آیات الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیات الغدیر - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المسالة الاولى : في ان مصادر السنيين روت هذا الحديث


لم تختص بروايته مصادرنا الشيعية بل روته مصادر السنيين ايضا , واقدم من رواه من ائمتهم : ابو عبيد الهروي في كتابه : غريب القرآن .

ـ قال في مناقب آل ابي طالب 2 / 240:.

ابـو عـبـيـد , والـثـعـلبي , والنقاش , وسفيان بن عينيه , والرازي , والقزويني ,والنيسابوري , والـطـبرسي , والطوسي في تفاسيرهم , انه لما بلغ رسول (ص ) بغديرخم ما بلغ , وشاع ذلك في الـبلاد , اتى الحارث بن النعمان الفهري وفي رواية ابي عبيد : جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال :.

يـا مـحـمد والحج , والزكاة , فقبلنا منك , ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه هذا من اللّه .

فولى جابر يريد راحلته وهو يقول : اللهم ان كان ما يقول محمد حقا فامطر عليناحجارة من السما او ائتـنـا بعذاب اليم فما وصل اليها حتى رماه اللّه بحجر , فسقطعلى هامته وخرج من دبره وقتله , وانزل اللّه تعالى : سال سائل بعذاب واقع الاية انتهى .

وقـد احـصـى علماؤنا كصاحب العبقات , وصاحب الغدير , وصاحب احقاق الحق , وصاحب نفحات الازهـار , وغـيـرهـم عددا من ائمة السنيين وعلمائهم الذين اوردوا هذا الحديث في مصنفاتهم , فزادت على الثلاثين نذكر منهم اثني عشر:.

1 ـ الحافظ ابو عبيد الهروي المتوفى بمكة 223 , في تفسيره (غريب القرآن ).

2 ـ ابو بكر النقاش الموصلي البغدادي المتوفى 351 , في تفسيره .

3 ـ ابو اسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفى 427 , في تفسيره ( الكشف والبيان ).

4 ـ الحاكم ابو القاسم الحسكاني في كتاب ( ادا حق الموالاة ).

5 ـ ابو بكر يحيى القرطبي المتوفى 567 , في تفسيره .

6 ـ شمس الدين ابو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في تذكرته .

7 ـ شـيخ الاسلام الحمويني المتوفى 722 , روى في فرائد السمطين في الباب الثالث عشر قال : اخبرني الشيخ عماد الدين الحافظ بن بدران بمدينة نابلس , فيمااجاز لي ان ارويه عنه اجازة , عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبد الصمدالانصاري اجازة , عن عبد الجبار بن محمد الحواري الـبـيـهقي اجازة , عن الامام ابي الحسن علي بن احمد الواحدي قال : قرات على شيخنا الاستاذ ابي اسحاق الثعلبي في تفسيره : ان سفيان بن عيينه سئل عن قوله عز وجل : سال سائل بعذاب واقع فيمن نزلت فقال .

8 ـ ابـو الـسـعود العمادي المتوفى 982 , قال في تفسيره 8 / 292 : قيل هو الحرث بن النعمان الفهري , وذلك انه لما بلغه قول رسول اللّه (ع ) في علي (رض ) : من كنت مولاه فعلي مولاه , قال .

9 ـ شمس الدين الشربيني القاهري الشافعي المتوفى 977 , قال : في تفسيره السراج المنير : 4 / 364 : اختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس : هو النضر بن الحرث , وقيل : هو الحرث بن النعمان .

10 ـ الشيخ برهان الدين علي الحلبي الشافعي المتوفى 1044 , روى في السيرة الحلبية : 3 / 302 وقـال : لما شاع قوله صلى اللّه عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه في ساير الامصار وطار في جميع الاقطار , بلغ الحرث بن النعمان الفهري الى آخر لفظ سبط ابن الجوزي .

11 ـ شـمـس الـدين الحفني الشافعي المتوفى 1181 , قال في شرح الجامع الصغيرللسيوطي : 2 / 387 في شرح قوله (ص ) : من كنت مولاه فعلي مولاه .

