إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام - نسخه متنی

حسن محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




فتحي يكن في رحاب نهج البلاغة


:

يصعب
جدّاً الإحاطة بما تضمّنه كتاب نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب كرّم الله
وجهه ورضي الله عنه وأرضاه ، من موضوعات تتعلّق بمختلف شؤون
الحياة ، سابرة أغوارها ، مستكشفة أبعادها ، مقدمة المواعظ
والعبر والدروس والحكم النافعة الجليلة من خلالها .

سأتناول من (نهج البلاغة) سفراً من أسفاره ، وقبساً من قبساته ،
والذي يلفت فيه ببلاغة العالم ، وعلم الرسالي ، وإحاطة
الداعية ، وسرّ نجاح وفلاح الإمام حيث يقول : «من نصب نفسه للناس
إماماً ، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تهذيبه بسيرته
قبل تهذيبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومهذّبها أحقّ بالإجلال من معلم الناس
ومهذّبهم» .

إنّه
سرّ نجاح الإمامة ، وخلفية تألّق الإمام . . . سواء كانت
إمامة دعوة ، أو إمامة ولاية ، وسواء كانت إمامة صغرى أو
كبرى . .

فسبب
النجاح يبقى هو هو ، وسرّ الأثر لا يتبدّل ولا
يتغيّر . . . إنّه تأكيد للسنّة الإلهية الثابتة
الماضية : {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ
تَبْدِيلا} تلكم هي (سنّة التغيير) التي تتجلّى في قوله
تعالى : {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا
بِأَنفُسِهِمْ} .

فمن
يتصدّى للإمامة . . للقيادة . . للدعوة . .
للرسالة . . للإمامة . . . لابدّ وأن يكون تمكّن من
إمامة نفسه ، وقيادة ذاته برسالة الإسلام ، كما لابدّ وأن يكون قد
أحكم قياد حياته وفق أمر الله وأمر رسوله(صلى الله عليه وآله) . وهذا
مناط قوله(عليه السلام) : «فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم
غيره» .

ومن
يفعل ذلك يكن ماضياً وفق السنّة الإلهية . . ومن التزم السنن
الإلهية لا يضلّ ولا يشقى ، وإنّما يبقى مسدّداً مهتدياً راشداً
مسترشداً .

إذا لم يكن عون من الله
للفتى فأوّل ما
يقضي عليه اجتهاده

فالذي
يُطلّ على الناس بحال الإسلام غير الذي يطل عليهم بمقال
الإسلام . . والذي يترجم الإسلام بأعماله غير الذي يترجمه
بلسانه . . وهذا مناط قوله(رضي الله عنه) : «وليكن تهذيبه
بسيرته قبل تهذيبه بلسانه» .

إنّ
حالة الانفصام بين الادّعاء والواقع ، وبين القول والعمل ، وبين
الشعار والمضمون حالة مرضية ومذمومة ، وقبيحة ومقبوحة ، ورذيلة
ومرذولة ، ويجب أن لا ترى النور ضمن الدائرة الإسلامية التي تفرض
التجانس والوئام بين النظرية والتطبيق; ليتحقّق الفوز والفلاح في الحياة
الدنيا «ومعلّم نفسه ومهذّبها أحقّ بالإجلال من معلّم الناس ومهذّبهم» .
فضلا عن الفوز برضا الله تعالى ، وذلك هو الفوز
العظيم .

من هنا
كان الخطاب القرآني يتهدّد ويتوعّد أولئك المصابين بداء انفصام الشخصية
فيقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ
تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ *
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ
تَفْعَلُونَ} .

/ 20