إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام - نسخه متنی

حسن محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




بين يدي النبوّة


لقد
كنت سيّدي شجرة طيّبة توسّطت روضة فيحاء وباحة خضراء ودوحة معطاء ، فكان
أصلها ثابتاً وفرعها في السماء تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن
ربّها .

ففي
ربى النبوّة أبصرت النور بعد أن انبرى رسول الرحمة لرعايتك وتربيتك ،
ومن نسيمها العذب وأريجها الفوّاح تنشقت الحياة ، ومن نمير ساقيتها
الصافي الذي كانت النبوّة نبعه الدافق ارتشفت أوّل قطرة ماء ، وعلى
أديمها الأخضر كانت أوّل خطواتك . كان حضن النبوّة يرعاك فكنت في جنّة
عالية ، قطوفها دانية .

شممت رائحة
النبوّة في مراحل حياتك الأولى ، ورأيت نور الوحي
والرسالة بعد أن وضعك
رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حجره وضمّك إلى صدره وكنفك في فراشه ومسّك
جسده الطاهر وأشمّك عَرْفه . . فجنيت بروض النبوّة ورداً وذقت
بكأسها شهداً .

وكيف
لا تجني ذلك كلّه وقد اختارتك السماء برعماً تحتضنك شجرة النبوّة
والرسالة ، ثمّ لتكون بعد ذلك بقية النبوّة والامتداد الطبيعي
للرسالة . .؟!

روت
فاطمة بنت أسد «اُمّ عليّ» : بينا أنا أسوق هدياً إذ استقبلني
رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وهو يومئذ غلام شاب قبل البعثة
فقال لي : يا أمّاه إنّي أُعلمك شيئاً فهل تكتمينه
عليَّ؟

قلت :
نعم .

قال :
اِذهبي بهذا القربان فقولي : كفرت بهبل (كبير آلهة المشركين وهو أوّل
صنم نصب بمكة) وآمنت بالله وحده لا شريك له .

فقلتُ :
أعمل ذلك لِما أعلمه من صدقك يا محمّد ، ففعلت
ذلك .

فلمّا كان بعد
أربعة أشهر ، ومحمّد يأكل معي ومع عمّه أبي طالب ، إذ نظر إليَّ
وقال : يا اُمّ ما لَك! مالي أراك حائلة اللون؟!

ثمّ قال لأبي
طالب : إن كانت حاملا اُنثى فزوجنيها .

فقال أبو
طالب : إن كان ذكراً فهو لك عبد ، وإن كان اُنثى فهو لك جارية
وزوجة .

فلمّا وضعتُه ـ
في الكعبة ـ جعلته في غشاوة ، فقال أبو طالب : لا تفتحوها حتّى
يجيء محمّد فيأخذ حقّه .

فجاء محمّد ففتح
الغشاوة فأخرج منها غلاماً حسناً فشاله بيده ، وسمّـاه عليّاً ،
وأصلح أمره ، ثمّ إنّه لقمه لسانه فما زال يمصّه حتّى
نام .

وقد سمّته أوّل
الأمر حيدرة بمعنى أسد على اسم أبيها ، فغلب عليه اسم عليّ الذي سمّـاه
به محمّد(صلى الله عليه وآله) .

* * *

ثمّ
راح عليّ(عليه السلام) الذي ما إن فتح عينيه في بيت أبي طالب حتى وجد
محمّداً(صلى الله عليه وآله)يضمّه إلى صدره ويبثّه كلماته ويعلمه
خطواته . . .

ولمّا
تزوّج خديجة رضوان الله عليها انتقل إلى بيته الجديد ، ففارق بيت عمّه
أبي طالب ولكنّه لم يترك برّه لعمّه ورعايته لابن عمّه عليّ(عليه
السلام) ، ومنذ ذلك اليوم راح يتعهده رسول الله(صلى الله عليه وآله)
ويرعاه رعاية خاصّة ومنذ نعومة أظفاره . .

وبدأ
عليّ(عليه السلام) يلتهم زاده الوحيد مبادئ السماء وقيمها حتّى شحن بها فكره
الثاقب ، وغدت نفسه الطاهرة ترتشف الايمان وتستنشق عقيدته
وعبيرها ; لتسمو نفسه ولتصبح مصباحاً يستضيء به من
حوله .

/ 20