12 ـ ابـوعـبـد اللّه الـزرقـاني المالكي المتوفى 1122 , في شرح المواهب اللدنية , /13 انتهى وسياتي ذكر بقية مصادر الحديث في بحث اسانيده .

المسالة الثانية : هل ان سورة المعارج مكية او مدنية


يلاحظ القارئ ان الجو العام للسورة الشريفة الى آية 36 , اقرب الى جو السورالمدنية وتشريعات سـورة النور والمؤمنين , وان جو الايات 36 الى آخر السورة اقرب الى جو السور المكية , التي تؤكد على مسائل العقيدة والاخرة .

ولـذلـك لا يمكن معرفة مكان نزول السورة من آياتها , حسب ما ذكروه من خصائص للسور المكية والمدنية , وضوابط للتمييز بينها على ان هذه الخصائص والضوابط غير دقيقة ولا علمية واذا صـح لـنـا ان نكتفي بها , فلا بد ان نقول ان القسم الاخير من السورة من قوله تعالى ( فما للذين كـفـروا قـبـلك مهطعين ) الى آخرها , نزلت اولا في مكة , ثم نزل القسم الاول منها في المدينة , ووضع في اولها ولـكـن ذلـك ليس اكثر من ظن متعارض سوا في مصادرنا او مصادر السنيين , ولكن المفسرين السنيين رجحوا مكيتها وعدوها في المكي .

ولا يبعد ان ذلك هو المرحج حسب نصوص مصادرنا ايضا.

ـ فقد روى القاضي النعمان في شرح الاخبار 1 / 241.

عن الامام الصادق (ع ) انه قال : نزلت واللّه بمكة للكافرين بولاية علي (ع ) انتهى .

والظاهر ان مقصوده (ع ) : انها نزلت في مكة وكان مقدرا ان ياتي تاويلها في المدينة عند اعتراضهم على اعلان النبي (ص ) ولاية علي (ع ).

ـ وقال الكليني في الكافي 5 / 450:.

قال : سال ابو حنيفة ابا جعفر محمد بن النعمان صاحب الطاق , فقال له : يا اباجعفر ما تقول في المتعة , اتزعم انها حلال ؟.

قال : نعم .

قال : فما يمنعك ان تامر نساك ان يستمتعن ويكتسبن عليك ؟.

فـقـال لـه ابـو جـعـفر : ليس كل الصناعات يرغب فيها , وان كانت حلالا , وللناس اقدارومراتب يرفعون اقدارهم ولكن ماتقول يا ابا حنيفة في النبيذ , اتزعم انه حلال ؟فقال : نعم .

قال : فما يمنعك ان تقعد نساك في الحوانيت نباذات فيكتسبن عليك ؟.

فقال ابو حنيفة : واحدة بواحدة , وسهمك انفذ.

ثـم قال له : يا ابا جعفر ان الاية التي في سال سائل , تنطق بتحريم المتعة والرواية عن النبي (ص ) قد جات بنسخها؟.

فقال له ابو جعفر : يا ابا حنيفة ان سورة سال سائل مكية , وآية المتعة مدنية ,وروايتك شاذة ردية .

فقال له ابوحنيفة : وآية الميراث ايضا تنطق بنسخ المتعة ؟.

فقال ابو جعفر : قد ثبت النكاح بغير ميراث .

قال ابو حنيفة : من اين قلت ذاك ؟.

فقال ابو جعفر : لو ان رجلا من المسلمين تزوج امراة من اهل الكتاب , ثم توفي عنها ما تقول فيها؟.

قال : لا ترث منه .

قال : فقد ثبت النكاح بغير ميراث ثم افترقا انتهى .

وقول ابي حنيفة ان سورة سال سائل تنطق بتحريم المتعة , يقصد به قوله تعالى في السورة ( والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم ).

فـاجابه مؤمن الطاق بان السورة مكية وآية ( فما استمعتم به منهن فتوهن اجورهن ) مدنية , فكيف ينسخ المتقدم المتاخر؟.

ولكن الجواب الاصح : ان المتمتع بها زوجة شرعية , فهي مشمولة لقوله تعالى .

( الا عـلـى ازواجهم ) وقد افتى عدد من علما السنيين بانه يجوز للرجل ان يتزوج امراة حتى لو كان ناويا ان يطلقها غدا , وهو نفس المتعة التي يشنعون بهاعلينا.

