بیشترلیست موضوعات
المقــدمة تمـهيد المحور الأول:
التفاعل الحضاري بين الأمم حدود الحوار بين المسلمين
والغرب الحـوار بين العالمية والعولمة الأقليات الإسلامية والحوار
مع الآخر حوار الحضارات ضرورة
إنسانية المحور
الثالث: أثر ثقافة
الحوار في نجاح
الدعوة الحـوار لغة الحـياد الحـوار منهج عقلي وعاطفي الحماسة للحق وكراهية
الباطل الحوار وتثبيت العقيدة
الصحيحة الحوار وتكوين المجتمع
المسلم الحوار والنهي عن موالاة
اليهود والنصارى الحوار والدعوة إلى السلم
الخاتــمة
المـراجع الهوامشتوضیحاتافزودن یادداشت جدید الحوار والنهي عن موالاة اليهود والنصارى : وردت حوارات قرآنية متعددة تنهى المسلمين عن موالاة اليهود والنصارى لغرض تربيتهم على إخلاص الولاء لله وللرسول وللجماعة المسلمة ، وتحذيرهم من العداوة التي يضمرها أصحاب الأديان الأخرى ضدهم ، من ذلك قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ))63ولو تأملنا ما ورد في سبب نزول الآية والظروف الخارجية والداخلية التي كانت الدعوة الإسلامية تعاني منها عند نشأتها في المدينة المنورة لعرفنا عظمة الحكمة الإلهية في هذا النداء ، فقد كان اليهود من القوة والنفوذ ما يدعو إلى الحذر منهم والخوف على هذه الدولة الناشئة من كيدهم ومؤامراتهم64. إن الولاية التي نهى الله المؤمنين أن تكون بينهم وبين اليهود والنصارى هي ولاية تناصر وتحالف معهم ، وهذا النهي لا يتعارض مع السماح بحسن التعامل ، فإن المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب ، ولكنه منهي عن الولاء لهم بمعنى التناصر والتحالف معهم لأن طريقه في تحقيق منهج الإسلام في حياته ومجتمعه لا يمكن أن يلتقي مع طريق أهل الكتاب ، ولأن أهل الكتاب مهما تسامح المسلم معهم فإن هذا التنازل لن يرضيهم مادام باقيا على دينه ، حريصا على إقامة النظام الإسلامي وتحقيقه في الحياة ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ))65. ولما كان الولاء لغير المؤمنين ، يؤدي إلى زعزعة كيان الأمة وتصديع بنيانها فقد تعددت النداءات القرآنية وبأشكال حوارية متعددة تحذر جميع أفراد المسلمين من موالاتهم ومناصرتهم ، منها قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ))66 وقد جاء في سبب نزول هذه الآية أن شاس بن قيس وكان يهوديا مر على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون ، فغاظه ما رأى من تآلفهم بعد العداوة ، فأمر شابا من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم بيوم بعاث ففعل ، فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجلان أحدهما من الأوس والآخر من الخزرج فتقاولا ، وغضب الفريقان ، وتواثبوا للقتال، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا وأطاعوا فنزلت فيهم هذه الآية67( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من أهل الكتاب … ) ثم حذرهم الله تعالى من كيد أعدائهم ، وأمرهم بالاعتصام بكتابه ، فقال (( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم))68والملاحظ أن آيات التحذير والنهي عن موالاة اليهود والنصارى إنما جاءت بصيغ الحوار الموجه إلى المؤمنين ، مما يشير إلى ضرورة التحدث معهم عن قرب حول هذا الموضوع الخطير الذي يجب أن تتنبه الأمة إليه .