إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام - نسخه متنی

حسن محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




ولدتُ على الفطرة


من
اللافت الذي أدهش من تتبّع حياته أنّ ولادته(عليه السلام) ـ التي كانت في
الكعبة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب على قول الأكثر ـ كانت في
اليوم الأوّل لدخول رسول الله(صلى الله عليه وآله) غار حراء للتعبّد
والمناجاة ، وللتدبّر والتفكير في ملكوت السماوات والأرض وما بينهما وما
فيهما . . وكان هذا بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، حقّاً أنّه
أمر يثير العجب ، أن السماء راحت تعدّ أمرين في آن واحد ووظيفتين في وقت
واحد; ففي غار حراء على بعد من الحرم المكّي أعدّت رسولا نبيّاً ، وفي
داخل الحرم المكي راحت تعدّ إماماً ووزيراً وخليلا وفيّاً; ليكمل الشوط ويملأ
الفراغ «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا
نبي بعدي أو لا نبوّة بعدي» «أنت أخي ووصيي
وخليفتي . . .» .

يقول
ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه القيم لنهج البلاغة في قوله(عليه
السلام) : «فإنّي ولدتُ على الفطرة» وفي جوابه عن قول من يقول :
كيف علّل نهيه عن البراءة منه(عليه السلام) ، بقوله : «فإنّي ولدتُ
على الفطرة) ; فإنّ هذا التعليل لا يختص به(عليه السلام); لأنّ كلّ أحد
(واحد) يولد على الفطرة ، قال النبي(صلى الله عليه وآله) : «كلّ مولود يولد على الفطرة; وإنّما أبواه يهودانه
وينصّرانه»؟

فكان
أحد أجوبته الثلاثة : بأنّه(عليه السلام) علل نهيه لهم عن البراءة منه
بمجموع اُمور وعلل وهي كونه ولد على الفطرة ، وكونه سبق إلى الإيمان
والهجرة ، ولم يعلّل بآحاد هذا المجموع ، ومراده هاهنا بالولادة
على الفطرة أنه لم يولد في الجاهلية; لأنّه ولد(عليه السلام) لثلاثين عاماً
مضت من عام الفيل ، والنبي(صلى الله عليه وآله) أرسل لأربعين سنة مضت من
عام الفيل; وقد جاء في الأخبار الصحيحة أنه(صلى الله عليه وآله) مكث قبل
الرسالة سنين عشراً يسمع الصوت ويرى الضوء ، ولا يخاطبه أحد ، وكان
ذلك إرهاصاً لرسالته(عليه السلام)فحُكم تلك السنين العشر حكم أيّام
رسالته(صلى الله عليه وآله) فالمولود فيها إذا كان في حجره وهو المتولي
لتربيته مولود في أيّام كأيّام النبوّة ، وليس بمولود في جاهلية
محضة ، ففارقت حاله حال من يدّعي له من الصحابة مماثلته في
الفضل .

وقد
روي أنّ السنة التي ولد فيها عليٌّ(عليه السلام) هي السنة التي بدئ فيها
برسالة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فاُسمع الهتاف من الأحجار
والأشجار ، وكشف عن بصره ، فشاهد أنواراً وأشخاصاً ولم يخاطب فيها
بشيء . وهذه السنة هي السنة التي ابتدأ فيها بالتبتّل والانقطاع والعزلة في جبل حراء ،
فلم يزل حتّى كوشف بالرسالة وأنزل عليه الوحي . وكان رسول الله(صلى الله
عليه وآله) يتيمّن بتلك السنة ، وبولادة علي(عليه السلام)فيها ،
ويسمّيها سنة الخير وسنة البركة ، وقال لأهله ليلة ولادته ، وفيها
شاهد ما شاهد من الكرامات والقدرة الإلهية ولم يكن من قبلها شاهد من ذلك
شيئاً : «لقد ولد لنا الليلة مولود يفتح الله
علينا به أبواباً كثيرة من النعمة
والرحمة» .

وهنا
يقول ابن أبي الحديد : وكان كما قال(صلى الله عليه وآله) فإنّه(عليه
السلام) كان ناصره والمحامي عنه ، وكاشف الغماء عن وجهه ، وبسيفه
ثبت دين الإسلام وأرست قواعده .

كما
يذكر تفسيراً آخر : بأنّه(عليه السلام) أراد بالفطرة العصمة ، وأنه
منذ أن ولد لم يواقع قبيحاً ولا كان كافراً طرفة عين قط ولا مخطئاً ولا
غالطاً في شيء من الأشياء المتعلّقة بالدين وهذا تفسير الإمامية7 .

فقد
روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنه قال : «إن
سُبّاق الاُمم ثلاثة لم يكفروا طرفة عين : علي بن أبي طالب وصاحب ياسين
ومؤمن آل فرعون فهم الصدِّيقون وعليّ أفضلهم»8 .

وعن
رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «ثلاثة لم
يكفروا بالله قط : مؤمن آل ياسين وعلي بن أبي طالب وآسية امرأة
فرعون»9 .

/ 20