بل افتى ابو حنيفة نفسه بان الرجل لو استاجر امراة لخدمته وكنس منزله وغسل ثيابه , فقد جاز له مـقاربتها بدون عقد زواج , لا دائم ولا منقطع المتعة التي يقول بها الفقه الشيعي , لان عقدالزواج شرط فيها , والا كانت زنا.

والنتيجة ان المرجح ان تكون سورة المعارج مكية , ولكن ذلك لا يؤثر على صحة الحديث القائل بان الـعذاب الواقع هو العذاب النازل على المعترض على النبي (ص ) عندما اعلن ولاية علي (ع ) , لان ذلك يكون تاويلا لها , واخبارا من جبرئيل (ع ) بان هذه الحادثة هي من العذاب الواقع الموعود.

فقد تقدمت رواية شرح الاخبار في ذلك , وستاتي منه رواية فيها ( فاصابته الصاعقة فاحرقته النار , فـهـبـط جبرئيل وهو يقول : اقرا يامحمد : سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) وهي كالنص في ان جبرئيل (ع ) نزل على النبي (ص )بتطبيق الاية او تاويلها.

بل يظهر من احاديثنا ان ما حل بالعبدري والفهري ما هو جز صغير من ( العذاب الواقع ) الموعود , وان اكثره سينزل تمهيدا لظهور الامام المهدي (ع ) او نصرة له .

ـ وقد اوردنا في معجم احاديث الامام المهدي (ع ) : 5 / 458 عدة احاديث عن الامام الباقر والامام الصادق (ع ) في تفسير العذاب الواقع باحداث تكون عند ظهور الامام المهدي (ع ).

ـ منها ما رواه علي بن ابراهيم القمي في تفسيره : 2 / 385 قال :.

سـال سـائل بـعذاب واقع , قال : سئل ابو جعفر (ع ) عن معنى هذا , فقال : نارتخرج من المغرب , ومـلـك يسوقها من خلفها حتى تاتي دار بني سعد بن همام عندمسجدهم , فلا تدع دارا لبني امية الا احرقتها واهلها , ولا تدع دارا فيها وتر لال محمد الا احرقتها , وذلك المهدي (ع ).

ـ ومنها مارواه النعماني في كتاب الغيبة / 272 قال :.

حـدثـنـا مـحـمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا محمدبن الحسين بن ابي الـخطاب , عن الحسن بن علي , عن صالح بن سهل , عن ابي عبداللّه جعفر بن محمد (ع ) في قوله تـعالى : سال سائل بعذاب واقع , قال : تاويلها فيماياتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا حتى تنتهي الى الـكـناسة كناسة بني اسد , حتى تمر بثقيف لا تدع وترا لال محمد الا احرقته , وذلك قبل خروج القائم (ع ) انتهى .

والامكنة التي ذكرتها الروايتان , من امكنة الكوفة التي ثبت ان الامام المهدي (ع ) سيتخذها عاصمة له .

وقول الامام الصادق (ع ) ( تاويلها فيما ياتي ) يدل على ان مذهب اهل البيت (ع ) ان العذاب الواقع في الايـة وعـيـد مـفتوح منه ما وقع فيما مضى على المشركين والمنافقين , ومنه ما يقع فيما ياتي على بقيتهم وهو المناسب مع اطلاق التهديد في الاية , ومع سنة اللّه تعالى وانتصاره لدينه واوليائه .

المسالة الثالثة : هل العذاب في سورة المعارج دنيوي ام اخروي


الـمـتـامل في السورة نفسها بقطع النظر عن الاحاديث والتفاسير يلاحظ ان موضوعها ومحور كل آياتها هو العذاب الاخروي وليس الدنيوي .

