آیات الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیات الغدیر - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فـامـا الوجه الاول , فانه اشار الى ما يكون بعده وبعد اصحابه , وان حكم اصحابه مرتبط بحكمه , فـاخبر عن الولايات الواقعة بعدهم , فكانه اشار بذلك الى عددالخلفا من بني امية , وكان قوله : لا يزال الدين اي الولاية الى ان يلي اثنا عشرخليفة , ثم ينتقل الى صفة اخرى اشد من الاولى .

واول بـنـي امية يزيد بن معاوية , وآخرهم مروان الحمار , وعدتهم ثلاثة عشر , ولايعد عثمان ومعاوية ولا ابن الزبير , لكونهم صحابة , او لانه كان متغلبا بعد ان اجتمع الناس على عبد اللّه بن الزبير , صحت العدة .

وعند خروج الخلافة من بني امية وقعت الفتن العظيمة والملاحم الكثيرة , حتى استقرت دولة بني العباس , فتغيرت الاحوال عما كانت عليه تغيرا بينا.

قـال : ويـؤيـد هـذا مـا اخـرجه ابو داود من حديث بن مسعود رفعه : تدور رحى الاسلام لخمس وثـلاثـين او ست وثلاثين او سبع وثلاثين , فان هلكوا فسبيل من هلك , وان يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ( لا اعرف من صححه غير الالباني ).

قـلـت : لـكـن يعكر عليه ان من استقرار الملك لبني امية عند اجتماع الناس على معاوية سنة احدى واربـعـين , الى ان زالت دولة بني امية فقتل مروان بن محمد في اوائل سنة اثنتين وثلاثين ومائة , ازيد من تسعين سنة .

قـال : وامـا الوجه الثاني فقال ابو الحسين بن المنادي في الجز الذي جمعه في المهدي : يحتمل في مـعـنى حديث : يكون اثنا عشر خليفة , ان يكون هذا بعدالمهدي الذي يخرج في آخر الزمان , فقد وجدت في كتاب دانيال : اذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الاكبر , ثم خمسة من ولد السبط الاصغر , ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الاكبر , ثم يملك بعده ولده , فيتم بذلك اثنا عشر ملكا , كل واحد منهم امام مهدي .

قال ابن المنادي : وفي رواية ابي صالح عن بن عباس : المهدي اسمه محمد بن عبد اللّه , وهو رجل ربعة مشرب بحمرة , يفرج اللّه به عن هذه الامة كل كرب ويصرف بعدله كل جور , ثم يلي الامر بعده اثنا عشر رجلا , ستة من ولد الحسن وخمسة من ولد الحسين , وآخر من غيرهم , ثم يموت فيفسد الزمان .

وعن كعب الاحبار : يكون اثنا عشر مهديا , ثم ينزل روح اللّه فيقتل الدجال .

قـال : والـوجـه الـثالث : ان المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الاسلام الى يوم القيامة , يعملون بالحق وان لم تتوال ايامهم .

ويـؤيـده ما اخرجه مسدد في مسنده الكبير , من طريق ابي بحر ان ابا الجلد حدثه انه لا تهلك هذه الامة حتى يكون منها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق , منهم رجلان من اهل بيت محمد , يـعـيـش احدهما اربعين سنة والاخر ثلاثين سنة وعلى هذا فالمراد بقوله : ثم يكون الهرج , اي الفتن المؤذنه بقيام الساعة , من خروج الدجال ثم ياجوج وماجوج الى ان تنقضي الدنيا انتهى كلام بن الجوزي ملخصا بزيادات يسيرة ( وتابع ابن حجر :).

والـوجهان الاول والاخر قد اشتمل عليهما كلام القاضي عياض , فكانه ما وقف عليه , بدليل ان في كلامه زيادة لم يشتمل عليها كلامه .

وينتظم من مجموع ما ذكراه اوجه , ارجحها الثالث من اوجه القاضي لتاييده .

بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة : كلهم يجتمع عليه الناس .

وايضاح ذلك ان المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته والذي وقع ان الناس اجتمعوا.

على ابي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي , الى ان وقع امر الحكمين في صفين فسمى .

معاوية يومئذ بالخلافة , ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ,ثم .

