صحوة الإسلامیة وحوار الثقافات والأدیان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صحوة الإسلامیة وحوار الثقافات والأدیان - نسخه متنی

عبدالستار إبراهیم الهیتی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الحـوار لغة الحـياد :

الهدف من الدعوة إلى الله تعالى
إرجاع الإنسـان إلى فطرته ، لأن الإسلام هو دين الفطرة (( فأقم وجهك للدين حنيفا
فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ))56ولأن
الهدف من الدعوة تقويم الإنسان والعناية بفكره فقد وجهنا القرآن الكريم إلى استخدام
أسلوب الحوار معه ، فلا نبدأه بتحدي معتقده ومهاجمة تصوراته ، وإنما نحاوره عن طريق
إثارة الشك فيها ليكون قابلا للأخذ والرد ومعرفة الصواب من الخطأ ، ولتهيئة نفوسهم
للدخول في الدعوة أوالاستماع إليها بهدوء وقناعة واطمئنان ، ولاشك أن
الحوار يعمل على سيادة روح الحياد الفكري في ميدان المحاجة العقائدية ، لأن نبذ
الحوار وتجاوزه يبعث على أن يخطأ كل طرف الطرف الآخر بغضب وتناحر وصراع يغفل سداد
الفكر وحكمة الدعوة وعندئذ يفوت الغرض من الدعوة ونعود إلى الهدف بما يناقضه .

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن التمادي
بالباطل قبيح ومرفوض ، ولا يمكن تهيئة جو علمي للتنازل عن طبيعة العناد والتعصب
الذي يسود ميدان الصراع العقائدي أفضل من الحوار الهادئ البناء ، يقول الله تعالى
(( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك
به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا
مسلمون ))57
وفي هذا دعوة إلى الحوار في تبليغ الناس ودعوتهم إلى الحق ، والملاحظ أن القرآن لم
يركزعلى نقاط الخلاف وإنما ركز على نقاط الالتقاء والقواسم المشتركة للانطلاق منها
، وهذا هو لب الحوار وجوهره ، إنه أسلوب حكيم يراد منه جمع الناس على المبادئ
العامة التي يلتقون عليها ليشعروا بالقرب من بعضهم ، ومن ثم البحث في التفاصيل بروح
إيجابية مرنة ، لأن البحث في نقاط الاختلاف يولد جوا مشحونا من التعصب والبغضاء بما
لايدع مجالا للحوار ، ومن هنا يكون الحوار لغة الحياد والتفاهم بين المسلمين وأتباع
الأديان الأخرى في ميدان الدعوة إلى الله .

/ 19