كـمـا ان آيـاتـها لا تنص على ذم السائل عن ذلك العذاب , فقد يكون مجرد مستفهم لا ذنب له , وقد يكون السائل بالعذاب هنا بمعنى الداعي به , وقد رايت ان القرطبي ذكر قولا بان السائل بالعذاب نبي اللّه نوح (ع ) , وقولا آخر بانه نبينا(ص ) ولذلك يرد في الذهن سؤال : من اين اطبق المفسرون الشيعة والسنة على انهاتشمل العذاب الدنيوي , وان ذلك السائل بالعذاب سال متحديا ومكذبا؟ والـجـواب : ان سر ذلك يكمن في ( با ) العذاب , وان ( سال به ) تعني التساؤل عن الشيئ المدعى وطلبه , استنكارا وتحديا فـكـلـمـة : سـال بـه , تدل على ان السائل سمع بهذا العذاب , لان النبي (ص ) كان ينذرهم بالعذاب الدنيوي والاخروي معا فتسال عنه , وانكره , وتحدى ان يقع وقـد اجـابـه اللّه تـعالى بالسورة , ولم ينف سبحانه العذاب الدنيوي لاعدائه , وان كان ركز على العذاب الاخروي واوصافه , لانه الاساس والاكثر اهمية واستمرارا ,ولان صفته الجزائية اكثر وضوحا.

فكان السورة تقول : ايها المستهزؤون بالعذاب الذي ينذركم به رسولنا ان كل ماانذركم به من عذاب دنيوي او اخروي سوف يقع , ولا دافع له عن الكفار فمنواباللّه ليدفعه عنكم , بحسب قوانينه تعالى في دفع عذابه عن المؤمنين .

فـقوله تعالى ( للكافرين ليس له دافع ) ينفي امكان دفعه عن الكافرين , فهو ثابت لمن يستحقه منهم , وهو ايضا ثابت لمن يستحقه من الذين قالوا آمنا , لكن دافع هوالتوبة والاستغفار مثلا.

كـمـا ان ( الكافرين ) في الاية لا يبعد ان تكون بالمعنى اللغوي , فتشمل الكافرين ببعض آيات اللّه تعالى , او بنعمه , ولو كانوا مسلمين .

وعندما نشك في ان كلمة استعملت بمعناها اللغوي او الاصطلاحي , فلا بد ان نرجح المعنى اللغوي , لانه الاصل , والاصطلاحي يحتاج الى قرينة .

وقـد وقـع المفسرون السنيون في تهافت في تفسير السورة , لانهم جعلوا ( العذاب الواقع ) عذابا اخـرويـا او لغير المسلمين , وفي نفس الوقت فسروه بعذاب النضر بن الحارث العبدري بقتله يوم بدر , فصار بذلك شاملا للعذاب الدنيوي ويـلاحـظ الـباحث في التفاسير السنية انه يوجد منهج فيها , يحاول اصحابه دائماان يفسروا آيات الـعذاب الواردة في القرآن الكريم ـ خاصة التي نزلت في قريش ـبالعذاب الاخروي , او يرموها عـلى اهل الكتاب , ويبعدوها عن المسلمين , حتى المنافقين منهم تـبـرئة قريش , ان يتهمواالنبي (ص ) بانه دعا ربه بالعذاب على قومه , فلم يستجب له اللّه تعالى بقوله : ليس لك من الامر شي الخ .

وهـكذا ركزت الدولة القرشية مقولة اختيار اللّه لقريش , وعدم سماحه بعذابها ,وجعلتها احاديث نبوية , ولو كان فيها تحطئة واهانة للنبي (ص ) , وادخلتها في مصادر التفسير والحديث .

اما عندما يضطرون الى الاعتراف بوقوع العذاب الدنيوي لاحد فراعنة قريش ,فيقولون انه خاص بحالة معينة , مثل حالة النضر بن الحارث , وقد وقعت في بدروانتهى الامر ـ فقد اختار الفخر الرازي في تفسيره : 30 / 122.

ان الـعـذاب الـمذكور في مطلع السورة هو العذاب الاخروي , وان الدنيوي مخصوص بالنضر بن الـحارث , قال : ( لان العذاب نازل للكافرين في الاخرة لا يدفعه عنهم احد , وقد وقع بالنضر لانه قـتـل يـوم بدر ) ثم وصف هذا الراي بانه سديد وهوبذلك يتبع جمهور المفسرين السنيين , مع ان السورة لا تشير الى انتها اي نوع من العذاب الموعود على ان منهج المفسرين في ابعاد العذاب عن قريش , اقل تشددا من منهج المحدثين الرسميين , فهولا لايـقـبـلون ( العذاب الواقع ) لاحد من قريش , حتى للنضر بن الحارث , وحتى لابي جهل الذين فتحوا باب تهمة النبي (ص )بانه دعا على قومه , فخطاه اللّه تعالى ووبخه ـ فقد روى البخاري في صحيحه : 5 / 199.