اجتمعوا على ولده يزيد , ولم ينتظم للحسين امر بل قتل قبل ذلك , ثم لما مات يزيد.

وقـع الاخـتـلاف , الى ان اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل بن الزبير , ثم اجتمعوا على اولاده الاربعة : الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام , وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز , فـهـؤلا سبعة بعد الخلفا الراشدين والثاني عشرهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك , واجتمع الناس عـلـيـه لما مات عمه هشام فولي نحواربع سنين , ثم قاموا عليه فقتلوه , وانتشرت الفتن وتغيرت الاحوال من يومئذ , ولم يتفق ان يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك , لان يزيد بن الوليد الذي قام على بـن عـمـه الـوليد بن يزيد لم تطل مدته , بل ثار عليه قبل ان يموت ابن عم ابيه مروان بن محمد بن مروان , ولما مات يزيد ولي اخوه ابراهيم فغلبه مروان , ثم ثار على مروان بنو العباس , الى ان قتل .

ثم كان اول خلفا بني العباس ابو العباس السفاح , ولم تطل مدته , مع كثرة من ثار عليه , ثم ولي اخوه الـمـنـصـور فـطـالت مدته , لكن خرج عنهم المغرب الاقصى باستيلا المروانيين على الاندلس , واستمرت في ايديهم متغلبين عليها الى ان تسموا بالخلافة بعد ذلك , وانفرط الامر في جميع اقطار الارض , الـى ان لم يبق من الخلافة الا الاسم في بعض البلاد , بعد ان كانوا في ايام بني عبد الملك بـن مـروان يـخـطـب لـلـخـلـيفة في جميع اقطار الارض شرقا وغربا وشمالا ويمينا مما غلب عـلـيـه المسلمون , ولا يتولى احد في بلد من البلاد كلها الامارة على شي منها الا بامرالخليفة ومن نظر في اخبارهم عرف صحة ذلك .

فـعـلـى هـذا يـكون المراد بقوله : ثم يكون الهرج , يعني القتل الناشي عن الفتن وقوعا فاشيا يفشو ويستمر ويزداد على مدى الايام , وكذا كان واللّه المستعان .

والـوجه الذي ذكره بن المنادي ليس بواضح , ويعكر عليه ما اخرجه الطبراني من طريق قيس بن جابر الصدفي عن ابيه عن جده رفعه : سيكون من بعدي خلفا ثم من بعد الخلفا امرا , ومن بعد الامرا مـلوك , ومن بعد الملوك جبابرة , ثم يخرج رجل من اهل بيتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا , ثم يؤمر القطحاني فوالذي بعثني با لحق ما هو دونه فهذا يرد على ما نقله بن المنادي من كتاب دانيال .

واما ما ذكره عن ابي صالح فواه جدا , وكذا عن كعب .

فالاولى ان يحمل قوله : يكون بعدي اثنا عشر خليفة , على حقيقة البعدية فان جميع من ولي الخلافة مـن الـصـديـق الى عمر بن عبد العزيز اربعة عشر نفسا , منهم اثنان لم تصح ولايتهما , ولم تطل مـدتـهما , وهما معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم ,والباقون اثنا عشر نفسا على الولا , كما اخبر صلى اللّه عليه وسلم , وكانت وفاة عمربن عبد العزيز سنة احدى ومائة , وتغيرت الاحوال بعده , وانقضى القرن الاول الذي هو خير القرون .

ولا يـقـدح في ذلك قوله : يجتمع عليهم الناس , لانه يحمل على الاكثر الاغلب ,لان هذه الصفة لم تـفقد منهم الا في الحسن بن علي وعبد اللّه بن الزبير , مع صحة ولايتهما , والحكم بان من خالفهما لم يثبت استحقاقه الا بعد تسليم الحسن , وبعدقتل بن الزبير واللّه اعلم .

وكانت الامور في غالب ازمنة هؤلا الاثني عشر منتظمة , وان وجد في بعض مدتهم خلاف ذلك فهو بالنسبة الى الاستقامة نادر واللّه اعلم .

