جحفة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جحفة - نسخه متنی

عبد الهادی الفضلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







تاريخها المعاصر




إن قصة نزول بني
عَبيل الجحفة بعد أن أخرجهم العماليق من يثرب ـ التي تقدمت الإشارة إليها ـ
تشير الى قدم الجحفة، والى أن تاريخها يرجع الى
ماقبل الإسلام.


قال الزبيدي في
(تاريخ العروس: مادة جحف): «وكانت تسمى مهيعة، فنزل بها بنو عَبيل ـ كأمير
باللام، وهو الصواب، وفي بعض بنو عُبيد كزبير بالدال، وهو غلط ـ وهم أخوة عاد
بن عوص بن ارم، وكان أخرجهم العماليق، وهم من ولد عمليق بن لاوذ بن ارم من
يثرب، فجاءهم سيل الجحاف، فسميت جحفة، قال ابن دريد: هكذا ذكره ابن
الكلبي».


والعمالقة ـ كما
يعرّفهم القلقشندي11: «قبيلة من العرب العاربة والبائدة، وهم بنو
عمليق ـ ويقال عملاق ـ بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح (عليه السلام)، وهم أمّة
عظيمة يضرب بهم المثل في الطول والجثمان، قال الطبري: وتفرقت منهم أمم في
البلاد، فكان منهم أهل المشرق، وأهل عُمان والبحرين والحجاز، وكان منهم ملوك
العراق والجزيرة وجبابرة الشام وفراعنة مصر».


أما بنو عَبيل
فذكرهم القلقشندي12 عن ابن الكلبي بالدال، فقال: «بنو عبيد: قبيلة
من العرب البائدة، قال ابن الكلبي: وهم بنو عبيد بن أرم بن سام بن نوح ـ عليه
السلام ـ وقيل: عبيد بن صداد (شداد) بن عاد بن عوص بن سام، قال في العبر:
وكانت منازلهم بالجحفة بين مكة والمدينة، وهو ميقات الإحرام لأهل مصر، فهلكوا
بالسيل، ويقال: إن الجحفة بين مكة والمدينة، وإنما سميت الجحفة; لأن السيل
أجحف بها وخربها.


قال المسعودي:
ومنهم الذي اختط مدينة يثرب، وهو يثرب بن باسة بن مهلهل بن أرم بن عبيل،
والذي ذكره السهيلي: أن الذي اختط مدينة يثرب هو ابن عبيل هذا».


ويبدو أن الجحفة
بقيت عامرة بعد سيل الجحاف حتى القرن الخامس الهجري، فقد ذكر البكري البلداني
المتوفى سنة 487 هـ الجحفة في كتابه (معجم ما استعجم 1/367) وعرّفها بقوله:
«وهي قرية جامعة لها منبر». ووصفها بأن في أولها ـ أي من جهة المدينة ـ مسجد
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بموضع يقال له (عزور)، وفي آخرها ـ أي من
جهة مكة ـ عند العلمين مسجد الأئمة.


وربما كان خرابها
في القرن السادس الهجري، ويفاد هذا مما جاء من تعريف لها في (معجم البلدان
2/111) فقد قال مؤلفه ياقوت الحموي المتوفى سنة 626 هـ : «الجحفة ـ
بالضم ثم السكون فالفاء ـ كانت قرية كبيرة ذات منبر... وهي الآن
خراب».


والذي يظهر أنها
بقيت خراباً حتى عصرنا هذا.


وقد يرجع هذا الى
ما تُمنى به المدن والقرى الواقعة على الطرق العامة عند عدول السابلة الى
طريق آخر فتهجر لانقطاع مورد المعيشة فيها، وهو تعامل أهلها مع السالكة
والسابلة المارة بها.


حيث يفاد مما
يذكره الرحالة من مصريين ومغاربة13 أن طريق الحاج من المدينة المنورة الى
مكة المكرمة المار بـ(بدر) فـ(الجحفة) عدل عنه، فانحدر من (بدر) الى (مستورة)
فـ (رابغ).


هذا كلّ ما وقفت
عليه من تاريخها الماضي، وبخاصة في العهد الإسلامي.


ونستطيع أن نخلص
منه الى النتائج التالية:


1 ـ أن الجحفة حتى
القرن الخامس الهجري كانت قرية كبيرة جامعة ذات منبر.


2 ـ وكان يطلق على
أولها ـ للداخل إليها من جهة المدينة المنورة ـ اسم (عزور)، وكان فيه مسجد
يقال له (مسجد النبيّ)، وهو المسجد الجامع الذي فيه منبرها لإقامة صلاة
الجمعة.


3 ـ وفي آخرها ـ
للخارج منها إلى جهة مكة المكرمة ـ مسجد يقال له (مسجد الأئمة).


4 ـ وفي نهايتها ـ
من جهة مكة المكرمة أيضاً ـ عَلَمان أي علامتان من البناء الثابت لبيان حدود
الميقات أو نهاية الميقات.


/ 12