بیشترلیست موضوعات
المقــدمة تمـهيد المحور الأول:
التفاعل الحضاري بين الأمم حدود الحوار بين المسلمين
والغرب الحـوار بين العالمية والعولمة الأقليات الإسلامية والحوار
مع الآخر حوار الحضارات ضرورة
إنسانية المحور
الثالث: أثر ثقافة
الحوار في نجاح
الدعوة الحـوار لغة الحـياد الحـوار منهج عقلي وعاطفي الحماسة للحق وكراهية
الباطل الحوار وتثبيت العقيدة
الصحيحة الحوار وتكوين المجتمع
المسلم الحوار والنهي عن موالاة
اليهود والنصارى الحوار والدعوة إلى السلم
الخاتــمة
المـراجع الهوامشتوضیحاتافزودن یادداشت جدید المقــدمة الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين ، وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين . وبعـد : فإنه مع إفرازات النظام العالمي الجديد ، سواء على صعيد الثقافة والقيم ، أو على صعيد السياسة والاقتصاد تزايد الاهتمام بالحوار ، وتعمق الاقتناع به وبدوره في تحقيق وفاق ثابت بين أبناء الأمة الواحدة ، وتفاهم مشترك بين الشعوب المختلفة على أساس قاعدة الكرامة والعدالة والمساواة ، حتى شاع استخدام الحوار على مختلف الصعيد ، وفي شتى الميادين الثقافية والفكرية والحضارية ، فأصبح أحد الظواهر الهامة للعصر الحالي الذي يتميز بثورة المعلوماتية والاتصال التي هي إحدى ثمرات العلم المتفجرة عنه ، وبهذا قوي التواصل بين بني البشر واتسعت دائرة الحوار وتنوعت موضوعاته بصورة لم تعرفها الإنسانية من قبل . ومن خلال هذه المعطيات يبرز دور الحوار وتظهر أهميته في تأسيس صيغة معرفية متجددة تعتمد تزاوج الأفكار ، وتبادل الرؤى ، وتداول الطروحات من خلال سماع الرأي الآخر والإصغاء إليه والاهتمام به تحقيقا للتواصل العلمي والمعرفي ، وابتعادا عن العزلة والانكفاء الذي لم يبق لهما مكان في عالم اليوم . ولابد من الإشارة إلى تنوع أشكال الحوار وتعدد موضوعاته بتنوع مقاصده وأغراضه ، ليواكب الحاجات الفطـرية الإنسـانية ، فكان منه ما يعنى بالجوانب التربوية التعليمية ، ومنه ما يعنى بالجوانب الثقافية المعرفية ، ومنه ما يعنى بتحديد العلاقة بين الأمم والشعوب ، ومنه ما يعنى بالصيغ والمناهج الدعوية ، إن مما لاشـك فيه أن المجتمعات الإسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى أن ينفتح فيها الحوار بشكل يتفق مع معطيات العصر وآفاقه الواسعة ، ولن يتحقق ذلك إلا بما يلي: 1 ـ تحصين الذات من خلال إصلاح أحوال الفرد والمجتمع . 2 ـ استخدام لغة العصر وأسلوبه ليكون الحوار مدخلا إلى تحقيق التعامل مع المستجدات بقدرات أكبر وإمكانات أوفر وفرص أكثر . ومن هنا ينبغي أن يهدف الحوار إلى رصد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية واحتوائها ومعالجتها بروح مخلصة وعقلية بناءة هادفة ، كما أنه ينبغي أن يهدف هذا الحوار إلى تدعيم سبل الاستقرار والتنمية ، لتكون تلك الحوارات بمثابة نقطة تحول وانطلاق إلى آفاق جديدة في واقعنا الاجتماعي والسياسي وفي ميادين الحياة كافة . إنه ينبغي أن يشمل الحوار كل موضوع يهم الفرد والمجتمع سواء كان ثقافيا أو فكريا أو سياسيا ، لأن نجاح الحوار وفاعليته تكمن في شموليته واستيعابه لحاجة العامة ، ذلك أن الحـوار على هذا النحو الراقي يعد ضرورة من الضرورات التي تقتضيها عملية انتظام الحياة وتفرضها طبيعة التواصل البشري ، فالحوار حركة مطردة وقوة دافعة وطاقة للإبداع يجب أن تعتمد على أسس متينة لضمان استمرارها وديمومتها ، وقد كان للإسلام في جميع هذه الأمور رؤية واضحة وموقف مبدئي من خلال التعاليم التي تحث على التعاون من أجل كل ما فيه الخير والحق لتحقيق السعادة لجميع بني البشر . إن المتتبع لوضع العالم الإسلامي اليوم وما يمر به من أحداث عصيبة ومتنوعة يجد أن أمام أبنائه مهام كبيرة لبناء الذات وتصحيح المواقف وازدهار الحياة ، ولذلك فهو مدعو الآن أكثر من أي وقت آخر إلى أن يتعامل مع تلك الأحداث بعقلية مرنة وتفكير ناضج يستطيع من خلالها الانفتاح على آفاق العصر ومعطياته المتجددة ، والدخول في حوارات جدية وهادفة مع جهات عديدة وعلى مستويات متنوعة ليثبت جدارته وأهليته للمساهمة في صياغة حضارة إنسانية تسود فيها قيم الخير والحق والفضيلة ويبرز فيها مبدأ التعاون والتسامح . ومن خلال المعطيات المتقدمة فسيتم دراسة هذا الموضوع من خلال المحاور التالية: 1 ـ تمهيد ـ الصحوة الإسلامية وأهمية الحوار مع الآخر . 2 ـ المحور الأول ـ التفاعل الحضاري بين الأمم . 3 ـ الحضارات ،،، صراع أم حوار ؟ . 4 ـ أثر ثقافة الحوار في نجاح الدعوة . ولا بد من الإشـارة هنا إلى أنني عنيت ببحث هذا الموضوع بروح الحيادية العلمية والإنصاف الفكري معتمدا وضوح المنهج ، ومرونة الطرح ، وسلاسة العبارة ، ودقة الإحالة ، وسعة الأفق في المعالجة ، بعيدا عن التعصب لطرف على حساب طرف آخر ، قاصدا بذلك صياغة منهجية حوار إسلامي يتعامل مع عصر الثورة المعلوماتية بعقلية المسلم المثقف الغيور على دينه وعقيدته . ومهما يكن من أمر ، فإنه لا يمكن أن أدعي الكمال لهذه الدراسة فهي لا تعدو أن تكون محاولة مخلصة للكشف عن مقومات الحوار في الإسلام ومنهجيته العلمية في الحوار مع الذات ، والحوار مع الآخر من خلال التفاعل الحضاري مع الشعوب والأمم الأخرى ، للوصول إلى الثمرات المرجوة منه في الجوانب التربوية والثقافية والدعوية ، فإن كان صوابا فهذا ما وفقني الله إليه ، وإن كان غير ذلك فحسبي أنني لم أدخر جهدا في سبيل الوصول إلى الحقيقة وإبراز رأي الإسلام في هذه المسألة الهامة والملحة ، والله من وراء القصد ،،،