وقد تكلم ابن حبان على معنى حديث تدور رحى الاسلام , فقال : المراد بقوله :تدور رحى الاسلام لـخـمـس وثـلاثين او ست وثلاثين , انتقال امر الخلافة الى بني امية وذلك ان قيام معاوية عن علي بصفين حتى وقع التحكيم , هو مبدا مشاركة بني امية ثم استمر الامر في بني امية من يومئذ سبعين سـنـة , فـكان اول ماظهرت دعاة بني العباس بخراسان سنة ست ومائة , وساق ذلك بعبارة طويلة , عليه فيها مؤاخذات كثيرة , اولها دعواه ان قصة الحكمين كانت في اواخر سنة ست وثلاثين , وهو خـلاف مـا اتـفـق عـليه اصحاب الاخبار , فانها كانت بعد وقعة صفين بعدة اشهر , وكانت سنة سبع وثلاثين والذي قدمته اولى بان يحمل الحديث عليه واللّه اعلم انتهى .

وقد رايت ان ما اختاره ابن حجر غير ما نسبه اليه السيوطي .

ورايـت تـحـيرهم جميعا وكثرة احتمالاتهم , وتضاربها الامـة ) محورا لتفسيرهم , مع انها لم تثبت واستنكرها عدد منهم ورايت ان القاضي عياض لم يجزم بـشئ , بل ذكر وجوها عديدة بكلمة قيل ويحتمل وان ابن حجر رجح الاحتمال الثالث منها , فقال ( وينتظم من مجموع ما ذكراه اوجه ارجحها الثالث من اوجه القاضي ).

والـنتيجة التي يخرج منها القارئ لتفاسيرهم : انهم يضيعون عليه الحديث الذي ارادوا ان يفسروه , وهـو حـديث صحيح عندهم صريح بالبشارة النبوية باثني عشراماما ربانيين , هداة مهديين , قيمين على الامة , ولكنهم يصرون على تلبيس الحذيث لحكام بني امية , وعلى خلطه بزيادة واحاديث غير ثابتة , لا يستقيم لهامعنى , ولا اثر فيها للبلاغة النبوية واذا اردت مزيدا من الامثلة على ضياعهم فاقرا عون المعبود 11 / 362 ـ364:.

قال : بعض المحققين : قد مضى منهم الخلفا الاربعة , ولا بد من تمام هذا العدد.

قبل قيام الساعة وقيل : انهم يكونون في زمان واحد يفترق الناس عليهم .

وقال التوربشتي : السبيل في هذا الحديث وما يعتقبه في هذا المعنى , ان يحمل على المقسطين منهم , فانهم المستحقون لاسم الخليفة على الحقيقة , ولا يلزم ان يكونوا على الولا.

وان قدر انهم على الولا , فان المراد منه المسمون على المجاز وقال الشيخ الاجل ولي اللّه المحدث في قرة العينين في تفضيل الشيخين : وقداستشكل في حديث : لا يزال هذا الدين ظاهرا الى ان يبعث اللّه اثني عشر خليفة كلهم من قريش , ووجه الاستشكال : ان هذا الحديث ناظر الى مذهب الاثني عشرية الذين اثبتوا اثني عشر اماما.

والاصل ان كلامه (ص ) بمنزلة القرآن يفسر بعضه بعضا , فقد ثبت من حديث عبد اللّه بن مسعود : تدور رحى الاسلام لخمس وثلاثين سنة , او ست وثلاثين سنة ,او سبع وثلاثين سنة , فان يهلكوا فسبيل من قد هلك , وان يقم لهم دينهم , يقيم سبعين سنة مما مضى .

وقد وقعت اغلاط كثيرة في بيان معنى هذا الحديث , ونحن نقول ما فهمناه على وجه التحقيق :.

ان ابتدا هذه المدة من ابتدا الجهاد في السنة الثانية من الهجرة وقـد وقـع مـا اخبر به النبي صلى اللّه عليه وسلم , ففي سنة خمس وثلاثين من ابتدا الجهاد وقعت حادثة قتل ذي النورين وتفرق المسلمين .

ولكن اللّه تعالى بعد ذلك جعل امر الخلافة منتظما , وامضى الجهاد الى ظهوربني العباس , وتلاشي دولة بني امية .

فـتـارة اخـبر النبي صلى اللّه عليه وسلم عن خلافة النبوة , وخصصه بثلاثين سنة ,والتي بعدهم عـبرها بملك عضوض , وتارة عن خلافة النبوة , والتي تتصل بها كليهمامعا , وعبرها باثني عشر خليفة .