عـن انـس بـن مالك قال : قال ابو جهل : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطرعلينا حجارة من الـسـمـا او ائتـنـا بـعذاب اليم , فنزلت : وما كان اللّه ليعذبهم وانت فيهم وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون ورواه البخاري في عدة اماكن اخرى , ورواه مسلم في : 8 / 129.

واذا اردت ان تقرا مالا تكاد تصدقه عيناك , فاقرا مارووه في تفسير قوله تعالى ( ليس لك من الامر شي ) فهي آية تنفي عن النبي (ص ) كل انواع الالوهية والشراكة للّه تعالى , ولكنها في نفس الوقت لا تـسلب عنه شيئا من مقامه النبوي وخلقه العظيم وحكمته , وحرصه على هداية قومه ولكن انظر كـيـف صـور المحدثون النبي (ص )في تفسيرها بانه ضيق الصدر , مبغض لقريش , يريد الاعتدا عليها وظلمها ولا يـتـسـع الـمـجال للافاضة في هذا الموضوع , ولكن القارئ السني يجد نفسه متحيرا بين ولا الـمـفـسـرين لقريش كمجاهد الذي يسمح بكون قتل بعض فراعنتهاكالنضر عذابا لها , وبين ولا المحدثين لقريش كالبخاري الذي يقول ان قتل النضروابي جهل ليس هو العذاب الالهي , فهؤلا قوم برزوا الى مضاجعهم , فقد رفع اللّه عذابه عن قريش , ووبخ رسوله , لانه دعا عليها واخـيـرا يـمـكـن للباحث ان يستدل لنصرة راي المفسرين القائل بان العذاب السورة يشمل العذاب الـدنـيـوي , بـما رواه ابن سعد في الطبقات , من قصة اختلاف طلحة والزبير وابنيهما على امامة الصلاة في معسكر عائشة في حرب الجمل ,قال :.

ولـمـا قـدموا البصرة اخذوا بيت المال , وختماه جميعا طلحة والزبير , وحضرت الصلاة فتدافع طـلـحـة والـزبير حتى كادت الصلاة تفوت , ثم اصطلحا على ان يصلي عبد اللّه بن الزبير صلاة ومـحمد بن طلحة صلاة , فذهب ابن الزبير يتقدم فاخره محمد بن طلحة , وذهب محمد بن طلحة يـتـقدم فاخره عبد اللّه بن الزبير عن اول صلاة سال سائل بعذاب واقع دنـيـوي ولـذلـك هـدد بها ابن الزبير وهو دليل على ان الارتكاز الذهني عند الصحابة المعاصرين للنزول , ان العذاب في السورة يشمل العذاب الدنيوي ايضا.

المسالة الرابعة : موقف السنيين من الحديث


ولـكن الذين ذكروا الحديث من السنيين ليس موقفهم منه واحدا , فمنهم من قبله ورجحه على غيره كـابي عبيد والثعلبي والحمويني , ومنهم من نقله بصيغة : روي اوقيل ومنهم من رجح غيره عليه , ولـكـن احدا منهم لم يطعن فيه واقل موقفهم منه انه حديث موجود , قد يكون سنده صحيحا , ولكن غيره ارجح منه , كماسترى .

ان العالم السني يرى نفسه ملزما باحترام هذا الحديث , بل يرى انه بامكانه ان يطمئن اليه وياخذ به , لان الـذيـن قبلوه من ائمة العلم والدين قد يكتفي العلمابمجرد نقل احدهم للحديث وقبوله له , كابي عبيد وسفيان بن عيينة .

وقد راينا المحدث الالباني الذي يعتبره الكثيرون المجتهد الاول في التصحيح والتضعيف في عصرنا , ربما يكتفي في سلسلته احاديثه الصحيحة للحكم بصحة الحديث بتصحيح عالمين او ثلاثة من قبيل : ابن تيمية والذهبي وابن قيم .

