إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام - نسخه متنی

حسن محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




إسلامه


وقد تعدّدت
واختلفت أقوال المؤرِّخين في عمره الشريف حين إسلامه وتصديقه بالنبوّة ،
بين من يقول كان له ثمان سنين وبين من يقول له تسع وآخر يقول له عشر ،
ورابع يقول له إحدى عشرة سنة وخامس يقول له اثنتا عشرة سنة وسادس يقول له
ثلاث عشرة سنة وهناك من يقول : له خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة ،
وكلّ هذا إنّما يدلّ على تحديد عمره المبارك وقت أن أعلن الرسول رسالته
للخاصّة من مريديه وموقفه الرسمي إن صحّ التعبير منها ، وإلاّ فإنّ روحه
لم تتلوّث بالشرك فهو الذي لم يكفر بالله قط . وهذا ما نجده في الروايات
أعلاه وفي قول الإمام زين العابدين جواباً عن سؤال من سأله عن عمر الإمام
عليّ(عليه السلام) عند إيمانه ، فقال(عليه السلام) : أو كان
كافراً؟! إنما كان لعلي حين بعث الله عزّوجلّ رسوله(صلى الله عليه وآله)عشر
سنين ولم يكن كافراً11 .

والذي يؤيّد أن
عمره كان عشر سنوات أنّ عمر الدعوة الإسلامية في مكّة ثلاث عشرة سنة وهاجر
إلى المدينة وله ثلاث وعشرون سنة وأنه استشهد سنة 40هـ وهو ابن ثلاث وستّين
سنة .

ويميل ابن
أبي الحديد إلى أنّ عمره الشريف كان ثلاث عشرة سنة ، متقيداً من
قوله(عليه السلام) : «لقد عبدتُ الله قبل أن
يعبده أحد من هذه الأمّة سبع سنين» ، وقوله(عليه السلام) :
«كنت أسمع الصوت وأبصر الضوء سنين سبعاً ،
ورسول الله(صلى الله عليه وآله) حينئذ صامت ما أُذِنَ له في الإنذار
والتبليغ» .

وذلك ـ والقول ما
زال لابن أبي الحديد ـ لأنّه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة
سنة ، وتسليمه إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) من أبيه وهو ابن
ستّ ، فقد صحّ أنّه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين ،
وابن ستّ تصحّ منه العبادة ، إذا كان ذا تمييز ، على أنّ عبادة
مثله هي التعظيم والإجلال وخشوع القلب . . .12

وقد جاء في ترجمة
الإمام علي(عليه السلام) في الاستيعاب أنّ : المروي عن سلمان وأبي
ذر والمقداد وخبّاب وأبي سعيد الخدري
وزيد بن أسلمه أنّ علياً(عليه السلام) أوّل من أسلم وفضّله هؤلاء على
غيره .

وقال ابن
إسحاق : أوّل من آمن بالله وبمحمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله) علي
بن أبي طالب(عليه السلام) وهو قول ابن شهرآشوب إلاّ أنّه قال : من
الرجال بعد خديجة .

وعن ابن عبّاس
قال : سمعت عمر بن الخطّاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام
فقال عمر : أمّا عليّ ، فسمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول
فيه ثلاث خصال لوددت أنّ لي واحدة منهنّ ، فكان أحبّ إليَّ ممّا طلعت
عليه الشمس ، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب
النبي(صلى الله عليه وآله) بيده على منكب عليّ فقال له : يا عليّ أنت
أوّل المؤمنين إيماناً وأوّل المسلمين إسلاماً وأنت منّي بمنزلة هارون من
موسى13 .

يقول جورج جرداق
عن إسلام أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) :

وإذا أسلم بعض
الوجوه من قريش منذ أوّل الدعوة احتكاماً للعقل وتخلّصاً من الوثنية ،
وإذا أسلم كثير من العبيد والأرقّاء والمضطهدين طلباً للعدالة التي تتدفّق
بها رسالة محمّد واستنكاراً للجور الذي يلهب ظهورهم بسياطه ، وإذا أسلم
قوم بعد انتصار النبي امتثالا للواقع وتزلّفاً للمنتصر كما هي الحال بالنسبة
لأكثر الأمويين . إذا أسلم هؤلاء جميعاً في ظروف تتفاوت من حيث قيمتها
ومعانيها الإنسانية وتتّحد في خضوعها للمنطق أو للواقع الراهن فإنّ علي بن
أبي طالب قد ولد مسلماً; لأنّه من معدن الرسالة مولداً ونشأةً وفي ذاته خلقاً
وفطرةً ، ثمّ إنّ الظرف الذي أعلن فيه عمّا يكمن في كيانه من روح
الإسلام ومن حقيقته لم يكن شيئاً من ظروف الآخرين ولم يرتبط بموجبات العمر;
لأنّ إسلام عليّ كان أعمق من ضرورة الارتباط بالظروف ، إذ كان جارياً في
روحه كما تجري الأشياء من معادنها والمياه من ينابيعها ، فإنّ الصبي ما
كاد يستطيع التعبير عن خلجات نفسه حتى أدّى فرض الصلاة وشهد بالله ورسوله دون
أن يستأذن أو يستشير .

لقد
كان أوّل سجود المسلمين الأوّل لآلهة قريش ، وكان أوّل سجود عليّ لإله
محمّد! إلاّ أنّه إسلام الرجل الذي اُتيح له أن ينشأ على حبّ الخير وينمو في
رعاية النبي ويصبح إمام العادلين من بعده وربّان السفينة في غمرة العواصف
والأمواج14 .

كما أنّ العقاد
يقول عن إسلام علي :

ولد عليٌّ في
داخل الكعبة ، وكرّم الله وجهه عن السجود لأصنامها ، فكأنّما كان
ميلاده إيذاناً بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها . وكاد عليٌّ أن يولد
مسلماً . . بل لقد ولد مسلماً على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد
العقيدة والروح; لأنّه فتح عينيه على الإسلام ولم يعرف قط عبادة
الأصنام . . .15 .

/ 20