فـالـتـحقيق في هذه المسالة : ان يعتبروا بمعاوية وعبد الملك وبنيه الاربع (كذا)وعمر بن عبد العزيز , ووليد بن يزيد بن عبد الملك , بعد الخلفا الاربعة الراشدين .

وقد نقل عن الامام مالك ان عبد اللّه بن الزبير احق بالخلافة من مخالفيه , ولنا فيه نظر , فان عمر بـن الـخطاب وعثمان عفان رضي اللّه عنهما قد ذكرا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ما يدل على ان تـسلط ابن الزبير واستحلال الحرم به مصيبة من مصائب الامة , اخرج حديثهما احمد عن قيس بن ابـي حازم قال : جا ابن الزبير الى عمر بن الخطاب يستاذنه في الغزو , فقال عمر : اجلس في بيتك فـقـد غـزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال فرد ذلك عليه , فقال له عمر : في الثالثة او الـتـي تـلـيها : اقعدفي بيتك , واللّه اني لاجد بطرف المدينة منك واصحابك ان تخرجوا فتفسدوا علي اصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم واخرجه الحاكم .

فـمن لفظه بطرف المدينة , يفهم ان واقعة الجمل غير مراد ها هنا , بل المرادخروجه للخلافة , والـى هـذا المعنى قد اشار علي (رض ) في قصة جواب الحسن (رض ) , ولم ينتظم امر الخلافة عليه .

ويزيد بن معاوية ساقط من هذا البين , لعدم استقراره مدة يعتد بها , وسؤ.

سيرته واللّه اعلم انتهى .

وانـت تـرى ان صـاحـب قـرة العينين اعترف بان ملك بني امية ملك عضوض , وان خلافتهم ليست خلافة نبوة ومع ذلك فسر بهم الحديث , وطبق عيهم البشارة النبوية بالائمة الاثني عشر الربانيين القيمين بامر اللّه تعالى على امة نبيه كما ترى انه حذف منهم الامام الحسن والامام المهدي (ع ) , وحذف ابن الزبيرالذي اثبته الامام مالك وآخرون الخ وهـو مـع ذلـك ينتقد الذين غلطوا في تفسيره فيقول ( وقد وقعت اغلاط كثيرة في بيان معنى هذا الحديث ) ووعد الناس بان يرفع المعضلة , ويحل المشكلة ثم اقرا ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية : 3 / 248:.

ذكـر الاخـبـار عـن الائمة الاثني عشر الذين كلهم من قريش وليسوا بالاثني عشرالذين يدعون امامتهم الرافضة , فان هؤلا الذين يزعمون لم يل امور الناس منهم الاعلي بن ابي طالب وابنه الحسن , وآخرهم في زعمهم المهدي المنتظر بسرداب سامرا , وليس له وجود ولا عين ولا اثر.

بـل هـؤلا الائمـة الاثـنا عشر المخبر عنهم في الحديث : الائمة الاربعة ابو بكروعمر وعثمان وعـلي رضي اللّه عنهم , وعمر بن عبد العزيز بلا خلاف بين الائمة على كلا القولين لاهل السنة في تفسير الاثني عشر انتهى .

ولـعـلـه يـقصد بالقولين القول بتتابعهم زمنيا , وعدمه , ولكنهما وجهان في كل واحد منهما عدد من الاقـوال وقـد ذكـر هـو جملة منها , ثم اشار ابن كثير الى الاحتمالات , وركز منها على مناقشة الـبـيـهقي فقال : فهذا الذي سلكه البيهقي وقدوافقه عليه جماعة من ان المراد بالخلفا الاثني عشر الـمـذكـورين في هذا الحديث ,هم المتتابعون الى زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق , الذي قدمنا الحديث فيه بالذم والوعيد , فانه مسلك فيه نظر , وبيان ذلك : ان الخلفا الى زمن الوليد بن يزيد هـذا اكثر من اثني عشر على كل تقدير , وبرهانه ان الخلفا الاربعة ابو بكر وعمروعثمان وعلي خلافتهم محققة بنص حديث سفينة :.