مضافا الى ان المحدثين السنة ذكروا له طرقا اخرى , عن حذيفة , وعن ابي هريرة وغيرهما.

وتـجـد تـرجـمات هؤلا الائمة مفصلة في مصادر الجرح والتعديل السنية , وفي عبقات الانوار , والغدير , ونفحات الازهار , من مصادرنا.

نماذج من تفسيرات السنيين لاية : سال سائل


ـ قال الشوكاني في فتح القدير : 5 / 352:.

وهـذا الـسـائل هـو النضر بن الحارث حين قال : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجار من السما او ائتنا بعذاب اليم وهو ممن قتل يوم بدرصبرا.

وقيل : هو ابو جهل وقيل : هو الحارث بن النعمان الفهري والاول اولى لماسياتي انتهى .

وقـصده بما ياتي ما ذكره في ص 356 , من رواياتهم التي تثبت ان السورة مكية وان صاحب العذاب الواقع هو النضر , وليس ابنه جابرا , ولا الحارث الفهري قال : وقداخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي وابن ابي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : سال سائل , قال : هو النضر بن الحارث قال : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجار من السما انتهى .

ولـم يـذكر الشوكاني الحديث المروي في جابر والحارث , ومن رووه , ولماذارجح عليه حديث النضر ؟ هل بسبب السند او الدلالة الخ .

ولـو انـه اقـتـصر على ذكر ما اختاره في سبب نزولها لكان له وجه , ولكنه ذكرالقولين , وذكر رواية احدهما دون الاخر , وبذلك ابتعد عن انصاف العالم الباحث لكن شمس الدين الشربيني القاهري الشافعي المتوفى سنة 977 , صاحب التفسير المعروف , كان اكثر انصافا من الشوكاني , فقد ذكر السببين معا , فقال كمانقل عنه صاحب عبقات الانوار : 7 / 398:.

سـال سائل بعذاب واقع : اختلف في هذا الداعي , فقال ابن عباس : هو النضر بن الحارث وقيل : هو الـحارث بن النعمان , وذلك انه لما بلغه قول النبي (ص ) من كنت مولاه فعلي مولاه , ركب ناقته فجا حتى اناخ راحلته في الابطح ثم قال : يامحمد امرتنا عن اللّه ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه فقبلناه منك الخ انتهى .

امـا ابـو عـبيد المتوفى سنة 223 , فقد جعل الحديث سببا لنزول الاية على نحوالجزم , لانه ثبت عنده , ولعله لم يثبت عنده غيره حتى يذكره , فقال كما في نفحات الازهار : 7 / 291.

لـمـا بـلـغ رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم غدير خم ما بلغ , وشاع ذلك في البلاد ,اتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال :.

يـا مـحمد والـزكـاة , فـقـبلنا منك ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه فقال رسول اللّه : واللّه الذي لا اله الا هو ان هذا من اللّه .

فولى جابر يريد راحلته وهو يقول : اللهم ان كان ما يقول محمد حقا فامطر عليناحجارة من السما او ائتـنـا بعذاب اليم , فما وصل اليها حتى رماه اللّه بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله , وانزل اللّه تعالى : سال سائل بعذاب واقع الاية انتهى .

ـ وقال القرطبي في تفسيره : 18 / 278.

اي سـال سـائل عذابا واقعا للكافرين : اي على الكافرين وهو النضر بن الحارث حيث قال : اللهم ان كـان هـذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما اوائتنا بعذاب اليم , فنزل سؤاله وقتل يوم بدر صبرا هو وعقبة بن ابي معيط , لم يقتل صبرا غيرهما , قاله ابن عباس ومجاهد.

وقـيـل : ان السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري , وذلك انه لما بلغه قول النبي صلى اللّه عليه وسـلم في علي (رض ) ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ركب ناقته فجا حتى اناخ راحلته بالابطح الى آخره , بنحو رواية ابي عبيد ثم قال :.

وقيل : ان السائل هنا ابو جهل , وهو القائل لذلك , قاله الربيع .

