابن مسعودبسند حسن .

وكذا السيوطي في تاريخ الخلفا / 10 حيث قال ( وعند احمد والبزار بسند حسن عن ابن مسعود).

وكـذا البوصيري كما نقل عنه في كنز العمال : 6 / 89 ( رواه مسدد وابن راهويه وابن ابي شيبة وابو يعلى واحمد بسند حسن ).

وقد روت مصادرهم حديث ابن مسعود مثل احمد : 1 / 398 و 406,.

وكنز العمال 6 / 89 , عن طبقات ابن سعد وابن عساكر , وفي 12 / 32 , عن احمد , والطبراني ,وابن حماد وغيرهم .

واذا كـانـت علة رواية ابن مسعود عندهم وجود مجالد , فقد روته مصادرنا بسندليس فيه مجالد , كما في كتاب الاختصاص للصدوق / 233 , وكفاية الاثر للخزاز / 73 ,والغيبة للنعماني / 106 , وسياتي بعض ذلك .

ولكن ذلك لا يشفع للحديث عند اخواننا السنيين ولا يجعله يستحق اكثر من لقب ( حسن ) ان هـذه الدرجة من الصحة ثقيلة عليهم , لان مشكلة هذاالحديث الاصلية عندهم انه لم يذكر عبارة ( كـلـهم من قريش ) وانه يفهم منه ان هؤلاالائمة الربانيين يجب ان يكونوا حكام الامة بعد نبيها , ويـضـع عـلامـة استفهام كبيرة على ماتم في السقيفة في غياب بني هاشم , وانشغالهم بجنازة النبي (ص )

الثامنة : تضارب متون الاحاديث الثلاثة


روت مـصـادر السنيين حديث جابر بن سمرة بصيغتين , وجا حديث ابي جحيفة باحداهما , وانفرد حديث ابن مسعود بصيغته فتكون الصيغ ثلاثا:.

الاولى : مفادها ان هؤلا الموعودين يكونون بعد النبي (ص ) , وانهم من قريش وهذا مضمون اكثر روايـات ابـن سـمـرة وقد عرفت ان انهم صححوا هذه الصيغة , وقدصححها الالباني في سلسلة الاحاديث الصحيحة برقم 1075.

الثانية : انهم يحكمون بعد النبي (ص ) وانهم من قريش , وان الاسلام لا يزال عزيزا مدة حكمهم , ثـم يـضعف ويذل , او ينهار وهي صيغة عدد من روايات جابربن سمرة , وكل روايات ابي جحيفة ايضا وقد صححها كثير من علمائهم , ومنهم الالباني في سلسلته ايضا برقم 376 , عن ابن سمرة , وحـسـن روايـة ابي جحيفة , وجعل رواية ابن مسعود شاهدا على صحتهما , ورد زيادة ابي داود وغيره التي تصف هؤلا الائمة بان الامة تجتمع عليهم , ووصف هذه الزيادة بانها منكرة .

الـثـالثة : انهم يكونون بعد النبي (ص ) كاوصيا موسى وعيسى (ع ) بدون ذكرقريش وهي صيغة اكثر روايات حديث ابن مسعود.

واهم ملاحظة على هذه الاحاديث وصيغها : تفاوتها واضطرابها , وهو امر غيرمقبول في حديث من هذا النوع فانا لو وجدنا نصا شبيها به يروونه عن شيخ قبيلة صغيرة , قاله لقبيلته وهو يودعها قبل موته , ويخبرها بفراسته عن شيوخها الذين سيحكمونها من بعده لقلنا بوقوع تحريف في كلامه فكيف نقبل بذلك لسيد الانبيا (ص ) وسيد البلغا , وهو يودع خاتمة الامم ,ويخبرها عن ربه بائمتها من بعده , وعلى اوسع ملا من جماهيرها وتتوجه التهمة بالدرجة الاولى الى احتمال تحريف هوية هؤلا الائمة , والمتهم به هو السلطة التي حـكـمـت بـعد النبي (ص ) لانها هي المستفيدة من ذلك , وهي التي ابعدت اهل بيت النبي (ص ) عن الحكم , بل بادرت الى بيعة السقيفة بدون ان تخبرهم , مغتنمة انشغالهم بجنازة النبي (ص )

ويـتـاكـد الـشك عندما نجد ان التفاوت والتعارض , قد تركز على صفة هؤلا الائمة الموعودين , ومقامهم الالهي , وهويتهم , ونسبهم , ووقتهم , ومدتهم وهـو تـعـارض ليس قليلا قابلا للحل , لانه موجود حتى في الصيغ والالفاظالمنقولة عن الراوي الواحد وهـو امـر يـوجـب تضعيف الثقة بصيغ الحديث في مصادر السنة , ويقوي الثقة بصيغه المتوافقة , المجمع على مضمونها , الواردة في مصادرنا , والتي تقول انه (ص ) قال انهم علي والحسن والحسين , وتسعة من ذرية الحسين (ع ).

التاسعة : الائمة الاثنا عشر لا يحتاجون الى اختيار ولا بيعة



وهـو امـر واضـح , فما دام اللّه تعالى قد اختارهم , فواجب الامة ان تطيعهم ( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى اللّه ورسوله امرا ان تكون لهم الخيرة من امرهم ) فهم يستمدون شرعيتهم من رب الامـة , ورب الـنـاس ومـالـكـهم , وهو الحكيم الخبير بمايصلح عباده واختياره للناس افضل من اختيارهم لانفسهم , والزم .

فـالائمـة الاثنا عشر من هذه الناحية مفروضو الطاعة من اللّه تعالى شبيهابالانبيا (ع ) , والنبي لا يـكـون بالانتخاب , ولا يحتاج الى ان يبايعه الناس بل لو لم يبايعه احد من الناس , وآذوه وقتلوه فان ذلك لا ينقص من وجوب طاعته شيئا ولـو بـايعه كل الناس لكان معناه اعترافهم بحق الطاعة الذي جعله اللّه له , واعلان التزامهم به , لا اكثر.

فـبيعة الناس للانبيا واوصيائهم (ع ) انما هي بيعة اعتراف والتزام بحقهم في الاطاعة , وهي تؤكد هذا الحق , ولا تنشئه .

/ 28