الـخـلافـة بـعدي ثلاثون سنة ثم بعدهم الحسن بن علي كما وقع , لان عليا اوصى اليه وبايعه اهل العراق , وركب وركبوا معه لقتال اهل الشام , حتى اصطلح هو ومعاوية كما دل عليه حديث ابي بكرة , فـي صـحـيح البخاري ثم معاوية , ثم ابنه يزيد بن معاوية , ثم ابنه معاوية بن يزيد , ثم مروان بن الحكم , ثم ابنه عبد الملك بن مروان ثم ابنه الوليد بن عبد الملك , فهؤلا خمسة عشر , ثم الوليد بن يزيد بن عبد الملك .

فـان اعـتبرنا ولاية الزبير قبل عبد الملك صاروا ستة عشر , وعلى كل تقدير فهم اثناعشر قبل عـمـر بن عبد العزيز , فهذا الذي سلكه على هذا التقدير يدخل في الاثني عشر يزيد بن معاوية , ويـخرج منهم عمر بن عبد العزيز , الذي اطبق الائمة على شكره وعلى مدحه , وعدوه من الخلفا الـراشدين , واجمع الناس قاطبة على عدله وان ايامه كانت من اعدل الايام , حتى الرافضة يعترفون بذلك .

فـان قـال : انا لا اعتبر الا من اجتمعت الامة عليه , لزمه على هذا القول ان لا يعدعلي بن ابي طالب ولا ابـنـه , لان الـناس لم يجتمعوا عليهما , وذلك ان اهل الشام بكمالهم لم يبايعوهما , وعد معاوية وابـنـه يزيد وابن ابنه معاوية بن يزيد , ولم يقيدبايام مروان ولا ابن الزبير , فان الامة لم تجتمع على واحد منهما.

فـعـلى هذا نقول في مسلكه هذا عادا للخلفا ابي بكر وعمر وعثمان ثم معاوية ثم يزيد بن معاوية ثم عـبـد الـمـلك ثم الوليد بن سليمان ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد ثم هشام , فهؤلا عشرة , ثم من بعدهم الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق , ولكن هذا لا يمكن ان يسلك , لانه يلزم منه اخراج علي وابـنـه الـحـسن من هؤلا الاثني عشر, وهو خلاف ما نص عليه ائمة السنة , بل والشيعة , ثم هو خـلاف ما دل عليه نصا حديث سفينة عن رسول اللّه انه قال : الخلافة بعدي ثلاثون سنة , ثم تكون ملكاعضوضا وقد ذكر سفينة تفصيل هذه الثلاثين سنة فجمعها من خلافة الاربعة , وقدبينا دخول خلافة الحسن , وكانت نحوا من ستة اشهر فيها ايضا , ثم صار الملك الى معاوية لما سلم الامر اليه الحسن بن علي .

وهذا الحديث فيه المنع من تسمية معاوية خليفة , وبيان ان الخلافة قط انقطعت بعد الثلاثين سنة لا مطلقا , بل انقطع تتابعها , ولا ينفي وجود خلفا راشدين بعدذلك , كما دل عليه حديث جابر بن سمرة .

وقـال نعيم بن حماد : حدثنا راشد بن سعد , عن ابن لهيعة , عن خالد بن ابي عمران , عن حذيفة بن اليمان قال : يكون بعد عثمان اثنا عشر ملكا من بني امية ,قيل له : خلفا ؟ قال : لا , بل ملوك .

وقـد روى الـبيهقي من حديث حاتم بن صفرة , عن ابي بحر قال : كان ابو الجلدجارا لي , فسمعته يـقـول يـحلف عليه : ان هذه الامة لن تهلك حتى يكون فيها اثناعشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق , منهم رجلان من اهل البيت , احدهمايعيش اربعين سنة , والاخر ثلاثين سنة .

ثم شرع البيهقي في رد ما قاله ابو الجلد بما لا يحصل به الرد , وهذا عجيب منه وقد وافق ابا الجلد طائفة من العلما , ولعل قوله ارجح لما ذكرنا.

وقـد كـان يـنظر في شي من الكتب المتقدمة , وفي التوراة التي بايدي اهل الكتاب ما معناه : ان اللّه تعالى بشر ابراهيم باسماعيل , وانه ينميه ويكثره ويجعل من ذريته اثني عشر عظيما انتهى .