وقيل : انه قول جماعة من كفار قريش .

وقيل : هو نوح (ع ) سال العذاب على الكافرين .

وقـيـل : هو رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم اي دعا (ع ) بالعقاب , وطلب ان يوقعه اللّه بالكفار , وهـو واقـع بهم لا محالة , وامتد الكلام الى قوله تعالى : فاصبر صبراجميلا اي : لا تستعجل فانه قريب انتهى .

وبذلك نلاحظ ان المفسرين السنيين وان كانوا يرجحون تفسير الاية بالنضر بن الحارث العبدري , ويـرحـجـون ان الـعذاب الموعود فيها هو قتله في بدر ولكنهم في نفس الوقت يذكرون تفسيرها بوقوع العذاب على من اعترض على النبي (ص )لاعلانه ولاية علي (ع ) من بعده في غدير خم .

ومـجرد ورود هذا التفسير في مصادرهم بصفته قولا محترما في تفسير الاية , ولورجحوا عليه غيره , يدل على وجود اعلان نبوي رسمي بحق علي , ووجود اعتراض عليه الـى اكـثر من اعتراف المفسرين بذلك , سوا وقعت الصاعقة على المعترض ام لم تقع , وسوا نزلت سورة المعارج عند هذه الحادثة اولم تنزل الـوجه الاخر الذي رجحوه واهم االاشكالات التي ترد عليه : ان روايته ليست مرفوعة الى النبي (ص ), بينما تفسير الشيعة مرفوع .

وروايـة تـفـسـيـرهم عن ابن عباس ومجاهد لا تحل المشكلة , خاصة اذا كانت من راويه عكرمة المجروح عندنا وعندهم .

ويـرد عـلـى تـفـسيرهم ايضا : ان من المتفق عليه عندهم تقريبا ان السؤال في الاية حقيقي وليس مـجـازيـا , فقد حدث ان سال النضر بن الحارث بالعذاب , وطلب نزوله فقال : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما او ائتنابعذاب اليم فعذبه اللّه في بدر بالقتل .

مع ان آية مطر الحجارة من سورة الانفال التي نزلت مع احكام الانفال , بعد بدروبعد قتل النضر ومن الـبـعـيـد ان يكون جواب قول النضر نزل في سورة مكية قبل الهجرة , ونفس قوله نزل في سورة مدنية , بعد هلاكه .

ويـرد عـلـيه ايضا : ان قولهم ( اللهم ان كان هذا هوالحق من عندك فانزل عليناحجارة من السما ) اكـثر تناسبا وانطباقا على تفسيرنا , واصعب انطباقا على تفسيرهم لان معناه على تفسيرهم : اللهم ان كـان هـذا الـديـن منزلا من عندك فامطرعلينا حجارة ومعناه على تفسيرنا : اللهم ان الحكم لال مـحمد (ص ) من بعده منزلامن عندك , فامطر علينا حجارة وهذا اكثر تناسبا , لان الدعا بحجارة مـن السما لايقوله قائله الا في حالة الياس من التعايش مع وضع سياسي جديد , يتحدى وضعه القبلي المتجذر في صميمه ويرد عليه ايضا : انه لو صح , فهو لا يمنع من تفسيرنا , فلا وجه لافتراضهم التعارض بينهما فاي تـعـارض بين ان يكون العذاب الواقع هوالعذاب الذي وقع على النضر بن الحارث في بدر , ثم وقع على ولده جابر بن النضر , كما في رواية ابي عبيد , ثم وقع ويقع لى آخرين من مستحقيه وينبغي ان نشير هنا الى قاعدة مهمة في تفسير القرآن والنصوص عامة , وهي :ضرورة المحافظة عـلـى اطلاقات النص ما امكن وعدم تضييقها وتقييدها فالاية الكريمة تقول ان احدهم تحدى وتسال عـن الـعذاب الموعود , الذي انذر به النبي (ص ) , فاجابه اللّه تعالى انه واقع بالكفار لا محالة كما انـذركـم بـه رسولنا (ص )حرفيا , في الدنيا والاخرة , وانه جار في الكفار وفي من آمن , حسب القوانين الخاصة التي وضعها له اللّه تعالى .

/ 28