ويـقـصـد ابن كثير ما هو موجود في التوراة الفعلية ـ العهد القديم والجديد 1 / 25 ـطبعة مجمع الكنائس الشرقية ـ في سفر التكوين , الاصحاح السابع عشر ,قال :.

18 ـ وقال ابراهيم للّه ليت اسماعيل يعيش امامك .

19 ـ فـقـال اللّه : بـل سارة امراتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق , واقيم عهدي معه عهدا ابديا , لنسله من بعده .

20 ـ واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه , ها انا اباركه واثمره , واكثره كثيرا جدااثني عشر رئيسا يلد , واجعله امة كبيرة .

21 ـ ولكن عهدي اقيمه مع اسحق , الذي تلده لك سارة في هذا الوقت , في السنة الاتية انتهى .

وقد وردت ترجمتها عن كعب الاحبار ( قيما ) وترجمها بعضهم (اماما).

فالنص موجود في التوراة , وفي مصادر السنة , والشيعة , وهو مؤيد لبشارة نبينا (ص ) , ولكنه لا يحل مشكلة المفسرين السنيين , بل يزيدها ومـن اعـقـل هـؤلا الشراح واكثرهم انصافا في هذا الموضوع : ابن العربي المالكي المتوفى سنة 543 , فقد اعترف في عارضة الاحوذي بشرح صحيح الترمذي بان تطبيق الحديث على هؤلا يصل الى طريق مسدود , ورجح ان يكون الحديث ناقصا.

لان الموجود منه لا يفهم له معنى قال :.

روى ابو عيسى عن جابر بن سمرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يكون بعدي اثنا عشر اميرا كلهم من قريش صحيح .

فعددنا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اثني عشر اميرا فوجدنا : ابا بكر ,عمر, عثمان , علي , الـحـسـن , مـعاوية , يزيد , معاوية بن يزيد , مروان , عبد الملك ,مروان بن محمد بن مروان , الـسـفـاح , الـمنصور , المهدي , الهادي , الرشيد ,الامين ,المامون , المعتصم , الواثق , المتوكل , المنتصر , المستعين , المعتز,المهتدي , المعتضد , المكتفي , المقتدر , القاهر , الراضي , المتقي , الـمـستكفي المطيع , الطائع , القادر , القائم , المقتدي , ادركته سنة اربع وثمانين واربعمائة وعهد الـى الـمـسـتظهر احمد ابنه , وتوفي في المحرم سنة ست وثمانين , ثم بايع المستظهر لابنه ابي منصور الفضل , وخرجت عنهم سنة خمس وتسعين .

واذا عددنا منهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة الى سليمان بن عبدالملك .

واذا عـددنـاهـم بـالمعنى , كان معنا منهم خمسة : الخلفا الاربعة وعمر بن عبدالعزيز , ولم اعلم للحديث معنى , ولعله بعض حديث وقد اتضح ان المفسرين السنيين بذلوا كل جهدهم لتفسير هؤلا الائمة الاثني عشر الموعودين في التوراة على لسان ابراهيم , ثم على لسان نبينا (ص ) , على ملوك .

بني امية , ولكنهم واجهوا ثلاثة مشاكل اساسية لا حل لها:.

الاولى : زيادة عدد هؤلا (الخلفا ) الذين يعترفون بانهم ليسوا خلفا النبي (ص ) بل خلفا الهوا الاثني عشر , الامر الذي يدخلهم في بوابة الحذف والاثبات التي لا ضابط لها , ولا آخر والثانية : انهم يشعرون ان هذا الثوب الالهي لايمكن الباسه لجماعتهم وانهم .

مهما دافعوا عن سيرة هؤلا ( الخلفا غير الخلفا ) وتستروا على تاريخهم , ففيهم مفضوحون , لابد من الاعتراف بسوئهم , ولا يمكن ان يكون احدهم اماماربانيا,.

وقيما عظيما على الامة , موعودا من اللّه تعالى على لسان اعظم الانبيا (ع ).

والـثـالـثة : انهم بهذا التفسير يدعون لهؤلا الملوك منصبا ربانيا لم يدعوه هم لانفسهم بذلك كمن يدعي نبوة لنبي , والنبي المزعوم ينكرها واخـيـرا , فـقـد نـصح المفسرون السنيون اتباعهم ان لا ياخذوا بتفسير الشيعة ,ووعدوهم بان يـفـسـروا لهم الحديث الشريف باصح من تفسير الشيعة , وقد راينا انهم داروا في تفسيره كثيرا , وراوحوا مكانهم .

فمن حق السني ان يعود على بد , ويسالهم عن تفسير حديث نبيه (ص )الصحيح .

وبـشارته القطعية باثني عشر اماما , ربانيا , ملهما , مميزا بعلمه وشخصيته وسلوكه ,قيما من ربه على الامة يكونون جميعا على هدى واحد , وخط واحد.

ومـن حـقـنـا ان نقول لهم : اذا لم تفسروه , فاعذرونا ان نفسره بالائمة من اهل بيت النبي وعترته الطاهرين (ص ) , واولهم علي (ع ) وآخرهم المهدي الموعود (ع ) ,وقد قال النبي (ص ) : بنا بدا اللّه وبنا يختم .

تورط الشراح في حديث سفينة


سفينة مولى ام سلمة , وثقه علما الجرح والتعديل السنيون , وروى عنه البخاري وغيره من اصحاب الصحاح حديثا يتعلق بالموضوع وصححوه .

ـ قال الترمذي : 3 / 341.

عـن سعيد بن جمهان قال حدثني سفينة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : الخلافة في امتي ثلاثون سنة , ثم ملك بعد ذلك ( عضوض ).

ثـم قـال لـي سفينة : امسك عليك خلافة ابي بكر , ثم قال وخلافة عمر , وخلافة عثمان , ثم قال امسك خلافة علي , فوجدناها ثلاثين سنة .

قال سعيد : فقلت له : ان بني امية يزعمون ان الخلافة فيهم ؟.

قال : كذب بنو الزرقا , بل هم ملوك من شر الملوك .

وفـي الـباب عن عمر وعلي قالا : لم يعهد النبي صلى اللّه عليه وسلم في الخلافة شيئاهذا حديث حـسـن , قـد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان , لا نعرفه الا من حديثه انتهى ورواه احمد في مـسنده : 5 / 220 , و221 , بدون كلام سفينة عن ملوك بني امية وقال عنه الحاكم : 3 / 71 وقد اسندت هذه الروايات باسناد صحيح مرفوعا الى النبي 9انتهى .

ـ ورواه ابـن كـثـير في البداية والنهاية : 3 / 198 ثم روى بعده عن عبد الرحمن ابي بكرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : خلافة نبوة ثلاثون عاما , ثم يؤتي اللّه ملكه من يشا , فقال معاوية : رضينا بالملك واذا صح حديث سفينة فهو اخبار نبوي عن انحراف الامة بعد الثلاثين سنة ,.

وعدم شرعية الحكم فيها.

وبـمـا ان عدد الحكام في هذه الفترة لم يزيدوا عن خمسة , فلا بد ان يكون الائمة الاثنا عشر من غير الحاكمين , او تكون تكملتهم من غيرهم فحديث سفينة يحكم بخطا جعل الائمة الاثني عشر من الحكام , كما هو واضح .

ولـكن اكثر الشراح اشربوا في قلوبهم حب بني امية , وارتكبوا كل تناقض لجعل ملكهم العضوض امامة ربانية , وجعل حكامهم المعروفين بسلوكهم وبطشهم , ائمة .

ربانيين , مبشرا بهم على لسان رسول رب العالمين والـذي يـزيـدك اطـمئنانا بما قلناه , انهم قبلوا حديث سفينة ( الخلافة ثلاثون سنة )وقد فسره راويه ونفى الخلافة عن بني امية , وقال انهم ملوك شر ملوك ومع ذلك جعلوهم ائمة ربانيين , اختارهم اللّه تعالى لقيادة هذه الامة ومنهم من حاول نفي تفسير سفينة وقال انه زيادة لم تثبت , مثل الالباني ما في تاريخ بني امية من ظلم عضوض للناس ـ قال العيني في عمدة القاري : 16 / 74.

فـان قلت : يعارض حديث سفينة ما رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة : لايزال هذا الدين قائما ما كان اثنا عشر خليفة كلهم من قريش , الحديث .

/ 28